صحافة دولية

هندرسون: زيارة الوفد البحريني لإسرائيل.. أي دلالات؟

هندرسون: العلاقات الخليجية مع إسرائيل لن تبقى في الظل- أ ف ب
هندرسون: العلاقات الخليجية مع إسرائيل لن تبقى في الظل- أ ف ب

كتب المعلق المعروف سايمون هندرسون مقالا في مجلة "فورين بوليسي"، يعلق فيه على زيارة الوفد البحريني إلى إسرائيل، قائلا إن زيارة الوفد البحريني للدولة اليهودية تعد آخر إشارة على التحالف القائم بين ملكيات الخليج وإسرائيل.

ويقول هندرسون إنه " يبدو أن البحرين فازت على الإمارات العربية المتحدة والسعودية في سباق عقد علاقات رسمية مع إسرائيل، ففي 9 كانون الأول/ ديسمبر وصل وفد من 23 شخصا من هذه المملكة الصغيرة لزيارة إسرائيل، بما فيها القدس، ويمثل الوفد مجموعة تطلق على نفسها (هذه البحرين) في أول رحلة إلى إسرائيل؛ لتظهر التسامح مع الأديان كافة، وكرست نفسها لدعم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والتزامه بنشر الحرية الدينية والتعايش حول العالم، رغم أن المجموعة لا تتمتع على ما يبدو بصفة رسمية".

ويستدرك الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "البحرين لا تقيم علاقة رسمية مع إسرائيل، مع أن الملك حمد يبدو أنه يعتقد أن هناك فرقا بين الاتصالات الدينية والعلاقات الدبلوماسية المفتوحة، وهو موقف مثير للتساؤل، وإن كان تفريقا مثيرا للإعجاب في سياق الشرق الأوسط". 

ويعلق هندرسون قائلا: "من يتابع منكم الأخبار الأجنبية فإنه يجد أنه كان أسبوعا جهنميا للقيام بزيارة الوفد إلى القدس، ففي 6 كانون الأول/ ديسمبر اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، بشكل أثار احتجاجات في أنحاء العالم العربي كله، ووصفه وزير الخارجية البحريني بأنه (يهدد السلام في الشرق الأوسط، ويعرقل المبادرات والمفاوضات للتوصل إلى حل نهائي)، ما يشير إلى أن وزير الخارجية لم يكن يعرف بها مع أن الملك حمد قام بالموافقة عليها، كما تقول مصادر مطلعة".  

ويشير الكاتب إلى أن "هذه الزيارة تأتي مع هذا كله في وقت تقوم فيه دول الخليج بزيادة التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل؛ بسبب ما تراه العدو المشترك: إيران".

ويعلق هندرسون قائلا إنه "من المثير مراقبة رد فعل كل من السعودية والإمارات لمعرفة إن كانت البحرين تقود الطريق أم أنها تتصرف أكبر من حجمها، حيث قامت كل من السعودية والإمارات بمبادرات تقارب في السنوات الأخيرة وإن كانت حذرة، فاشترطت السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالمبادرة التي تقدمت بها، إلا أن مرونتها تبدو واضحة، فمدير الاستخبارات السابق الأمير تركي الفيصل، أعاد تشكيل دوره بعد تقاعده إلى محاور مع المسؤولين الإسرائيليين، وهي (هواية) يحتاج لممارستها الحصول على إذن من الرياض". 

ويلفت الكاتب إلى أن "هناك تقارير أشارت إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لديه صلات، وهناك من قال إنه زار إسرائيل، وهي تعبير عن تغير في الزمن، وليست تصرفا مثيرا للغرابة، وتستقبل الإمارات العربية بعثة دبلوماسية إسرائيلية مرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وفي حال زيارة الإماراتيين لإسرائيل فإنهم فعلوها سرا".

ويفيد هندرسون بأنه كشف عن زيارة الوفد البحريني من خلال القناة الإسرائيلية الثانية، عندما صورت أعضاءه وهم يتجولون في حارة النصارى في القدس القديمة، وبقيادة مسؤولة المجموعة بيتسي ماثيسون، الأسكتلندية التي تجنست بالجنسية البحرينية، مشيرا إلى أن الوفد ضم إماما شيعيا مقربا من الحكومة، والتقوا مع أيوب القرا وزير الاتصالات في حكومة بنيامين نتنياهو والعربي الوحيد في الوزارة. 

وينوه الكاتب إلى أن الوفد رأي عضو من الجالية اليهودية الصغيرة في البحرين، التي لا يتجاوز عددها الأربعين شخصا، ويعد الملك حمد وجودهم في مملكته دليلا على التسامح والانفتاح، مشيرا إلى أنه يوجد في مملكة البحرين كنيس أعيد بناؤه بعد تدميره عام 1947. 

 

ويقول هندرسون إنه زاره في كانون الثاني/ يناير هذا العام، ويقول إنه "بناية غير معلمة في السوق القديمة ومحاطة الآن ببنايات عالية, وتقام فيه الشعائر الدينية في البيوت، ولهذا فالكنيس خال تقريبا من الأثاث إلا من بعض الكراسي وطاولة وشمعدان كبير ملفوف بالبلاستيك، وهو هدية قدمها وفد من حاخامات جاءوا من أوروبا للزيارة، وظهرت صورهم وهم يرقصون في عيد الحانوكا مع مسلمين في البحرين، وهو ما قاد جماعة إلى غسل الأماكن في السوق التي مر عليها الحاخامات، وظهرت الصور على المواقع المعارضة للحكومة".

ويكشف الكاتب عن أن "اليهود الأمريكيين أدوا دورا في ترتيب الزيارة، وكان أهم الحاخام مارفين هير من مركز (ويزانثال) في لوس أنجلوس الذي ألقى كلمة في حفلة تنصيب ترامب بداية هذا العام، واستقبل هير نجل الملك الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في متحف التسامح في لوس أنجلوس في أيلول/ سبتمبر هذا العام، وألقى الشيخ ناصر كلمة، التي تميزت ليس من خلال عزف النشيدين الوطنيين لكل من الولايات المتحدة والبحرين بل النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتكفا) أيضا". 

ويبين هندرسون أن "ما أورد حول منع الوفد من زيارة الأقصى في يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر محل جدل؛ لأن زيارة في هذا الوقت قد تثير الجدل في البحرين، ومنذ زيارة الوفد انتشرت تقاريرعن زيارة قريبة للقرا إلى البحرين، الذي قال: (ستكون هناك مفاجآت في العام المقبل، ونرى اهتماما بين دول الخليج في تطوير علاقاتها مع إسرائيل)". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "رغم صلة القرا القوية مع نتنياهو، إلا أنه لا يعبر عن الإشارة القوية أو يعد الشخص الذي يوثق به للتعبير عن العلاقات الإسرائيلية الخليجية، التي هي من صلاحية الجيش والأمن والدبلوماسية، وهناك خلافات بين هذه المؤسسات التي تريد ان تقوي وتعزز العلاقات القائمة سرا وبين رغبة السياسيين الذين يريدون الإعلان عنها، وربما سيحصل هؤلاء على رغبتهم، فالملك حمد قد لا يكون مساويا لولي عهد السعودية أو الإمارات، إلا أن زيارة الوفد البحريني تشير إلى أن العلاقات الخليجية مع إسرائيل لن تبقى في الظل".

التعليقات (0)