صحافة دولية

لماذا يدق المخادعان "فيسبوك وغوغل" ناقوس الخطر؟

أكد أول رئيس لشركة فيسبوك، شون باركر، أنه "قد تم تصميم الموقع للتحكم في طريقة تفكير وسلوك المستخدمين- جيتي
أكد أول رئيس لشركة فيسبوك، شون باركر، أنه "قد تم تصميم الموقع للتحكم في طريقة تفكير وسلوك المستخدمين- جيتي

نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا، وصفت فيه كلا من شركة فيسبوك وغوغل بالمخادعتين نظرا لتطويرهما أساليب تستحوذ بشكل متزايد على حياة مستخدمي مواقعها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مسؤولين سابقين في كلتا الشركتين بدأوا في تحذير المستخدمين من مخاطر إهدار الوقت على منصات هذه الشركات، حيث اعترفوا أن فيسبوك وغوغل صنعتا أداة تمزق النسيج الاجتماعي.

 

عموما، لا يعدّ فيسبوك خطرا اجتماعيا فحسب، بل يمارس نوعا من البرمجة الذاتية على عقول مستخدميه.

وأكدت الصحيفة على أن مواقع التواصل الاجتماعي يتم توظيفها سياسيا، على غرار تويتر وفيسبوك وغوغل.

 

وخلال الشهر الماضي أحدث موظف سابق في شركة فيسبوك مفاجأة عندما تحدث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن "فيسبوك غير جدير بالثقة".

 

ويُدعى هذا الموظف ساندي باراكيلاس، وقد شغل منصب مدير العمليات السابق في هذا الموقع المعد للتواصل الاجتماعي بين سنة 2011 و2012.

ونقلت الصحيفة تصريحات باراكيلاس الذي قال: "لقد أشرفت على جهود فيسبوك الرامية لمعالجة المشاكل الخاصة بالمستخدمين عبر برنامج متطور.

 

وقد تفطنت خلال عملي في هذه الشركة إلى أن إدارة فيسبوك تولي اهتماما أكبر بجمع البيانات حول مستخدميها مقارنة بتوفير الحماية لهم من التعرض إلى إساءات عبر هذا الموقع".

 

كما أكد الموظف السابق على أنه "وفي الوقت الذي يتساءل العالم فيه حول الإجراء الذي يجب اتخاذه ضد شركة "فيسبوك" بعد اكتشاف تورطها في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا يبدي مؤسسوه أية نية في تطوير برنامج إعادة تنظيم آلي لهذا الموقع".

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة فيسبوك دافعت عن نفسها ضد ادعاءات ساندي باراكيلاس، والتي اعتبرتها مجرد انتقادات نابعة من شخص "لم يعد ضمن فريق عمل الشركة منذ سنوات".

 

اقرأ أيضا : رغم إيقاف تحديد الموقع.. جوجل تتعقب مستخدمي أندرويد

 

من جهته، أكد أول رئيس لشركة فيسبوك، شون باركر، أنه "قد تم تصميم الموقع للتحكم في طريقة تفكير وسلوك المستخدمين، والذي بدوره سيغير بالكامل العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص".

 

تجدر الإشارة إلى أن باركر، الذي يعد كذلك مؤسس تطبيق "نابستر"، قد أشار منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى خطورة الإدمان الذي ينتشر بين أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت الصحيفة أن الإدمان، وفقا لما أفاد به باركر، يُعدّ أمرا متأصلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن محاولة الحصول على تعليق أو إعجاب لها التأثير ذاته الذي تحدثه مادة "الدوبامين" على الدماغ.

 

من جهته، أوضح رئيس مدير عام قناة "التلفزيون الفرنسي"، باتريك لو لاي، أنه "خلال سنة 2004، كان ما ننشره من دعاية لشركة كوكا كولا على قناتنا يعد بمثابة فرصة للشركة للولوج إلى العقل البشري.

 

وخلال سنة 2017، لم يعبر أي شخص عن صدمته من التطبيقات الالكترونية التي تستولي على انتباهنا".

وذكرت الصحيفة أن الهدف الذي تصبو إليه مواقع التواصل الاجتماعي يتمثل أولا في السيطرة علينا واحتكار وقتنا وشد انتباهنا، فضلا عن التدخل في خياراتنا من خلال دفعنا إلى قضاء أكثر وقت ممكن في تصفح بياناتها.

 

بعبارة أخرى، أضحت التكنولوجيا التي تقوم عليها هذه المواقع تتخذ القرارات عوضا عنا، حيث باتت الهواتف النقالة والتطبيقات تمثل شكلا من أشكال المنافسة مع الواقع.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة، وفقا لما أفاد به أحد مؤسسي شركة غوغل، تريستان هاريس، تكمن "في أن كل ما يهتم به المستخدم يكتسي بدوره أهمية بالنسبة للشركة. بناء على ذلك، يساعدك الجهاز ذاته الذي تمضي وقتا طويلا في استخدامه، على اكتشاف ما إذا كان طفلك مريضا أم لا، وبالتالي، يُصبح من الصعب عليك أن تتوقف عن استعماله".


اقرأ أيضا :  هكذا يمنع فيسبوك النساء من نعت الرجال بكلمة "قذر"


ونقلت الصحيفة عن النائب السابق لرئيس شؤون نمو المستخدمين في شركة فيسبوك، تشاماث باليهابيتيا، قوله: "أعتقد أننا أسسنا أساليب تمزق النسيج الاجتماعي".

 

وأورد باليهابيتيا أنه لا يخصص سوى القليل من الوقت لولوج فيسبوك، أو كما وصفه "باللعنة"، كما أضاف بأنه يحظر على أبنائه استخدامه. عموما، يمنع بعض صناع التكنولوجيا أبناءهم من استعمال الشاشات الالكترونية، على غرار ستيف جوبز، إذ أنه كان يحظر على أطفاله استخدام أجهزة من قبيل آي فون وآي باد.


وفي الختام، أفادت الصحيفة أن الأمر ذاته ينطبق على عدة مدراء لشركات تكنولوجية، حيث يرسلون أطفالهم إلى مدارس لا تعتمد الشاشات الالكترونية ضمن البرامج التعليمية.

0
التعليقات (0)