صحافة دولية

كيف نشأت "الأخبار الزائفة"؟

يؤكد "فيس بوك" على ضرورة فحص عناوين المواقع للتأكد من أنها موقع رسمية وليست مزيفة- ارشيفية
يؤكد "فيس بوك" على ضرورة فحص عناوين المواقع للتأكد من أنها موقع رسمية وليست مزيفة- ارشيفية

نشرت صحيفة "لا فوث دي غاليثيا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية نشأة الأخبار الزائفة، التي غمرت عالم الأخبار خلال السنوات الأخيرة.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مصطلح "الأخبار الزائفة" اكتسى أهمية قصوى تزامنت مع ظهور دونالد ترامب، حيث ساهمت في تعزيز حالات الارتباك وخطابات الكراهية. وغالبا ما تهدد هذه الأخبار حرية الصحافة والمؤسسات الصحفية بصفة عامة.
 
و الأخبار الزائفة تتمتع بقدرة كبيرة على تشويه الواقع والتأثير على حياة الأشخاص، وهو ما تجلى خاصة خلال الفترة التي تلت الانتخابات الأمريكية أو الانتخابات الفرنسية، وكذلك إثر استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو مثلما حدث أيضا في الآونة الأخيرة إبان الحركة الانفصالية الكتالونية.
  
و هذا النوع من الأخبار أصبح له صدى واسع بظهور مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن نشرها على شبكة الإنترنت لا يكلف الكثير. أما خلال حملة ترامب الانتخابية، لاقى مصطلح "الأخبار الزائفة" شعبية ساحقة وأصبح أكثر تواترا وانتشارا، حيث لجأ ترامب إلى هذه الطريقة ولا يزال إلى اليوم يعول عليها.
 
ومن خلال تغريداته على موقع تويتر، يقوم ترامب بنشر مثل هذه الأخبار عندما يريد تشويه سمعة بعض الأشخاص أو التشكيك في بعض الأخبار الحصرية التي نشرتها وسائل الإعلام التي كان يستهدفها.

 


 وذكرت الصحيفة أن الوظيفة الرئيسية للأخبار الكاذبة تكمن في التضليل والتلاعب المتعمد بالرأي العام من طرف وسائل الإعلام. وغالبا ما يكون وراء ذلك مصلحة، سواء سياسية أو اقتصادية أو رياضية، لكن كيف ينشأ هذا النوع من الأخبار؟
 
وأوردت الصحيفة أن الأخبار الزائفة تعمل على نشر دعاية أو خدع، أو تقوم مباشرة بنشر معلومات مضللة تجعل الجميع يعتقد أنها فعلا أخبار حقيقية. وإلى جانب دور مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز نشر هذه الأخبار، التي تسهل انتشار هذه الدعايات بسرعة البرق قبل أن يتم تكذيبها، استفاد الأشخاص المسؤولون عن نشر هذا النوع من الأخبار من العديد من الأساليب الأخرى لإرباك صفوف القرّاء والمتابعين.
 
وتقوم هذه  الأطراف بنسخ نفس مواصفات ومظهر الصفحة الإعلامية الحقيقية، التي غالبا ما تتمتع بسمعة طيبة، بهدف إنشاء تحالفات مع صفحات الأخبار الوهمية لدعم بعضها البعض واكتساب المصداقية بين الجماهير. وإلى جانب خداع الجمهور، يتمثل عمل هذه الصفحات المزيفة في زيادة نسبة متابعيها لتحقيق أكبر معدل من المعجبين لتضمن بذلك تعزيز ظهور إعلاناتها لدى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فضلا عن زيادة تحقيق الأرباح.
 
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن مؤسسة "جارتنر" للاستشارات العالمية، من المتوقع، خلال سنة 2022، أن يزداد إقبال مجتمع الاقتصادات الناضجة أكثر فأكثر على استهلاك الأخبار الكاذبة. وعلى الرغم من أن اكتساب تقنية الذكاء الاصطناعي فعال من حيث إنشاء معلومات جديدة، إلا أنه في الآن نفسه يضطلع بدور كبير في تشويه البيانات وإنشاء معلومات كاذبة. كما تتوقع "جارتنر" أنه بحلول سنة 2020، يمكن لهذا النوع من التشويه المعلوماتي أن يغذي عملية الاحتيال المالي.
 
والجدير بالذكر أن الكاتب الأمريكي بول هورنر، الذي توفي منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، يعد من أحد رواد خلق ونشر الأخبار الكاذبة عبر مواقع الأخبار التي تبدو رسمية. إلى جانب ذلك، نجحت قصصه في جذب الانتباه في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نظرا لأن أخباره لاقت رواجا كبيرا في صفوف العديد من وسائل الإعلام والسياسيين الذين كانوا يشاركون هذه الأخبار دون التحقق أولا من مدى صحة المعلومات.
 
ونقلت الصحيفة أن هورنر يرى، من وجهة نظره، أنه من أجل ضمان انتشار أي خبر وهمي، يجب أن تكتسي الفقرات الأولى من الخبر دائما شرعية فائقة، وينطبق نفس الشيء على العنوان والصورة التي سيتم استخدامها، ومن ثمّ من الضروري أن نبالغ في المعلومات أكثر فأكثر.
 
وأوردت بأن الشركات الفاعلة على شبكة الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك، قامت بالإعلان عن بعض التدابير الضرورية للحد من انتشار الأخبار الوهمية. وفي هذا السياق، أدخلت الشبكة الاجتماعية لمارك زوكربيرغ أداة جديدة في برنامجها في إسبانيا، التي تمكن مستخدميها من خلال 10 نصائح، من التمييز بين الأخبار الكاذبة والحقيقية.
 
 ومن بين هذه النصائح، نذكر عدم منح الثقة الكاملة في عناوين الأخبار المنشورة، خاصة إذا كانت تحتوي على نقاط تعجب أو حروف من الحجم الكبير أو كانت تقدم حقائق غير معقولة.

 

إضافة إلى ذلك، يؤكد "فيس بوك" على ضرورة فحص عناوين المواقع للتأكد من أنها موقع رسمية وليست مزيفة.
 
وفي الختام، بينت الصحيفة أن غوغل قد غيّر منصة نظامه الإعلاني "غوغل أدسنس" في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المنقضي في محاولة لخفض قيمة الأموال التي تذهب لفائدة المواقع المغالطة.

 

ومن بين الخطوات الأخرى الهامة التي اتخذتها هذه الشركة الأمريكية، إحداث تغيير في الخوارزمية من أجل تعزيز الصفحات التي تكتسي أهمية ومصداقية بشكل متزايد، فضلا عن الحد من انتشار المحتويات ذات النوعية الرديئة.

التعليقات (0)