صحافة دولية

تحليل إسرائيلي: استقالة الحريري تُبعد الحرب مع حزب الله

الكاتب الإسرائيلي أكد أن استقالة الحريري كانت مفاجأة لإيران وحزب الله- جيتي
الكاتب الإسرائيلي أكد أن استقالة الحريري كانت مفاجأة لإيران وحزب الله- جيتي

ذكر كاتب إسرائيلي أن "الأحداث المتسارعة في لبنان والخلاف الإيراني السعودي، سيترك تداعيات على المنطقة بأسرها بما في ذلك إسرائيل، رغم أنها تقف موقف المراقب لا المشارك".


وأكد الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" الاثنين، أن "القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعتبر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السبت الماضي، شأنا داخليا وليست لديها خطط ولا تطلعات للتدخل أو محاولة التأثير في مجريات الأمور".


وبين ميلمان أن "قادة إسرائيل العسكريون والسياسيون على حد سواء يرغبون في تجنب الأخطاء المرتكبة في الماضي"، مشيرا إلى أنهم "أحرقوا أصابعهم مرتين في حرب 1982 ثم في حرب 2006".


وأضاف أن الرؤية الإسرائيلية في الوقت الراهن تعتمد على ثلاثة أهداف، "أولها الحفاظ على السلام والهدوء على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إلى جانب الامتناع عن استفزاز حزب الله تجنبا للتصعيد أو تجنبا لاندلاع حرب جديدة، وفي نفس الوقت فعل كل ما هو ممكن لإضعاف القدرات العسكرية للشيعة في لبنان".

 

اقرأ أيضا: التايمز: لغز استقالة الحريري ومكان وجوده


ورأى أن "هذه الأهداف يتم تحقيقها من خلال سياسة ذكية تحافظ على الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في عام 2006 وما تبع ذلك من قرارات للأمم المتحدة، وفي نفس الوقت الاستفادة من الحرب الأهلية السورية لمهاجمة إمدادات حزب الله العسكرية – وخاصة الصواريخ طويلة المدى المعروفة بدقتها – التي تزود بها إيران حزب الله في سوريا وتنقل من هناك إلى لبنان". 


ونوه إلى أنه "نادرا ما تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجمات التي تنفذ داخل الأراضي السورية، ولذلك لا يستطيع حزب الله اتهام إسرائيل بانتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار".


واستدرك الكاتب الإسرائيلي قوله: إن "الفوضى الأخيرة في لبنان تخدم إسرائيل جيدا، فحينما ينشغل حزب الله بالأزمة السياسية في بلاده وينهمك جيشه في القتال دفاعا عن حكومة بشار الأسد، فإن شهيته لإشعال حرب جديدة مع إسرائيل تتضاءل أكثر فأكثر". 


وأكد أن المصالح القومية الإسرائيلية تتحقق من خلال "أي إجراءات يتخذها كائن من كان بهدف تقويض النفوذ الإيراني"، موضحا أن لدى أجهزة الاستخبارات في إسرائيل أن هذه الأزمة لم تكن تلقائية، ولم تكن نتيجة خطة حقيقية أو مفتعلة لاغتيال الحريري.

 

اقرأ أيضا: ميدل إيست آي: هل تحطم استقالة الحريري آمال بناء لبنان جديد؟


وتابع قوله: "بل لقد تعمدت المملكة العربية السعودية ترتيب ذلك ضمن إطار معركتها مع إيران وتنافسها المحموم معها على الهيمنة الإقليمية وعلى زعامة العالم الإسلامي". 


وحسب المقال، إن "الرياض تشعر أن إيران تحقق نجاحات مهمة في العراق وسوريا وأن طهران تخرج من الحروب التي تدور رحاها هناك رابحة – إلى جانب الأسد وروسيا – بل تكاد تكون الفائز الأكبر من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية". 


وأرجع التحركات السعودية لاحتواء ما تعتبره توسعا إيرانيا، "ويقصد منها أيضاً توجيه رسالة مفادها أن الحديقة الخلفية لطهران – أي لبنان – عرضة للتهديد، بمعنى آخر، وكما أن إيران تستخدم من يعمل بالوكالة عنها مثل المليشيات الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان، فإن باستطاعة المملكة العربية السعودية فعل الشيء ذاته". 


وذكر ميلمان أن استقالة الحريري كانت مفاجأة لإيران وحزب الله، مستدركا قوله: "لكن في هذه اللحظة يعتقد الخبراء الإسرائيليون أنه حتى لو طال أمد الأزمة اللبنانية فإن حزب الله سيحافظ على موقفه المسالم تفادياً لأي صدامات عنيفة أو حرب أهلية محلية وكذلك لتجنب إشعال حرب خارجية مع إسرائيل أو الانجرار إليها". 

 

اقرأ أيضا: صندي تايمز: هل ستعود السعودية للبنان بعد استقالة الحريري؟


وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله: "على الرغم من اللغة التي تسود خطاب حزب الله، يعلم علم اليقين أن إسرائيل تنوي في الحرب القادمة نزع قفازاتها وشن هجوم كاسح ليس فقط على مراكز نفوذه العسكري والسياسي ولكن أيضا على لبنان كدولة". 

0
التعليقات (0)