سياسة عربية

لماذا تُستبعد مصر من منتدى الإمارات و"إسرائيل" المتوسطي؟

علم مصر الأناضول
علم مصر الأناضول

للمرة الثالثة على التوالي تُستثنى مصر من قبل حلفائها بشرق المتوسط (إسرائيل، اليونان، وقبرص) بعدم دعوتها إلى تحالفات سواء سياسية أو اقتصادية، وسط تساؤلات عن تجاهلها رغم العلاقات القوية والمصالح الاستراتيجية التي تجمع بينهم.


ويُعقد في مدينة بافوس في قبرص الاجتماع الأول لمنتدى رباعي إقليمي على مستوى وزراء خارجية إسرائيل واليونان وقبرص والإمارات فقط، وفق بيان وزارة خارجية الاحتلال.

وبحسب البيان، يهدف المنتدى إلى إضفاء الطابع المؤسسي بانتظام على اجتماعات وزراء الخارجية في البلدان الأربعة، لتعزيز المصالح الإستراتيجية الإقليمية بين البلدان مع التركيز على القضايا الاقتصادية والسياحية والأمنية.

وفي سابقة أخرى، وقعت إسرائيل واليونان وقبرص (دون مصر التي تمتلك فائضا كبيرا في الكهرباء) 8 آذار/ مارس 2021، اتفاقا لتطوير كابل الكهرباء الرابط بين أوروبا وآسيا تحت سطح البحر، ليكون أعمق وأطول كابل كهرباء تحت الماء بالعالم، وفق تقرير لصحيفة "المونيتور".

الخط سمي بالطريق السريع للكهرباء بطول 1500 كيلومتر (932 ميلا)، على عمق 2.7 كيلومتر (1.7 ميل) لنقل نحو 2000 ميغاوات ويتم بتمويل نحو 2.5 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، والدول الثلاث وينتهي العمل به عام 2024.

وقبل عام تم توقيع مشروع "إيست ميد" بين قبرص واليونان وإسرائيل في 3 كانون الثاني/ يناير 2020، لمد أوروبا بالغاز (لم يضم مصر أيضا)، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحدث بأنه "يوم تاريخي لإسرائيل التي باتت بلدا متينا جدا على مستوى الطاقة".

رسالتان لمصر وتركيا

وقال الباحث السياسي والمتخصص في شؤون الطاقة وقضايا الشرق الأوسط، خالد فؤاد، إن "هذا الاجتماع يحمل رسالتين، الأولى تقليدية موجهة لتركيا وهي تأتي في سياق التنافس الجيوسياسي في المنطقة بين تركيا والإمارات للحد من نفوذها وتمددها، أما الرسالة الأخرى فهي غير تقليدية وموجهة لمصر وتأتي في سياق تطور العلاقات بين القاهرة وأنقرة والاتجاه إلى التهدئة والتعاون في بعض الملفات والتي ربما يكون على رأسها ترسيم الحدود البحرية".

وأضاف لـ"عربي21": "ويبدو أن الرسالة موجهة للتأكيد على عدم ترحيب الجانب الإماراتي ومعها إسرائيل وقبرص واليونان بمسار العلاقات المصرية التركية في الوقت الحالي والتأكيد على أن التحالف الموجه بالأساس ضد تركيا سيستمر حتى بدون وجود مصر". 

من ناحية أخرى يحمل الاجتماع تهديداً غير مباشر فيما يتعلق بملف غاز شرق المتوسط، وفق فؤاد "حيث تسعى إسرائيل واليونان وقبرص منذ فترة طويلة لإنشاء خط إيست ميد لنقل الغاز من إسرائيل وقبرص إلى اليونان ومنه إلى أوروبا، وهو عكس اتجاه المصالح المصرية التي تسعى إلى أن تكون مركزا إقليميا للطاقة، وتركيا لا ترحب بمسار الخط الذي لا يراعي منطقة الجرف القاري الخاص بها".

ولم يستبعد الباحث المصري أن "تقوم الإمارات بتمويل الخط الذي تصل تكلفته إلى 7 مليارات دولار، خاصة أن الأخيرة ارتبطت باتفاقية لتطبيع علاقتها مع إسرائيل من جهة، وتطوير علاقاتها باليونان عسكريا وأمنيا بالتزامن مع تعزيزها مع قبرص (اليونانية) بتوقيع مذكرة تعاون عسكري ودفاعي بين الجانبين مطلع 2021".

ضعف نظام السيسي

وعن سبب استبعاد مصر من المنتدى الرباعي الأخير، يقول الباحث بمعهد العالم العربي والإسلامي بفرنسا طارق المرسي: "يمكن رؤية الإجابة في التقارب المصري التركي والرغبة المصرية في حدوثه، بعد أن رأت البعد من الإمارات وإسرائيل".

وأكد في حديثه لـ"عربي21": "أن أبو ظبي وتل أبيب ليست لديهما ثقة في قدرة النظام المصري على البقاء والصمود طويلا في الحكم مع تحقيق نوع من الاستقرار والتحول إلى شكل دولة هو ما دعى تلك الدول إلى التوقف عن الرهان عليه على المدى القصير والطويل أيضا".

واعتبر المرسي أن المنتدى "موجه في المقام الأول ضد تركيا وبالتالي في إطار التقارب الأخير لا يمكن جعلها ضمن المنتدى الرباعي"، مشيرا إلى أن الإمارات في حد ذاتها لا تهم إسرائيل ولكن نفوذ أبوظبي (المالي) في عدة دول في أفريقيا والسعودية هو ما يجعل إسرائيل تحاول ربط الإمارات بها".

تهميش عسكر مصر

في تقديره يرى رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، أن نظام السيسي يفتقر لمقومات الدولة الحقيقية، قائلا: "ليست المرة الأولى، في الفترة الأخيرة رأينا محاولة مد خط غاز من دولة الاحتلال إلى أوروبا عبر اليونان وقبرص متجاوزا مصر التي كانت تطمح أن تكون مركزا إقليميا للطاقة، لذلك لم تعد مصر مع الأسف الشديد تستطيع التأثير إقليميا".

وقلل من وجود الإمارات في أي تحالف بالمنطقة، وقال لـ"عربي21": "الإمارات دولة ضعيفة للغاية لا يمكنها أن تملأ مكان مصر، والصهاينة يستخدمونها فقط لتحقيق مصالحهم وربما لا نتجاوز حين نقول إن دور الإمارات هو امتداد للاحتلال في الخليج ولكنه يظل تابعا ولن يكون مؤثرا إذا عاد التوازن للمنطقة بالقوى الرئيسية لها مصر وتركيا وإيران، وهذا لن يحدث إلا بغياب النظام العسكري عن حكم مصر وعودة الشعب المصري ليحكم نفسه".

ورأى أن استمرار محاولة حصار تركيا وتهميش مصر ستضع العسكر في اختيار صعب، إما الاستمرار في وظيفتهم بمنع التقارب مع الأتراك وهذا سيضعهم في مأزق كبير، أو أن يقوموا ولو لمرة واحدة في تاريخهم الأسود بمصر بفعل شريف والتقارب بشكل قوي مع الأتراك دون الأداء المسرحي الذي يقومون به في إعلامهم.

 
التعليقات (2)
مصري
السبت، 17-04-2021 01:00 ص
السيسي في جيب اسرئيل و ابن زايد الصغير
مصري
الجمعة، 16-04-2021 09:16 م
مصر لم تستبعد ولكن بعض العقلاء نصحوا او هددوا الحمار بالبعد عن تحالف المتوسط لانه فيه خراب لمصر