سياسة عربية

هكذا تحدث السيسي عن أموال الجيش وأموال الدولة

حديث السيسي فتح تساؤلا عن طبيعة اختلاط اموال الجيش باموال الدولة- أرشيفية
حديث السيسي فتح تساؤلا عن طبيعة اختلاط اموال الجيش باموال الدولة- أرشيفية

أثار حديث قائد انقلاب مصر عبد الفتاح السيسي لوزير دفاعه صبحي صدقي عن أموال مشروعات الجيش والدولة، ومزاحه مع الأخير حول الأموال التي بحوزة المؤسسة العسكرية، تساؤلات عن مدى وجود خلافات مالية بينهما.


السيسي، وخلال افتتاح مشروع مزرعة سمكية بمحافظة كفر الشيخ (شمال الدلتا) السبت، قال إن "الدولة هي التي تقوم بعمل المشروعات وليس القوات المسلحة فقط"، مؤكدا على أن القوات المسلحة تمثل الدولة، موجها حديثه لوزير الدفاع بقوله: "يعني الفريق صبحي بيحط الفلوس في جيبه؟"، مجيبا: "قسما بالله ما في مخلوق يقدر يأخذ جنيه".


وأضاف السيسي: "ما فيش من الكلام ده في البلد، هنا الجنيه براجل ميضيعش كده، مفيش حد يمد يده على حاجة، فميصحش نقول أن ده جيش وده دولة".




الفقرة الأخيرة من حديث السيسي فسرها البعض على أنه يوجد خلاف مالي بين الجيش والدولة على أموال بعض المشروعات، وأن هناك جدالا سابقا بين السيسي وصدقي، وحول هذا الأمر أراد السيسي أن ينهيه أمام الجميع.


الإعلامي عماد البحيري، أكد أن السيسي لا يتحدث حديثه عبثا، مشيرا إلى احتمال وجود خلاف مالي بينه وبين وزير دفاعه.


البحيري، قال عبر صفحته على "فيسبوك": "السيسي، يوم أن قال لو ينفع أتباع، قلت ده يقصد حاجة مهمة وبعدها باع الجزيرتين"، مضيفا: "ومن هذا المنطلق يمكن تفويت ما قاله من أن صدقي صبحي لا يضع الفلوس في جيبه وأن الجنيه في البلد براجل".


وأكد البحيري أن هذا يعني "وجود خلافات مادية بينهما، وصدقي حاول يحط فلوس بعينها في جيبه، يا إما الأيام هتكشف قصده".


 وخرجت الصحف المصرية والعربية لتقول إن "السيسي يمازح وزير دفاعه"، تماما كما كتبت مسبقا عما أسمته "ممزاحة السيسي لشيخ الأزهر أحمد الطيب"، والتي كانت بداية لحملة إعلامية موسعة لأذرع الانقلاب الإعلامية تهاجم الأخير بتهمة عدم الجدية في تجديد الخطاب الديني الذي يتبناه السيسي.


وكان السيسي قد طالب بإصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوي في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، موجها حديثه لشيخ الأزهر بقوله: "ولا إيه يا فضيلة الإمام، تعبتني يا فضيلة الإمام".




رسائل السيسي

 
وحول كلمات السيسي ومدى وجود خلافات مالية بين الجيش والدولة، يرى الخبير والمحلل الاقتصادي مصطفى عبدالسلام أن الحديث "لا يوحي بأي خلاف، لأن ما يهم السيسي بالدرجة الأولى هي المؤسسة العسكرية وضرورة دعمها ماليا واقتصاديا وهو ما يحدث حاليا عبر إسناد تنفيذ المشروعات الضخمة لها".


وأضاف عبد السلام في حديثه لـ "عربي21" أن "السيسي من خلال تصريحاته يحاول أن يبعث بعدة رسائل؛ أبرزها أن المؤسسة العسكرية لا تنفذ وحدها المشروعات الكبيرة، بل تشاركها أجهزة الدولة المختلفة، وبالتالي فإنه ليس صحيحا أن الجيش يسيطر على المشهد الاقتصادي على حساب القطاع الخاص، وأن الجيش يمثل الدولة وليس صحيحا أنه يمثل نفسه ومصالحه".


وأشار إلى أن "السيسي يرد أيضا من خلال تصريحاته كذلك على القائلين بأن المؤسسة العسكرية تحقق أرباحا ضخمة من تنفيذ هذه المشروعات الكبرى وأن هذه الأموال تصب في خزانته وليس في خزانة الدولة، وأن قيادات الجيش تستفيد ماديا من هذا الوضع".


ويرى عبدالسلام أن "هذا الكلام يتطلب أن تكون هناك شفافية في الأمور الاقتصادية المتعلقة بالمشروعات التي ينفذها جهاز الخدمة المدنية التابع للجيش بحيث يراقب الجهاز المركزي للمحاسبات على موازنة الجهاز، وأن تخضع الموازنة للتدقيق من قبل أجهزة الدولة".


وختم حديثه بالقول: "مرة أخرى يؤكد السيسي أن المؤسسة العسكرية بات لها دور أكبر في المشهد الاقتصادي المصري من خلال تأكيده أنها تساهم في خطة التنمية في مصر، وأنها وراء إنجاز المشروعات الكبيرة".


الاثنين واحد


الكاتب الصحفي محمد الصباغ، أكد أن حديث السيسي عن أموال الجيش والدولة وتوجيه حديثه لصبحي صدقي؛ لا يعني وجود خلافات مالية بين الجيش والدولة أو بين السيسي ووزير دفاعه، موضحا بقوله: "مفيش خلاف، الاثنين واحد والسيسي هو قائد الجيش".


وحول وجود تشابه بين حديث السيسي لصدقي وكلامه لشيخ الأزهر وما بدا على أنه تقريع، قال الصباغ لـ "عربي 21"، إن "الوضع مختلف في الحالتين"، قائلا: "السيسي فعلا لن يكمل بوزير الدفاع صدقي صبحي، ولكن لا يجرؤ على تقريعه علانية".

 

عصابة لصوص


المتخصص في الأعمال الدولية بجامعة جورج واشنطن محمد رزق، قال: "لا أظن أن هناك خلافا ماليا بينهما فهما عصابة لصوص معا".


ونفى رزق لـ"عربي 21"، أن يكون توجيه تلك الكلمة من السيسي لصدقي على الهواء بها تقريع للأخير، معتبرا أن حديث السيسي عن مشاركة الدولة بجانب الجيش في المشروعات الاقتصادية وقوله إن "الدولة هي التي تقوم بعمل المشروعات وليس القوات المسلحة فقط"؛ هو اعتراف منه بأن حجم أعمال الجيش صار أكبر من الدولة بكثير.

التعليقات (0)