سياسة عربية

جدل بتونس بسبب صورة قيادي بالنهضة ونائب إسرائيلي سابق

نفت الحركة أن يكون تطبيعا - أرشيفية
نفت الحركة أن يكون تطبيعا - أرشيفية

أثارت صورة لنائب سابق بالكنيست الإسرائيلي، ظهر فيها إلى جانبه القيادي بحركة النهضة التونسية رفيق عبد السلام، خلال "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط" بالدوحة، جدلا في تونس.

وكان النائب الإسرائيلي عن حزب "العمل" سابقا، أرئيل مرغاليت نشر، الاثنين، على صفحته في "فيسبوك"، صورا التقطها خلال مشاركته، بمؤتمر الدوحة الذي عُقد يومي 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وعلّق "مرغاليت" على صورة ظهر على يساره فيها القيادي بحركة النهضة ووزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام وهو يتفحّص وثائق المؤتمر، بأنّه "في الدوحة في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي جنبا إلى جنب مع الدول العربية البراغماتية".

تطبيع؟


وتابع: "مع التوترات في الشرق الأوسط يجب على إسرائيل أن تفعل العكس وتقود الجهود نحو التعاون وبناء الجسور في المنطقة، والهدف المشترك هو إيجاد سبل لتعزيز التعاون المشترك بين إسرائيل والعالم العربي".

وقال: "أدرك العشرات من رجال الأعمال من الدول العربية والولايات المتحدة وأوروبا أن مفتاح المبادرة الإقليمية هو التنمية الاقتصادية.. هذا هو بالضبط كيف يمكن للابتكار الإسرائيلي أن يصبح أهم وسيلة لتحويل منطقتنا.. إن مصالحنا المشتركة تخلق فرصا جديدة يجب ألا نضيعها".

وانتقدت "الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني" القيادي رفيق عبد السلام، معتبرة أنّ "مجالسته للنائب السابق بالكنيست الإسرائيلي تطبيع واضح لحركة النهضة مع الكيان الصهيوني".

ونشرت "الحملة" بصفحتها في "فيسبوك" صورتين من مؤتمر الدوحة معلّقة عليهما بأنّ "القيادي بالنهضة، وصهر مؤسّسها وزعيمها راشد الغنوشي، يشارك في مؤتمر للتطبيع الاقتصادي مع كيان العدوّ الصهيوني، ببلد يدّعون أنّه محاصر بسبب مواقفه الوطنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وجالسا بجانب أحد ممثّلي هذا العدو".

وتابعت: "ثمّ يرفضون أن نصف حديثهم عن فلسطين بالنفاق السياسي.. نفهم الآن لماذا ماطلوا، ولازالوا، ضدّ سنّ قانون لتجريم كافّة أشكال التطبيع!".

جلوس تلقائي


ونفى الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري أن يكون رفيق عبد السلام قد حضر "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط" بالدوحة بوصفه قياديا في الحركة.

وتابع في تصريح خاص لـ"عربي21" أنّه "تمّت دعوة الدكتور رفيق عبد السلام للمشاركة بالمؤتمر بصفته الشخصية باعتباره مدير مركز دراسات وهو يُدعى في أكثر من مناسبة لمثل هذه التظاهرات التي تُنظمها مراكز البحوث والدراسات في العديد من البلدان"، وفق تعبيره.

وأضاف: "الدكتور عبد السلام حضر هذا المؤتمر لتقديم محاضرة حول موضوع الندوة وعادة ما تتمّ دعوة عديد الباحثين والمختصين والخبراء من أنحاء العالم لمثل هذه الندوات ويكون الجلوس فيها بشكل عفوي وتلقائي وليس منظما أو متبوعا ببروتكول للمدعوين ومصادفة كان النائب السابق بالكنيست الإسرائيلي جالسا إلى جانبه".

وأكّد الخميري أنّ عبد السلام أبلغه أنه لم يكن على علم، بتاتا، بهوية الشخص الذي كان بجانبه ولا بجنسيته، متابعا: "أعتقد أنّ أيّ تونسي لن يتمكن من معرفة هوية النائب الإسرائيلي لو وقف أمامه في لحظة ما".

مصادفة

وشدّد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة في تصريحه لـ"عربي21" على أنّ ما حدث "ليس إلا مصادفة وقع توظيفها".

وأشار إلى أنّه وقع توظيف الصورة، "رغم أنّ من يحضر مثل هذه الملتقيات، التي يكون عدد المشاركين فيها كبيرا، يدرك أنه من الصعب معرفة هويات أو جنسيات هؤلاء، إلّا في صورة حمل بطاقات تعرف بأصحابها أو داخل اللجان".

وقال الخميري إنّ حركة النهضة تُجدّد موقفها بالتزامها والتزام التونسيين عموما برفض التطبيع مع الكياني الصهيوني "وهو موقف ثابت للحركة وللدولة التونسية"، ونحن نساند إخواننا الفلسطينيين في كل جهودهم من أجل إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ومن أجل عودة اللاجئين واسترجاع كافة الحقوق المسلوبة"، وفق تعبيره.

التعليقات (0)