سياسة عربية

ماذا خلف زيارة السيسي لشادية وكلماته للمرأة المصرية؟

ازدواجية معايير وتناقض بين القول والفعل في خطاب السيسي عن المرأة- أرشيفية
ازدواجية معايير وتناقض بين القول والفعل في خطاب السيسي عن المرأة- أرشيفية

بعد زيارة رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي للفنانة شادية بالمستشفى، وما أطلقه من تصريحات خلال منتدى شباب العالم؛ ثارت التكهنات حول أهداف السيسي من الزيارة، والرسائل التي وجهها للمرأة.
 
وزار السيسي وزوجته، الفنانة المعتزلة شادية، في مستشفى الجلاء العسكري، للاطمئنان على صحتها، إثر حضوره ختام فعاليات منتدى شباب العالم الخميس الماضي، وذلك بعدما أثير حول تدهور حالتها الصحية وانتشار خبر وفاتها ثم تكذيبه.

  
وكان السيسي، أطلق خلال منتدى شباب العالم، في شرم الشيخ من 4 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر، عدة تصريحات خلال جلسة نقاشية حول "دور المرأة في صنع القرار"، غازل بها المرأة المصرية، ووجه رسالته للبنات والأمهات والعاملات والمرأة الريفية والنساء في الشوارع؛ وذلك قبل أن يسبق كلماته بدعوة الرجال لاحترام النساء.
 
ووجه السيسي رسالته للفتيات بقوله إنه "ظل طوال عمره حنونا للغاية مع بناته"، وإن قسوته كانت مع أبنائه الذكور فقط، وقال إنه كان يتعامل باحترام شديد مع جميع فتيات وبنات وسيدات عائلته وإن "بنات الأسرة كانوا بيقولوا ياريت بابانا عمو عبدالفتاح".
 
وفي رسالة للسيدات دعا السيسي الرجال لضرورة الانحناء للمرأة تقديرا واحتراما لها، وطالب الرجال بوضع أيديهم وراء ظهورهم أثناء الحديث معها، مؤكدا أنه "يدعم أي قرار يدفع بمكانة المرأة وتهذيب سلوكيات المجتمع تجاه النساء".


وخاطب المرأة الريفية معلنا استياءه من عدم توريثها الميراث الشرعي، وقال: "إذا كنا بنعرف ربنا يجب أن نعطى المرأة حقوقها"، مذكرا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حول الرفق بالنساء وبأنه يجب أن يكون استراتيجية تنطلق منها العادات والتقاليد والقيم.
 
وحول طموح المرأة بالمناصب العليا قال إن "التمكين ليس بالمناصب فقط ولكنه بتقديم كافة الاحترام للسيدات بالشوارع".
 
ووجه السيسي، الأربعاء، عدة رسائل عبر "فيسبوك"، للمرأة، وقال إن "الإرادة السياسية وحدها لا تكفي لتمكين المرأة بل يجب تغيير الثقافة المجتمعية أيضا"، مضيفا أن "المواقع القيادية التي وصلت إليها المرأة ليست تفضلا من الرجل عليها بل بفضل مجهودها"، مؤكدا أن "الثقافة المجتمعية في مصر والعالم العربي حاجبة أهمية دور المرأة ولابد من تغيير ذلك من خلال المنابر الثقافية والدينية".
 
وأكد السيسي أن "المرأة لها دور عظيم في تغيير المجتمعات وتحريكها للأمام"، وأن "المرأة المصرية لعبت دورا واعيا في مواجهة الإرهاب والتطرف خلال ثورة 30 يونيو"، وأن "المرأة على مستوى العالم تكافح الإرهاب الذي يستهدف تدمير الأمم".
 
وطالب السيسي الجميع بأن ينحنوا "أمام التضحيات التى تقدمها المرأة المصرية"، مشيرا إلى أن "الدولة ستسعى لعمل برامج تأهيلية لدعم وصول المرأة لمواقع اتخاذ القرار"، وأنه "علينا أن نعمل على إعادة الصورة الحقيقية للمرأة المصرية حتى تحصل على ما تستحقه".


ورغم الغضب والحرج الذي سببه انسحاب الدكتورة نهى عبدالكريم، خبيرة سياسات الطاقة، من جلسة "مستقبل تغير المناخ" بالمنتدى، إلا أنها أكدت أن مؤسسة الرئاسة تواصلت معها بعد واقعة الانسحاب، وتم التعامل معها باحترام شديد، وتم تقديم اعتذار لها مع الإصرار على إيصالها إلى الفندق الذي تقيم فيها بشرم الشيخ بسيارة خاصة.
 
النساء اللاتي لعب السيسي على مشاعرهن إثر الانقلاب العسكري وكن الأكثر حضورا أمام اللجان الانتخابية في 2014.. هل تنجح تلك الكلمات في دغدغة مشاعرهن مجددا رغم معاناة المصريات الاقتصادية اليومية؟
 
وفي تعليقها خاطبت الإعلامية أماني كمال، السيسي بقولها: "طيب وكشف العذرية اللي عملوه الضباط والعساكر بتوعك لما كنت رئيس مخابرات، واغتصاب البنات والاختفاء القسري للبنات والسجن والتعذيب والإهانة للبنات اللي مستمر حتى الآن؟".
 
بروباغندا بلا فائدة


من جانبه أكد المحلل السياسي خالد الأصور، أن "السيسي عودنا على التصريحات الفضفاضة، وإذا كان ثمة مضمون إيجابي لها فإن سياساته تأتي على عكس هذا المضمون"، موضحا أن "تصريحاته حول النهوض بالمرأة وزيارتة للمغنية المعتزلة شادية، وقبل ذلك إطلاقه عام المرأة المصرية على هذا العام 2017، كلها تأتي في هذا الإطار".
 
الأصور، تساءل في حديثه لـ"عربي21": "ولكن ما محصلة هذه البروباغندا على الدعم الحقيقي للمرأة المصرية؟"، مجيبا بقوله: "لا تجد غير المكلمة التي سبقها مكلمة أخرى في تموز/ يوليو الماضي، في مؤتمر حضره رئيس الوزراء شريف إسماعيل بعنوان (مصر تستطيع بالتاء المربوطة)، ليضاف لهذه المكلمات".
 
وتمنى الأصور أن ينجز السيسي أمرا غاية في البساطة والتكلفة للمرأة المصرية وهو "الإفراج لا أقول عن المعتقلات في قضايا رأي بل عن آلاف الغارمات والأمهات المعيلات المحكومات في قضايا مالية بمبالغ لا تتعدى بضعة آلاف من الجنيهات".
 
وأضاف أنه "كان يمكن سداد تلك الديون جميعا من جزء فقط من تكاليف مكلمة مؤتمر الشباب الذي عقد مؤخرا وتكلف عشرات الملايين"، مشيرا إلى أن "منتدى الشباب بروباغندا أخرى حول الشباب تضاف لبروباغندا المرأة بلا إضافة حقيقية لقضاياهما".
 
أخذ اللقطة فقط


وفي تعليقها على كلمات السيسي، أكدت الأكاديمية المصرية هدى الملا، أن السيسي لم يعن من تلك الكلمات سوى "أخذ اللقطة"، مضيفة أنه "مفلس ليس لديه جديد ولا يملك ما يقدمه للناس، ولذا فإنه يحاول جاهدا أن يستغل النساء مره ثانية لأجل النزول ودعمه بالانتخابات الرئاسية في 2018".
 
وفي حديثها لـ"عربي21"، ترى الملا أن ما أمطر به السيسي المرأة المصرية من كلام طيب؛ هو بداية لحملته الانتخابية محاولا غزو قلوب وعقول النساء، مؤكدة أنه "ليس لديه سوى الكلام الحلو"، واصفة إياه بأنه "ممثل فاشل".
 
وعن زيارة السيسي وزوجته للفنانة المريضة شادية، قالت الملا إنه أراد أيضا أن يظهر في الكادر ويأخذ اللقطة بزيارة شادية مباشرة عقب انتهاء منتدى الشباب، مضيفة أنه يريد أن يقال عنه "رئيس ومهتم بشعبه وبرموز الفن"، مشيرة إلى "توافق وتكامل مواقف أهل الفن والسياسة".
 
لفتة شادية

وعلى الجانب الآخر اعتبرت الفنانة المصرية ميرال الطحاوي، أن "زيارة السيسي وزوجته للفنانة شادية هي لفتة جميلة منه بحق فنانة قديرة ومحبوبة"، مضيفة أن "الأهم من ذلك أن ذهاب السيسي ليطمئن عليها في مرضها يعد لفتة بحق شادية الإنسانة".

التعليقات (0)