القدس

هل تحرك القدس مياه الشارع السياسي الراكدة بمصر؟

الجامعات المصرية شهدت حراكا واسعا تضامنا مع القدس- تويتر
الجامعات المصرية شهدت حراكا واسعا تضامنا مع القدس- تويتر

على الرغم من حملة الاعتقالات التي شنتها سلطة الانقلاب في صفوف النشطاء والصحفيين والشباب الذين خرجوا للتظاهر تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن شوارع القاهرة وساحات الجامعات المصرية ما تزال ممتلئة بالمتظاهرين، ما يثير تساؤلات: "هل يعيد الحراك من أجل القدس الروح من جديد للشارع المصري بعد سنوات القمع والإسكات؟".

 

وخرجت صباح الأحد مظاهرات حاشدة في كبرى الجامعات المصرية رفضا للقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".

وشارك في المظاهرات أعداد كبيرة من الطلبة في جامعات الأزهر والقاهرة والمنوفية والاسكندرية رددوا خلالها هتافات مناصرة للقدس و ومنددة للقرار الأمريكي.

وشهدت القاهرة وغيرها من المدن المصرية الكبري تظاهرات حاشدة السبت والجمعة، كان أبرزها التظاهرات التي خرجت من الجامع الأزهر، فيما فرضت قوات الأمن المصرية اجراءات أمنية مشددة في الميادين والشوارع العامة.

 

اقرأ أيضا: جامعات مصرية تنتفض لأجل القدس وتنديدا بقرار ترامب (شاهد)

 

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، خالد إسماعيل، إن "هناك قضايا تعد خطا أحمر وعلى رأسها المقدسات الإسلامية والقدس على وجه الخصوص، وما حدث في الأزهر اليوم وأمس، وفي الإسكندرية والمنيا ومن قبلها الجامعة الأمريكية وحول السفارة الأمريكية، هو أكبر دليل على ذلك".

 

وأضاف أن "ترامب أسقط ورقة التوت عن حلفائه من حكام العرب، ومنح دون قصد الأمة العربية والإسلامية الصدمة التي كانوا بحاجة إليها للخروج من حالة الذل والهوان التي يعيشونها".

وقال إسماعيل في تصريحاته لـ"عربي21" إن "مصر في القلب من الأمة العربية، ومن الممكن أن تتحول الشوارع لنار تحرق تطيح بهذا النظام في حال أقدم على استخدام القمع في مواجهة هذه الاحتجاجات"، على حد قوله.

وأكد أن "الحراك خرج رغما عن السيسي، والدليل أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي اعتقلت المشاركين في الاحتجاجات بجانب الاحتلال الصهيوني".

 

بدوره، قال الكاتب الصحفي ياسر أبو السعود: "نوعا ما أعادت قضية القدس الحراك للشارع المصري جزئيا فهي ولا شك قضية تجمع عليها أغلبية الأمة، ويضعها أغلب المواطنين هدفا أسمى وأول، لارتباطها بالعدو التاريخي للشعب المصري".

وأكد أبو السعود أيضا لـ"عربي21" أن "الحراك الذي تم كان رغما عن السيسي، بسبب أنه ما كان له أن يرفض خروج مجموعة من الغاضبين للتنفيس عن غضبهم ضد عدو بعيد عنه هذه المرة، ولكن الحراك كان مسموحا به بحذر، وبحرص كبير، ومراقبة شديدة، فقد كان نصف الموجودين تقريبا من الشرطة السرية والعلنية التي كانت تراقب الفعالية، وتدخلت حينما بدأ الأمر يخرج عن السيطرة، ما تمثل في الهتاف ضد السيسي نفسه".

 

من جهته، أوضح الباحث ومدير مركز مدار للدراسات محمد حسني، أن "ذروة تحركنا في مصر بشكل مماثل كان عندما حاصرنا سفارة إسرائيل بالمعادي، وأنزلنا علمها بـ2012، وكان هذا يعبر وقتا عن حالة انتصار كنا نعيشها وشاهدناها، وفهمنا أنه يمكننا أن نعمل شيئا".

 

اقرأ أيضا: برلمانيون وسياسيون : لهذا تجاهل السيسي قرار ترامب

وأضاف حسني: "بعد الخروج نصرة للقدس، نستطيع أن نضبط بوصلة الثورة بأن تكون مرتبطة بالقدس في مواجهة القول إن الثورة مؤامرة من حماس وحزب الله وإيران".


وقال حسني لـ"عربي21": "داخل الدولة، هناك تباينات كثيرة جدا بالنسبة لصفقة القرن ونفس التباينات هي التي على أساسها رشح شفيق نفسه، ونزل مصر، وهي نفسها  التي سمحت بموقف الأزهر، وأن تحصل مظاهرة الأزهر أمس، فهي عملية توازن بين توصيل رسالة للسيسي سياسية بحتة أنه يفرمل، وبين أن لا تفلت الأمور منهم".


ولكنه ذهب إلى أن "التحركات ما دامت تتم في إطار مساحات محسوبة، فلن تنتج شيئا أبدا".


أما الناشطة السياسية مديحة الملواني، فأشارت إلى أن "حراك الأمس المنطلق من جامع الأزهر، الذي كان قوامه قد تجاوز الألفين، لم يضم من الوجوه التي لها علاقة بالثورة إلا عددا محدودا جدا لا يشكل أكثر من 10 في المئة من الكتلة العامة، ومن ناحية أخرى كانت هناك عفوية في اللحظة".

 

ولكنها قالت لـ"عربي21" إنه "بعيدا عن أي حشد منظم، يشير الأمر إلى نقطة أساسية هي تطور الوعي العفوي لدى الجماهير الشعبية بعد الثورة في مصر، على مدى 7 سنوات".

 

وقالت إن "هذا الوعي الذي ساعد فيه سياسة النظام التي لم ينعكس بعدها الاقتصادي فقط على الشارع، بل ساهم في لفت الأنظار عن طبيعة سياسات هذا النظام المستبد، الذي يزداد كل يوم في عدائه للشعب، كلما عجز عن تقديم أي حلول لنتائج فشله".

 

اقرأ أيضا: مصر: اعتقال صحفيين تضامنوا مع القدس ومطالبات بالإفراج عنهم

التعليقات (1)
مصري
الأحد، 10-12-2017 11:04 م
تعسا و تبا لك أيها الصفيق اليهودي السيسي بن مائير لعنة الله عليك إلي يوم الدين .