سياسة عربية

"السمعي البصري" التونسية تحذر من التراجع عن "حياد" الإعلام

دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، صحفيي مؤسسة التلفزة إلى حمل الشارة الحمراء - أرشيفية
دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، صحفيي مؤسسة التلفزة إلى حمل الشارة الحمراء - أرشيفية

حذرت الهيئة المستقلة للإعلام السّمعي البصري في تونس "الهايكا" (دستورية)، الجمعة، من مؤشرات "سلبية وخطيرة" ترتبط بغياب الحياد المهني في التلفزيون العمومي التونسي (الرسمي).

جاء ذلك على لسان رئيس الهيئة نوري اللجمي، خلال مؤتمر صحفي عقد، اليوم، بالعاصمة تونس.

واعتبر اللجمي، أن "هذه المؤشرات تنذر بالتراجع عن مبدأ الحياد في الإعلام العمومي".

وتساءل عن "إصلاح المؤسسة العمومية في ظل غياب إرادة سياسية سيما وتونس مقبلة على مرحلة انتخابية مهمة (الانتخابات البلدية المقررة في مارس/آذار القادم)". 

وشدد اللجمي، على أهمية استقلالية الإعلام العمومي، لافتا إلى أن دوره "يكمن في خدمة الجمهور والصالح العام".

واعتبر أن هذه الاستقلالية تتطلب "شروطا من بينها التمويل الكافي، وعدم تدخل السلطة التنفيذية في خطه التحريري (الإعلام الرسمي)".

واستطرد قائلا: "لاحظنا مؤخرا وجود تدخل من قبل السلطة التنفيذية في الإعلام العمومي".

ورأى رئيس الهيئة المستقلة للإعلام السّمعي البصري أن"تونس تمر اليوم، بمنعرج خطير في مسألة الحقوق والحريات على مختلف الأصعدة".

وأضاف: "لذلك يجب توخي الحذر حتى لا يتم التراجع عن هذه المكاسب التي كفلتها الثورة التونسية (2011)".

وبدوره، شدّد عضو الهيئة هشام السنوسي، على "وجود مخاوف حقيقية وفعلية في صلب الإعلام العمومي الذّي تم تكبيله ولم تتم بشأنه عملية إصلاح فعلية".

وحذر من أنه "حال استمر الوضع على حاله إلى غاية بلوغ الانتخابات البلدية المقبلة فإنه لن يكون محايدا".


وخلال الشهور الماضية، شهدت مؤسسة التلفزة التونسية إقالات في صفوف مسؤوليها.

وأعفت الحكومة التّونسية، في يونيو/حزيران الماضي، إلياس الغربي الرئيس المدير العام لـ"التلفزة" على خلفية تأخر بث النشرة الإخبارية عن موعدها. 

وقبل أسبوع، أُقيل كل من إيهاب الشاوش، مدير التلفزة الوطنية الأولى، وشادية خذير، مديرة التلفزة الوطنية الثانية (قناتان تتبعان التلفزيون الرّسمي).

ودعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، صحفيي مؤسسة التلفزة إلى حمل الشارة الحمراء (تعبيرا عن الاحتجاج)، الخميس القادم، "دفاعا عن مكاسب إعلام حر ونزيه".

وتأتي تلك الدعوة على خلفية "تراجع مستوى المضامين الإعلامية، وتعطل مسار الإصلاح بالمؤسسة" وفق بيان للنقابة.

واحتلت تونس مراكز متقدمة عربيا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة عام 2017، حيث تم تصنيفها في المركز 97 من بين 180 بلدا شمله تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود (منظمة عالمية مستقلة)، والثالث بين الدول العربية، بعد كل من موريتانيا (المركز 48 عالميا)، وجزر القمر (المركز 50).

وفي يناير الماضي، تعهد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في مؤتمر صحفي، عقده بمقر نقابة الصحفيين التونسيين، بأن تعمل حكومته على "دعم قطاع الإعلام ومرافقته". 

واعتبر الشاهد، أن "ما تحقق في قطاع الإعلام في تونس مكسب مهم".

وتأسست الهيئة العليا المستقلّة للإعلام السمعي البصري، في مايو/أيار 2013، وتعنى بالمشهد الإعلامي السمعي والبصري التونسي وتنظمه.

التعليقات (0)

خبر عاجل