سياسة عربية

ما حقيقة دعم الرياض وأبو ظبي لانفصال كردستان العراق؟

المحلل السياسي العراقي قال إن تسريبات إعلامية تفيد بدعم الإمارات والسعودية لانفصال كردستان- جيتي
المحلل السياسي العراقي قال إن تسريبات إعلامية تفيد بدعم الإمارات والسعودية لانفصال كردستان- جيتي
على الرغم من المواقف المعلنة لعدد من الدول الخليجية بأنها تقف بالضد من استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق، إلا أن ما تظهره تصريحات شخصيات مقربة من دوائر صنع القرار تثبت العكس تماما.

ومع موجة رفض دولي -استثنيت منه إسرائيل- لاستفتاء إقليم كردستان العراق، فقد أبدت شخصيات بارزة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تأييدها لـ"حق شعب إقليم كردستان في تقرير مصيره".

وفي الوقت الذي أعلنت فيه، السعودية والإمارات، دعمهما لوحدة العراق، فإن محللين سياسيين عراقيين أشاروا إلى أن هاتين الدولتين، دعمتا ضمنيا انفصال إقليم كردستان لأسباب سياسية واقتصادية.

وليس ببعيد عن هذا الحديث، أنْ دعا نائب الرئيس العراقي نوري المالكي في بيانه الأخير "الدول التي كانت خلف هذه المغامرة" إلى "ترك شؤون العراق لأبنائه والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية"، دون أن يسمها.

وسبق تصريحات المالكي، اتهامات وجهها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، للسعودية بأنها تدعم انفصال كردستان العراق ضمنيا، بالقول: "أقول للحكام في السعودية إن انفصال كردستان العراق سيصل لاحقا إلى السعودية ويؤدي إلى تقسيمها".

إقرأ أيضا: كيف يمكن قراءة موقف الرياض وأبو ظبي من استفتاء كردستان؟

ولكن النائب في البرلمان العراقي، إسكندر وتوت قال لـ"عربي21" إن "عددا من دول الخليج، دعمت بالفعل توجهات إقليم كردستان العراق في وقت سابق، لكن موقفها تبدل فيما بعد والآن هي مع العراق الواحد".

وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن "هذه الدول أعلنت موقفها الرسمي أنها مع العراق الواحد، ولم نلمس منها دعما لقضية الانفصال حتى الآن"، على حد قوله.

وفي الوقت نفسه، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي أن "البارزاني لم يكن ليقدم على هذه الخطوة إلا بدعم من جهات دولية"، معربا عن اعتقاده بأن "أمريكا هي التي أعطت ضوءا أخضر لرئيس إقليم كردستان لإجراء الاستفتاء".

وشدد النائب على أن "دول الجوار العراقي، تركيا وإيران وسوريا، لن تسمح بإقامة دولة كردية، وتفتيت البلد"، داعيا "الحكومة العراقية إلى تحويل القرارات التي اتخذتها ضد الاستفتاء إلى أفعال على الأرض".

من جهته، قال المحلل السياسي العراقي الدكتور أمير الساعدي إنه "بالرغم من البيانات التي صدرت من السعودية والإمارات الرافضة لانفصال إقليم كردستان العراق، فإن تصريحات سابقة لمسؤولين سعوديين وإماراتيين تثبت عكس ذلك". 

واستذكر الساعدي في حديث لـ"عربي21" تصريحات سابقة لرئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، أنور عشقي، التي أيدا فيها إقامة دولة كردية.

إقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي يبشّر بقيام دولة كردية.. ليس في العراق فقط

وأشار إلى وجود تسريبات إعلامية، تفيد بدعم الإمارات لكل إجراءات الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، وتعهدها بتحمل نفقاته بالكامل، فضلا عن تحمل أي تبعات اقتصادية قد تلحق بالإقليم جراء الاستفتاء.

يذكر أن عبد الخالق عبد الله الأكاديمي الإماراتي المقرب من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، أعلن في عدة تغريدات عن تأييده للاستفتاء و"حق الشعب الكردي بتقرير المصير".

ونشر عبد الخالق خارطة قال إنها تمثل خارطة دولة كردستان التي ستقوم خلال سنوات بعدد سكان يصل إلى ثلاثين مليونا، مطالبا أردوغان بعدم معاقبة الاستفتاء، باعتباره "إجراء ديمقراطيا".

لكن الساعدي استدرك قائلا: "لكن كل هذه تسريبات؛ لم نضع يدنا حتى الآن على تحركات تثبت وجود دعم ضمني من السعودية والإمارات، لانفصال إقليم كردستان العراق، وإن السعودية أبدت استعدادها للتوسط بين بغداد وأربيل".

وأردف المحلل السياسي العراقي بأن دعم بعض الأطراف الخليجية لانفصال الإقليم، تقف وراءه أسباب اقتصادية وسياسية ومذهبية لإحداث توازن "جيو سياسي مذهبي"، بحسب تعبيره.

وأوضح أن "بعض دول الخليج بدعمها لانفصال الكرد عن العراق يهدف فيما بعد لإعلان إقليم سني، يندمج بعدها مع الإقليم الكردي، لإحداث نوع من التوازن المذهبي في المنطقة".

وعلى صعيد تأييد إسرائيل المعلن لانفصال إقليم كردستان العراق، فإن ذلك يندرج ضمن الإطار الاقتصادي الذي تهدف إسرائيل من خلاله إلى إحياء أنابيب حيفا للطاقة(h1, h2, h3)"، الممتدة من الأراضي العراقية مرورا بسوريا وصولا إلى حيفا، بحسب قول الساعدي.

وشدد المحلل السياسي العراقي على أنه "عندما تعلن إسرائيل عن دعمها للاستفتاء، فإنه لا يمكن للوبي الإسرائيلي الضاغط في أمريكا إغفال ذلك".
التعليقات (3)
صالح المساعد
الخميس، 11-11-2021 07:56 م
‏هو تغير الجغرافية المنطقة العربية ‏وبعد المكونات في المنطقة المسيحية واليهودية ‏
محمد احمد
الخميس، 19-10-2017 04:15 م
هناك حقيقة يحب ان لا تغفل من قبل نظام السفيه خميني و من ايام الشاه و هي ان ايران و حلفائها الشيعة و الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الاسلامي العراقي و شخصيات اخرى كانت بالمعارضة خلال فترة حكم صدام دعمت مطالب الاكراد بالاستقلال عن العراق و تكوين دولة مستقلة، و اتفقت مع الاكراد على هذا الاساس و أنشئت المعارضة لاسقاط صدام. ايضا الغرب دعم اقامة دولة كردية. لكن الان الجميع تنصل من هذا الاتفاق. امريكا و الغرب يرون في الشيعة حلفاء موحدين تحت ادارة ايرانية مركزية اضمن لمصالحهم من المغامرة باقامة دولة كردية.
علي
الثلاثاء، 03-10-2017 04:48 م
اذا استقرت العراق تكون كالكارثه للسعوديه والامارات لان الاسد الجريح سوف يتعافى هنا تكون الطامه الكبرى لهذه الدول الامارات تنظر من الناحيه الاقتصاده والسعوديه تنظر من الناحيه الامنيه عندما بدأت عاصفة العبادي لجتثاث تنظيم الدوله من العراق التي هي صنيعتهم لكي لاتستقر الاوضاع في العراق عندهم رعب ان يتحولوا من العراق الي السعوديه هذا اخلتقوا المشكله الجديده مشكلة كردستان لكي يظل العراق يستنزف لسنوات عده وتقوىشوكة تنظيم الدوله من جديد ويكون هم بمناى عنهم