صحافة دولية

الغارديان: كيف سيشجع السوريون فريقهم في مباراته الليلة؟

الغارديان: المشاعر معقدة تجاه الفريق الوطني السوري ومنقسمة مثل الحرب الأهلية- أ ف ب
الغارديان: المشاعر معقدة تجاه الفريق الوطني السوري ومنقسمة مثل الحرب الأهلية- أ ف ب
كتب المخرج الكندي مايكل ماغوان مقالا في صحيفة "الغارديان"، متسائلا فيه عن الفريق السوري لكرة القدم، الذي سيلعب مباراة الليلة مع الفريق الأسترالي في سيدني، مشيرا إلى أن المشاعر معقدة تجاه الفريق الوطني السوري، ومنقسمة مثل الحرب الأهلية. 

ويقول الكاتب إن "أُبي العكل لن يكون في داخل الملعب يشجع الفريق، بل سيكون خارجه يحتج على مشاركته، ولن يكون وحده، وكونه مواطنا سوريا نشأ في دمشق قبل وصوله إلى أستراليا عام 2014، فهو واحد من بين 5.1 مليون شخص هربوا من بلادهم بسبب الحرب الأهلية، وأصبحوا لاجئين". 

ويشير ماغوان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "بالنسبة للكثير من السوريين فإن صعود الفريق السوري غير المتوقع، ومباراة التأهل لكأس العالم  2018، ليس قصة خيال سعيدة بقدر ما هو استمرار للكابوس الذي أدى إلى مقتل أكثر من 400 ألف مواطن منذ بداية الثورة عام 2011". 

وينقل الكاتب عن العكل، قوله يوم الثلاثاء: "كيف أدعم هذا الفريق وهناك الكثير من المدنيين الذين قتلوا في سوريا؟"، وأضاف: "كيف أفعل هذا وقد تم اعتقال الكثير من الرياضيين على يد النظام بسبب دعمهم للثورة السورية".  

ويعلق ماغوان قائلا إن "المشاعر حول تقدم الفريق السوري، الذي قد يتأهل أو لا يتأهل هذه الليلة، معقدة ومنقسمة، فعندما حقق الفريق التعادل مع الفريق الإيراني الشهر الماضي، بشكل أهله لمباراة إياب مع أستراليا، جرت احتفالات في شوارع دمشق، وكانت النتائج غير متوقعة من فريق يأتي في المرتبة 75 على مستوى العالم، وفي بلد يعاني من حرب أهلية مدمرة، وهي مناسبة رآها جورج سلوم مثلا، الذي يعيش في سيدني، راحة من الأخبار السيئة القادمة من بلد هاجرت عائلته منه". 

ويلفت الكاتب إلى أن سلوم ولد في أستراليا، إلا أن الكثير من أفراد عائلته لا يزالون يعيشون في بلدة زويتينة قرب حمص، ويقول: "إنه أمر جيد لسوريا، وما يجري هناك يجعلك تفكر أن لا فرصة لظهور فريق كرة قدم"، ويضيف سلوم: "يعتقد الناس أن البلد كلها مدمرة بالكامل، إلا أنه يظهر للعالم أن البلد لا يزال مزدهرا، والناس فخورون بسوريا". 

ويستدرك ماغوان متسائلا: "هل نجاح الفريق هو انتصار ضد العقبات كلها أم هو دعاية مثيرة للسخرية من الديكتاتور؟ فبعد مباراة إيران ظهر اللاعبون على التلفزيون السوري ومدحوا الديكتاتور، ومن بينهم كان فراس الخطيب وعمر السومة، وهما لاعبان لم يشاركا قبل مباراة إيران  مع الفريق السوري، وقاطعا النظام منذ عام 2012، حيث قال الخطيب في لقطات مترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية على (يوتيوب): (أولا نشكر الرئيس الأسد لتشريف اللاعبين كلهم)، وقلده السومة عندما قال: (أشكر الرئيس بشار الأسد لتشجيع الرياضة والرياضيين)". 

ويورد الكاتب نقلا عن الصحافي المتخصص في الشؤون الرياضية أنس عمو، الذي يعيش في تركيا، تعليقه على المؤتمر الصحافي للفريق، قائلا إنه صورة عن الطريقة التي دمج فيها الأسد البعد الوطني، حيث "يحب الناس في سوريا كرة القدم، وكنا قبل ست سنوات سنحتفل، لكن هذا الفريق ليس فريقا كرويا بل سياسيا، وهو فريق الديكتاتور". 

وقال عمو إنه سيشجع فريق أستراليا، مشيرا إلى أن أسباب تشجيع السوريين لفريق كرة القدم متعددة ومعقدة، فهناك البعض يدعمون الأسد بشكل حقيقي، أما الآخرون، مثل الخطيب، فإنهم تعرضوا لضغوط سياسية. 

وينوه ماغوان إلى أن الصحافي ستيف فينارو التقى في أيار/ مايو الخطيب، لكتابة قطعة حول الموقف الوطني، وتوثيق قلق اللاعب من الانضمام للفريق، وقال الخطيب لفينارو: "مهما سيحدث فإن هناك 12 مليون شخص سيحبونني.. وهناك 12 مليون آخرين يريدون قتلي". 

ويفيد الكاتب بأن العكل، مثل البقية، يرى أن الأسد يحاول استخدام الفريق الوطني لتقديم صورة عن عودة الحياة الطبيعية للبلاد، ويقول: "لم يظهر اهتماما من قبل بالكرة أو الرياضة، وفي سوريا فنحن فريق سيئ جدا جدا، والآن ودون مقدمات فإنه يشجع هذا الفريق"، ويضيف: "يريد الدعاية ليظهر للعالم أنه (بعد سبع سنوات من الحرب فنحن لا نهتم، ونحن ذاهبون لمباراة التأهل لكأس العالم)". 

ويختم ماغوان مقاله بالقول إن "تشجيع النظام للفريق الوطني جديد، فعمو يقول إن هناك 13 لاعبا من الفريق الوطني لا أحد يعرف مصيرهم، أو أنهم في سجون النظام، وهناك 50 قتلتهم قوات الحكومة، وأعداد أخرى حملوا السلاح وانضموا للثورة".
التعليقات (1)
Rafat
الثلاثاء، 10-10-2017 03:00 م
انبسطوا. كانت إيران المجوسية يمكن أن تلعب بفريقها الإحتياطي ولكن لتعلموا يا شبيحة بشار أن الإيرانيين يكرهون العرب ويلي خلف العرب.