ملفات وتقارير

بعد اعترافات سلو... تساؤلات عن الفرق بين قسد و"بلاك ووتر"؟

محللون قالوا إن ما كشف عنه سلو "يدلل بوضوح على أن قسد لا تعدو عن كونها شركة أمنية أمريكية"- جيتي
محللون قالوا إن ما كشف عنه سلو "يدلل بوضوح على أن قسد لا تعدو عن كونها شركة أمنية أمريكية"- جيتي
شكلت التفاصيل الهامة التي كشفها الناطق باسم "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" المنشق العقيد طلال سلو، وخصوصا حديثه عن الدعم اللوجستي الأمريكي غير المحدود لهذا الجسد العسكري الذي تشكل "الوحدات الكردية" عموده الفقري، فارقة خطيرة.

وما إن أدلى سلو المتحدر من أصول تركمانية والذي وصل تركيا الشهر الماضي بعد انشقاقه، حتى طرح مراقبون تساؤلات عن السبب الذي دفع بالولايات المتحدة إلى الزج باسم "سوريا" في اسم تشكيل يتلقى تمويلا منها و تقوده شخصيات (شاهين جيلو، قهرمان) عسكرية غير سورية تنتمي لحزب العمال الكردستاني التركي المصنف على قوائم الإرهاب.

وبرغم اعتباره لأن كل ما أتى عليه سلو "من الأهمية بمكان"، لكن أول ما يمكن التطرق إليه من وجهة نظر الباحث بالشؤون التركية والروسية الدكتور باسل الحاج جاسم، هو "الدور الأمريكي".

وفي هذا الصدد، يتطرق الحاج جاسم إلى الشركات الأمنية الأمريكية ومن أهمها "بلاك ووتر"، مشيرا إلى وجود بعض الاختلافات بين الشركة الأمنية الأخيرة وبين"قسد".

وأوضح الحاج جاسم في حديثه لـ"عربي21"، أنه "بناء على اعتراف سلو، فإن مبعوث الولايات المتحدة بريت ماكغورك هو القائد العملياتي لهذه القوات"، متسائلا "ما الفرق إذا بينها وبين بلاك ووتر".

وأضاف، لربما تختلف "قسد" عن "بلاك ووتر" في ميدان العمل، لأن الأخيرة شركة دولية ميدانها العالم، أما "قسد" فكان نشاطها مقتصرا على الساحة السورية، واستدرك قائلا "لربما نفذت بعض العمليات في تركيا، لا نملك الأدلة الكافية".

وبحسب الحاج جاسم، فإن السؤال الأكثر إلحاحا هو "لماذا الزج باسم سوريا الضاربة بالتاريخ في تشكيل لا علاقة للسوريين به لا من قريب ولا من بعيد".

وتساءل، "ما هي ردة فعل الشعب الأمريكي لو قامت روسيا أو الصين بتشكيل مجموعة أمنية فيها عدد محدود من الأمريكيين، وأطلقت عليها "قوات أمريكا للسلم العالمي".

وأضاف الحاج جاسم، "الولايات المتحدة دعمت هذا التشكيل الانفصالي الذي يمهد الأرضية لتمزيق سوريا، وعلينا أن لا نستغرب إصدار قيام السلطات التركية، أو حتى النظام السوري بإصدار مذكرة اعتقال بحق بريت ما كغورك".

من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سامر خليوي، أن ما كشف عنه سلو "يدلل بوضوح على أن قسد لا تعدو عن كونها شركة أمنية أمريكية".

وقال لـ"عربي21" من لندن، "لا يشكل ميدان العمل فرقا واضحا بين قسد التي تعمل في الساحة السورية وبين الشركات الأمنية الأمريكية العابرة للقارات، لطالما أن الهدف واحد".

وأوضح، أن الهدف من انضمام المقاتلين لقسد هو المال فقط، والمال الأمريكي تحديدا، والغاية هي القتل، وتساءل "ما هو الفرق بين القتل بالمسدس الحربي أو بالمدفع".

وأضاف خليوي، لقد وثقت المنظمات الحقوقية الأممية انتهاكات لا حصر لها ارتكبتها "قسد"، داعيا الولايات المتحدة إلى أن تعيد النظر بسياستها الداعمة لهذا الجسد العسكري الذي حسب زورا على السوريين، على حد تعبيره.

من جانبه رأى الباحث أحمد السعيد، أن تذرع الولايات المتحدة بحاجتها لقوات تقاتل تنظيم الدولة من وراء تشكيل "قسد"، "ذريعة بحاجة إلى التوقف عندها مطولا".

وأوضح في هذا الجانب، أن الولايات المتحدة كانت تستطيع المعارضة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى تجربة تركيا المتمثلة بـ"درع الفرات".

وأشار السعيد خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى نجاح تركيا بدحر التنظيم عن مساحات شاسعة من ريفي حلب الشرقي والشمالي بقليل من الدعم والمساندة لفصائل المعارضة.

وكان طلال سلو، الذي تمكن من الانشقاق عن "قسد" قد كشف في حديث مطول لوكالة "الأناضول" التركية، الكثير من التفاصيل الهامة التي تكشف شيئا من الغموض حول ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية".

 
0
التعليقات (0)