سياسة دولية

احتفاء دولي وإقليمي بالسراج.. هل بدأ الاستغناء عن حفتر؟

زار السراج خلال الأيام الماضية عدة دول- جيتي
زار السراج خلال الأيام الماضية عدة دول- جيتي

شهدت الجولات والزيارات التي قام بها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، احتفاء دوليا وإقليميا، ما أثار تكهنات حول تراجع الدعم الدولي والمحلي للواء خليفة حفتر.


وقام السراج خلال الأيام الماضية بعدة زيارات، كان أشهرها زيارة واشنطن، ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولفيف من المسؤولين الأمنيين والسياسيين في الإدارة الأمريكية، انتهت جولته بافتتاح السفارة الليبية في واشنطن.

 

وزار السراج القاهرة، والتقى عددا من المسؤولين، على رأسهم عبدالفتاح السيسي، ووزير خارجيته، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نتج عنها تفاهمات بين الجانبين حول الانتخابات الليبية المزمعة في 2018، وكذلك بحث لقاء مع حفتر، واستئناف الرحلات الجوية بين المطارات الليبية ومطار القاهرة الدولي.

 

حفتر في روما

 

في حين قام قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، خليفة حفتر، بزيارة مفاجئة إلى إيطاليا، التقى فيها وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو، وذلك بعد يومين من زيارة وزير داخلية إيطاليا، ماركو مينيتي، إلى العاصمة طرابلس.

 

وقبلها، اختتم حفتر أيضا زيارة قصيرة إلى القاهرة، التقى فيها وزير الخارجية سامح شكري، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، دون مزيد من التفاصيل.

 

وطرحت زيارات السراج والاحتفاء به عدة تساؤلات.

 

صداقات السراج

 

من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، أن "السراج يحاول أن يجد له دورا في المشهد السياسي الليبي الجديد، ويراهن في ذلك على "صداقات مصالح" يبنيها مع بعض الدول التي يعتقد خطأ أن لها تأثيرا أكبر من تأثير القوى السياسية بالداخل على مجريات الأحداث في ليبيا".

 

وأضاف لـ"عربي21": "أما عن الاحتفاء به، وإن أعطى دلالات على رغبة بعض الدول في الإبقاء عليه في المشهد، غير أنه لا يمكن اعتباره مؤشرا قويا على حتمية وجوده على رأس السلطة في المشهد الجديد، الذي تتضح معالمه رويدا رويدا مع كل يوم يقربنا من الوصول إلى التوافق بين طرفي الحوار الأساسيين؛ مجلس النواب، ومجلس الدولة"، وفق قوله.

 

"حفتر" يبحث عن داعمين

 

ورأى عضو الهيئة العليا في حزب تحالف القوى الوطنية الليبي، عاطف شقلوف، أن "حفتر يبحث له عن داعمين جدد، وهذه قد تكون أسباب زيارته المفاجئة إلى إيطاليا، لكن كون "المشير" لا يريد انتخابات في ليبيا، فهذا سينعكس عليه بالأثر السيئ"، حسب وصفه.

 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الاحتفاء بالسراج، سواء في واشنطن أو مصر، هدفه الإبقاء عليه مستقبلا، كون السراج هو عصب الاتفاق السياسي الليبي، وخطة سلامة الأخيرة خير دليل على ذلك".

 

خطة "سلامة"

 

وأشار الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، إلى أن "السراج يمثل قيادة سياسية يدعمها المجتمع الدولي والدول العظمى؛ لذلك يتم استقباله على مستوى الرؤساء في العالم؛ لتأكيد دوره في الحل السياسي، ويتم استقبال "المشير" حفتر رسميا أيضا؛ كونه يمثل القيادة العسكرية "المقترحة"، ويتم النقاش معه ليتنازل عن بعض الشروط التي يضعها للقبول بخطة عمل سلامة".

 

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "من المؤكد، وبحسب تصريحات غسان سلامة، أنه سيتم تجاوز البرلمان ومجلس الدولة، لتعنتهما في اعتماد التعديلات على الاتفاق السياسي، ليتم طرح ذلك على المؤتمر الوطني الجامع"، وفق تقديره.

 

رسائل

 

وقال عضو المؤتمر الوطني العام الليبي السابق، فوزي العقاب، إن "الحالة الليبية المعقدة والمتداخلة تتطلب مثل هذه الزيارات، وهذا لا يعني أن لهذه الجولات أبعادا أخرى، لكن يحاول السراج إرسال رسائل محلية وخارجية، وأيضا الدول المستقبلة له لها رسائلها، أهمها أن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد الذي يجب على الجميع التفكير من داخله".

 

وبخصوص تأثير هذه الزيارات على حفتر ومستقبله السياسي، قال العقاب: "حفتر ليس طرفا شرعيا مقابل حكومة الوفاق، وليس بديلا عنها أيضا؛ لذلك لا أعتقد أن هناك من يرى في "حفتر" مشروعا بديلا للاتفاق السياسي"، كما قال لـ"عربي21".

التعليقات (1)
ليبي متابع
الثلاثاء، 12-12-2017 09:29 ص
السراج و حفتر وجهان لعملة واحدة،فإن تم تمكين أحدهما فهذا يعني تمكين الآخر.و الشواهد على ذلك كثيرة منها :أن السراج طوال فترة حكمه(التي لم تبدأ بعد قانونا لأن برلمان طبرق لم يمنحها الثقة)،طوال تلك الفترة كان يندد بكل حادث ينال من حفتر.