قضايا وآراء

وشهد شاهد من أهله

أميرة أبو الفتوح
1300x600
1300x600
قلنا مراراً وتكراراً أن انقلاب يوليو (تموز) 2013 أو انقلاب السيسي ماكان له أن ينجح ويسوق له عالمياً ويعترف به إلا إذا كان من ورائه الكيان الصهيوني مدبراً ومخططاً وما كان على السيسي إلا التنفيذ بعد أن مولته دولة المؤامرات المعروفة بدولة الإمارات العربية وما هي إلا فرع للكيان الصهيوني في المنطقة العربية لتمزيق دوله وإحداث القلاقل داخله لزعزعة الأمن فيه، فهي رأس الحربة في الثورات المضادة في كل دول الربيع العربي والتي شهدت ثورات شعبية أطاحت برأس الدكتاتوريات في المنطقة بدءًا بزين العابدين بن علي في تونس ثم بحسني مبارك في مصر مروراً بعبد الله صالح في اليمن وأخيراً معمر القذافي في ليبيا وكاد أن يلحقه بشار الأسد في سوريا لولا أن أدركته إيران وروسيا ومنعتا سقوطه ولولا تلك الثورة المضادة التي تدار في الغرف المظلمة داخل الكيان الصهيوني.
 
قالوا إن 30 يونيو ثورة شعبية أطاحت بحكم الإخوان المسلمين وبحكم الرئيس محمد مرسي ونحن قلنا إنها لم تكن أكثر من سهرة ومؤامرة مخابراتية لتمكين الجيش للعودة لحكم مصر تحت غطاء مدني مستغلاً هذا الوجود الشعبي وتلك النخب المدنية ليتستر بها وكثر الجدل بين الناس في حقيقة ماحدث في 30 يونية وانقسم الشعب حولها وغنى المطرب على الحجار "إنتو شعب وإحنا شعب لكم رب ولنا رب" حتى إن أفراد الأسرة الواحدة حدثت بينهم انقسامات وانشقاقات بلغت حدا مأسويا في العلاقات الإنسانية الفطرية شرخت أو كسرت الجدار الأسري إذ بلغ الأمر أن الأب يبلغ عن ابنه والابن يبلغ عن أخيه. هذا بخلاف البلاغات ضد الجيران وزملاء العمل وكأننا عدنا لسنوات الستينيات إبان حكم جمال عبد الناصر وأجهزة مخابرات صلاح نصر والتجسس على أقرب الأقربين. عاد هذا الحكم الفاشي من جديد وكأنه قد بعثت فيه الحياة مرة أخرى بأكسجين 30 يونية وطالب إعلام الانقلاب أو الإعلام الفاجر كما أحب أن أسميه، كل مواطن أن يكون مخبراً يبلغ فوراً عن أي أحد في أسرته أو في جيرانه أو في محيط عمله يشك فيه. هذا خلاف الضبطية القضائية التي سمحوا بها والتي تتيح القبض على أي شخص يشك فيه!! وطبعاً نتيجة هذا المناخ الانتقامي الذي أشيع في البلد زج بالأبرياء في السجون نتيجة بلاغات كاذبة ونكاية بأفراد بينهم خصومة أو عداوة فأسهل طريقة للخلاص منه تقديم بلاغ أنه إرهابي بل بلغ الأمر بأحد لواءات الشرطة السابقين والذي عين مؤخراً في المجلس القومي لمكافحة الإرهاب اللواء فؤاد علام والذي بلغ من العمر عتيا أن طالب الآباء بالتبليغ عن أبنائهم إذا لاحظوا عليهم ميولا دينية !!
 
وأشياء أخرى كثيرة لو استغرقت فيها ما انتهيت ولكن ما يهمنى هنا هو دلالتها في تمزيق النسيج الاجتماعي في المجتمع المصري وهو أخطر ما أحدثته تلك الثورة المزعومة في 30 يونية والذي يحتاج لسنوات طويلة لإصلاحه وتضميد الجراح وإعادة اللحمة مرة أخرى بين أطياف الشعب .. 

ومرت أربع سنوات على تلك الثورة المضادة والإنقلاب على الشرعية وفى كل يوم خلال تلك السنوات يظهر مايدل على أن قائد هذا الإنقلاب لايعمل لصالح المواطن المصرى ولا لصالح مصر فها هو يبيع أرض مصر ويتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين تاريخياً وبحكم قضائى أيضاً للسعودية والتى هى لصالح الكيان الصهيونى كى يصبح ممر تيران معبراً دولياً ليس لمصر السيطرة عليه وتفتيش السفن العابرة من خلاله وبذلك تتحكم إسرائيل فى المياه الإقليمية فى البحر الأحمر، وفرط أيضاً فى حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل بعد توقيعه على معاهدة عنتيبي مع إثيوبيا كى تعترف به منظمة الدول الأفريقية التى رفضت الإنقلاب ورفضت الإعتراف به رئيساً فى بادئ الأمر ولكنه رشاها بتلك الإتفاقية خلاف رشاوى الإمارات العينية الأخرى مما أتيح لأثيوبيا أن تكمل بناء سد النهضة بأريحية تامة مما سيكون له أخطاراً جسيمة على مصر التى قد تتعرض للعطش قريباً كما أجمع كل العلماء، كما أنه فرط فى حقول الغاز الخاصة بمصر فى مياه البحر الأبيض المتوسط بإتفاقية مشبوهة أيضا مع قبرص تنازلت فيها مصر عن حقها فى تلك الحقول ، هذا بخلاف مافعله فى سيناء وإخلاء رفح من سكانها الأصليين وتهجيرهم بعد أن هدموا البيوت والمساجد وجرفوا الأرض وأنشأ منطقة عازلة فى سيناء ستكشف الأيام القادمة وصفقة القرن المزعومة ما إذا كان كل ماحدث هذا في سيناء من أجل إنشاء الوطن البديل لفلسطين أم ماذا ؟ وإن كنت أرجح أنها تكملة مهام محددة مكلف بها من قبل حدوث الإنقلاب وضريبة جلوسه على الكرسي، كل هذه الشواهد وغيرها ظاهرة كالعيان لكل من لديه عين ترى وعقل يفكر ويتدبر تكشف أن 30 يونيو صناعة صهيونية خالصة إلا أن النخب المحنطة  التى تورطت فيها وكانت الأداة التى عبر من خلالها الإنقلاب لاتريد أن تعترف بذلك بل لاتزال تكابر أنها ثورة شعبية إلى أن جاءتها قبنلة من داخلها، من أحد أقطاب معسكرها نائب البرلمان القبطى وممثل الكنيسة عماد جاد الذى صرح لجريدة الوطن قائلاً: "نعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس" وهكدا شهد شاهد من أهلها واعترف بالحقيقة طواعية بدون ضغط بل من باب التفاخر هل أدرك المتورطون فى 30 يونيو أنهم كانوا مجرد أداة لبني صهيون؟!  
التعليقات (0)