صحافة إسرائيلية

توتر روسي إسرائيلي بسبب هجمات طرطوس على الساحل السوري

أسفر القصف الإسرائيلي عن إصابة مدنيين اثنين- سانا
أسفر القصف الإسرائيلي عن إصابة مدنيين اثنين- سانا

ما زالت الهجمات الإسرائيلية على سوريا تلقي بظلالها السلبية على العلاقة مع روسيا، لا سيما بالتزامن مع موقف الاحتلال المناوئ لها في حرب أوكرانيا، وقد وصلت آخر مراحل التوتر بينهما في الساعات الأخيرة إلى إدانة موسكو للهجوم الإسرائيلي الأخير على منطقة طرطوس، وهي ثاني أكبر مدينة ساحلية في سوريا بعد اللاذقية، وتضم أيضًا قاعدة بحرية روسية، ووصفت موسكو الهجوم بأنه "غير مسؤول، ويتعارض مع القانون الدولي".

مع العلم أن الأوساط الإسرائيلية تتحدث عن أن خلف هذه الإدانة الروسية غير المسبوقة تخوف من محاولة دولة الاحتلال وضع "قواعد جديدة للعبة" الدائرة في سوريا مع الحديث عن انسحاب روسي تدريجي منها، وتوجه إسرائيلي باستغلال ذلك لملء الفراغ الروسي من جهة، وزيادة الضربات ضد المواقع الإيرانية والسورية مستغلة انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزارة الخارجية الروسية نددت قبل ساعات بالهجوم الإسرائيلي قرب مدينة طرطوس الساحلية في سوريا، وهو أول هجوم إسرائيلي صادق عليه رئيس الوزراء الجديد يائير لابيد، وأدانت موسكو بشدة ما وصفتها بـ"التصرفات غير المسؤولة التي تنتهك سيادة سوريا، والمعايير الأساسية للقانون الدولي، وطالبت بوقفها دون قيد أو شرط".

وأضاف أن "طرطوس تبعد عن الحدود اللبنانية 25 كم، ويضم ميناؤها قاعدة بحرية روسية، وشكل موقعها البحري عاملاً رئيسياً في دعم روسيا لاستقرار نظام الأسد، وهي القاعدة البحرية الوحيدة لموسكو في سوريا على البحر المتوسط، وتحوز أهمية كبيرة، فيما تخشى روسيا من محاولة إسرائيل تعويدها على الهجمات المتكررة في محيط هذا الميناء المهم، رغم أن الهدف من الهجوم مواقع لتخزين أسلحة حزب الله، من المقرر نقلها إلى لبنان، ولم يعلم عناصر نظام الأسد بوجود أسلحة في هذا المكان، وقد سُمع بعد الهجوم دوي انفجارات أخرى وهو دليل على وجود أسلحة".

من الواضح أننا أمام تدرج في التوتر بين موسكو وتل أبيب بسبب هجمات الأخيرة المتصاعدة باتجاه دمشق، دون أن يعرف بالضبط مآلات هذا التوتر من حيث وصوله إلى مرحلة اعتراض الطائرات الروسية لنظيرتها الإسرائيلية المهاجمة في الأجواء السورية، أم منح الجيش السوري مزيدا من الدفاعات الجوية الدقيقة لإسقاط الطائرات المهاجمة، وحينها سنكون بالفعل أمام قواعد جديدة للعبة، لكن الروس يبدو أنهم يتأنون في الوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة.

يزعم الإسرائيليون أن الإيرانيين يحاولون تهريب أنظمة دفاع جوي للجيش السوري لحماية قواعدهم من هجمات الطيران الإسرائيلي، ويتم ذلك عبر ثلاث قنوات: براً عبر الممر البري بين العراق وسوريا، ومن هناك إلى لبنان، وجواً من خلال طيران الحرس الثوري؛ وبحراً باستخدام سفن تجارية ترسو في موانئ طرطوس واللاذقية، وفيهما يمكن تفريغ حمولة كبيرة من الوقود والحاويات، ولم يتوقف التهريب الإيراني رغم الهجمات الإسرائيلية، لكن إيران تحاول إبقاء الأماكن التي تهربها إلى سوريا في أقصى الشمال والشرق بقدر ما تستطيع، حتى تصعب على الطيران الإسرائيلي استهدافها.

في الوقت ذاته، تتحدث المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيليةعن أن الإيرانيين يستخدمون الحاويات لنقل معدات صناعية كبيرة الحجم، أو أنظمة دفاع جوي لا يمكن تفكيكها لأجزاء صغيرة، ونقلها بالشاحنات على الطريق البري، أو بالطائرات في الطريق الجوي، وأحيانا عبر ميناء طرطوس، رغم أن جزءًا كبيرًا منه مؤجر للروس، باستثناء عدد قليل من الأرصفة التي تخدم الاقتصاد السوري، وتستخدم لتفريغ الوقود الإيراني القادم إلى سوريا، وعبرها إلى حزب الله.

 

0
التعليقات (0)