سياسة دولية

تحذير من تفاقم أزمة الغذاء العالمية واتصالات أممية لتفاديها

أونكتاد: قد تتحول أزمة الغذاء الحالية بسرعة إلى كارثة غذائية ذات أبعاد عالمية في 2023- ا ف ب
أونكتاد: قد تتحول أزمة الغذاء الحالية بسرعة إلى كارثة غذائية ذات أبعاد عالمية في 2023- ا ف ب

حذرت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، الأربعاء، من مغبة أن تتحول أزمة الغذاء التي يشهدها العالم حاليا نتيجة الحرب في أوكرانيا، إلى كارثة غذائية العام المقبل.

جاء ذلك وفق الأمينة العامة للمنظمة ريبيكا جرينسبان في مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، بمناسبة صدور تقرير أممي حول "تداعيات الحرب في أوكرانيا على الغذاء والطاقة وأنظمة التمويل".

من جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال المؤتمر، عن "اتصالات مباشرة" مع 5 عواصم، للتوصل إلى "صفقة شاملة" تتيح إعادة تدفق منتجات الغذاء الأوكرانية والسماد الروسي إلى السوق العالمية.

وقالت جرينسبان: "نحن على شفا أخطر أزمة عالمية لتكلفة المعيشة، ويوضح التقرير الطبيعة المترابطة للأبعاد الثلاثية للأزمة: الغذاء، والطاقة والتمويل"، معتبرة أن "معالجة جانب واحد فقط لن يحل الأزمة العالمية التي نحن فيها الآن".

وأضافت: "قد تتحول أزمة الغذاء الحالية بسرعة إلى كارثة غذائية ذات أبعاد عالمية في عام 2023".

وأردفت جرينسبان: "إذا استمرت الحرب الحالية في أوكرانيا، واستمر ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة في موسم الزراعة التالي، فإنه يمكن أن تمتد الأزمة الحالية لتشمل أغذية أساسية أخرى مثل الأرز مما يؤثر على مليارات البشر".

وتابعت: "هذه أزمة عالمية لا يمكن لأحد الهروب منها، والمجتمعات الضعيفة هي التي تعاني بالفعل أكثر من غيرها".

وأكدت جرينسبان، أنه "لا يوجد حل لأزمة تكلفة المعيشة دون حل للأزمة المالية، ولذلك فإن البلدان النامية بحاجة ماسة إلى الدعم المالي من المؤسسات الدولية".

وحذّر التقرير الأممي، من "تداعيات الحرب في أوكرانيا على قدرات الدول على المواجهة ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط، وشرق أوروبا وآسيا الوسطى، وجنوب وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".

وأوضح أن "حوالي 1.6 مليار شخص تعرضوا بشدة للأزمة وأصبحوا غير قادرين على التعامل معها، في حين تعاني 60 في المائة من أفقر البلدان من ضائقة ديون غير مسبوقة".


اتصالات أممية

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن "اتصالات مباشرة" مع 5 عواصم، للتوصل إلى "صفقة شاملة" تتيح إعادة تدفق منتجات الغذاء الأوكرانية والسماد الروسي إلى السوق العالمية.

وقال غوتيريش إن "هذا التقرير يوضح التأثير المنهجي والمتسارع والشديد للحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل.. أصبحنا بعد ثلاثة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا أمام حقيقة جديدة".

وأوضح أنه "بالنسبة للموجودين على الأرض (في أوكرانيا) يجلب كل يوم لهم إراقة الدماء، وبالنسبة للناس في كل أنحاء العالم، تهدد الحرب بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والعوز وفوضى اجتماعية واقتصادية في أعقابها".

 

وأردف: "يواجه الأشخاص والدول الضعيفة بالفعل ضربات موجعة، ولن يكون هناك أي بلد أو مجتمع بمنأى عن أزمة تكلفة المعيشة هذه".

وأفاد بأن "أسعار المواد الغذائية اقتربت من مستويات قياسية، وارتفعت أسعار الأسمدة بأكثر من الضعف".

وأكد أن "هناك طريقة واحدة لوقف هذه العاصفة المتصاعدة وهي إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.. وتوقف الموت والدمار وإيجاد حل سياسي يتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

واستدرك غوتيريش: "وحتى يحدث ذلك (وقف الحرب)، نحتاج إلى إجراء فوري على جبهتين: أولا تحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وثانيا إتاحة الموارد المالية لمساعدة البلدان الأشد فقرا".

وبشأن الجهود الأممية والدولية لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية والروسية إلى السوق العالمية، قال غوتيريش إنه كلف "ريبيكا جرينسبان ومارتن غريفيث (المنسق الأممي للشؤون الإنسانية) بالتوصل إلى "صفقة شاملة تسمح بتصدير آمن ومضمون للمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود، وكذلك وصول المنتجات الغذائية والسماد الروسي إلى السوق العالمية دون عوائق".

وتابع: "يجب أن يعود الغذاء المنتج في أوكرانيا، والأسمدة المنتجة في روسيا، إلى الأسواق العالمية لكسر الحلقة المفرغة من ارتفاع الأسعار وإغاثة البلدان النامية".

وشدد على أن "هذه الصفقة ضرورية لمئات الملايين من الناس في البلدان النامية، بما في ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".

ومضى قائلا: "عملت ريبيكا ومارتن عن كثب مع جميع الأطراف للمضي قدما في هذا الأمر، وأجرينا اتصالات مباشرة مع أنقرة وموسكو وكييف وبروكسل وواشنطن".

واستدرك: "لكن في هذه المرحلة، فإن قول أي شيء في العلن (بشأن هذه الاتصالات) يعرض فرص النجاح للخطر".

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، إمكانية استحداث آلية متعددة الأطراف لفتح ممر آمن في البحر الأسود لنقل الحبوب والمنتجات.

وأوضح تشاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بأنقرة: "نتحدث عن آلية يمكن إنشاؤها بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا لاستحداث ممر لنقل الحبوب، وأنقرة ترى أن هذه الآلية قابلة للتطبيق".

وتابع: "إذا كانت هناك منتجات سيستوردها العالم من أوكرانيا وروسيا فيجب علينا تمهيد الطريق لذلك معا".

التعليقات (0)