صحافة دولية

ديلي ميل: فيديو يرصد "كبار جهاديي بريطانيا" بالرقة (شاهد)

ديلي ميل: قد يكون ماتيمبا أهم الإرهابيين المطلوبين لبريطانيا- أرشيفية
ديلي ميل: قد يكون ماتيمبا أهم الإرهابيين المطلوبين لبريطانيا- أرشيفية
نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا لكل من كريس بليسانس وإيان بيرنز، يقولان فيه إن إرهابيا بريطانيا يعمل مع تنظيم الدولة شوهد في لقطة فيديو لأول مرة مع جهاديين آخرين سيئي السمعة من المملكة المتحدة.  

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ريموند ماتيمبا، الزمبابوي الأصل، الذي كان يعيش في مانشستر في شمال إنجلترا، ظهر في فيديو في مقهى في الرقة، يتحدث مع أمثال محمد إموازي، المعروف بـ"الجهادي جون"، وقرصان الحاسوب مع تنظيم الدولة جنيد حسين، والمسؤول عن التجنيد رياض خان.

   

ويقول الكاتبان: "يبدو أن لقطات الفيديو تشير إلى أن ماتيمبا، الذي لطالما كان يُظن أنه شخصية هامشية في تنظيم الدولة، هو في الواقع شخصية أساسية، وقد يكون أهم الإرهابيين المطلوبين للمملكة المتحدة، إن كان لا يزال على قيد الحياة". 

وتلفت الصحيفة إلى أن مصدرا في الرقة قام بتصوير الفيديو عام 2014 وأعطاه لـ"ديلي تلغراف"، بعد أن حرر الجزء الذي يعيش فيه من المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها أمريكا، والتي تحاصر المدينة.

ويفيد التقرير بأنه يعرف أن ماتيمبا على علاقة بمفجر قاعة الاحتفالات في مانشستر سلمان عبيدي، حيث تم تجنيد الرجلين مع تنظيم الدولة من الشخص نفسه، وهو رفائيل هوستي، ويعتقد أيضا أنهما كانا يصليان في المسجد ذاته في جنوب مانشستر قبل أن يغادر ماتيمبا، الذي يعرف أيضا باسم أبي قاقا البريطاني الأفرو، المملكة المتحدة ويذهب إلى برشلونة أولا، ومن ثم إلى تركيا، حيث عبر الحدود إلى سوريا.

وينقل الكاتبان عن مسجل الفيديو، قوله لـ"ديلي تلغراف"، إن ماتيمبا كان أساسيا في هجوم مانشستر، حيث قال لقيادات تنظيم الدولة إنه يكره المدينة، ويريدها أن تصبح هدفا، لافتين إلى أنه يعتقد أنه تبادل الرسائل مع عبيدي في الأشهر السابقة للهجوم، الذي قتل 22 شخصا، حيث أنه ليس واضحا ما الذي قيل في تلك الرسائل.

وقال المصدر إن ماتيمبا معروف؛ لمهارته في استخدام البنادق، وكان يدرب قناصي تنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه كان في كل صورة أو لقطة فيديو ظهر فيها حاملا بندقية كلاشنكويف. 

وتنوه الصحيفة إلى أن مصير ماتيمبا غير معلوم إلى الآن، وتقول عائلته إنه كان يتصل بها؛ ليطلعها على المستجدات في حياته في الرقة حتى العام الماضي، عندما توقف عن الرد، مشيرة إلى أن هناك تقارير تفيد بأنه قتل في المعارك، إلا أن مقتله في المعارك لم يؤكد أبدا.

ويذكر التقرير أن جلاد تنظيم الدولة إموازي يظهر في اللقطات أيضا، حيث كان يجلس في الوسط، لافتا إلى أن إموازي ولد في الكويت، ونشأ ودرس في غرب لندن، حيث يقال إنه تمتع بطفولة عادية، ويدعي تنظيم الدولة أنه دفع نحو التطرف عام 2005، بعد تفجيرات لندن، ثم قام بعدة زيارات للشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة التي تلت ذلك، ويعتقد بأنه ترك المملكة المتحدة تماما في 2013، حيث ذهب إلى سوريا وانضم إلى تنظيم الدولة.

ويشير الكاتبان إلى أنه انضم هناك إلى الخلية التي عرفت باسم "ذي بيتلز"؛ لأنها تكونت من أربعة أشخاص، وكلهم كانوا يتحدثون بلهجة بريطانية، وقام إموازي بوظيفة الجلاد لتنظيم الدولة، حيث قام بقطع رأس رهينة بريطاني وآخر أمريكي، وتم نشر فيديو الإعدام على الإنترنت، قبل أسابيع قليلة من تصوير الفيديو في المقهى، حيث يعتقد أنه قام بقتل مواطنيه ديفيد هينز وآلان هننغ، لافتين إلى أنه قتل في غارة جوية أمريكية على الرقة عام 2015، في الوقت الذي كان يغادر فيه بناية ويهم بركوب سيارة. 

وتبين الصحيفة أنه يظهر في اليسار جنيد حسين، المعروف باسم أبي حسين البريطاني، وهو مولود في بيرمنغهام لأبوين باكستانيين عام 1994، واكتسب شهرته عام 2012، حيث كان جزءا من مجموعة قراصنة حاسوب بعد أن استطاع سرقة ونشر قائمة العناوين الإلكترونية لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وسجن بسبب ذلك لمدة 6 أشهر، ثم اعتقلته الشرطة العام الذي تلاه؛ للاشتباه بارتكاب فوضى وعنف، وتم إخراجه بكفالة، وهرب بعد ذلك بفترة قصيرة إلى سوريا مع زوجته الجديدة سالي جونز، وهي أم لطفل ومغنية سابقة في فرقة (punk)، وحولها حسين إلى "الإسلام المتطرف".

ويوضح التقرير أنه عندما أصبح حسين في سوريا، فإنه أصبح مجندا ناجحا للإرهابيين، ويعتقد أنه ساعد هو وزوجته في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في أوروبا وأمريكا، منوها إلى أنه قتل عام 2015 في محطة وقود في الرقة، في غارة جوية أمريكية، عندما كان يحتل رقم 3 على قائمة المستهدفين الأمريكية، بعد زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي وإموازي.

ويلفت الكاتبان إلى أن رياض خان ولد ونشأ في كارديف، وكان قبل أن يقع ضحية للمجندين الجهاديين طالبا نجيبا يحصل على تقدير (أ) دائما، وكان يحلم بأن يصبح أول رئيس وزراء آسيوي لبريطانيا، لكنه أدار ظهره لهذا كله عام 2013، عندما ذهب إلى سوريا، حيث يعتقد أنه عمل مع حسين لترتيب الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة وأوروبا، وكان نشيطا على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدمها أداة للتجنيد، ونشر صورا لجثث ملطخة بالدماء، وكان يكتب تحت تلك الصور: "هل من ممول لحزامي الناسف؟".

وتنوه الصحيفة إلى أن خان ظهر في فيديو دعاية لتنظيم الدولة ومعه صديقه ناصر مثنى من كارديف، وعبد الرقيب أمين من أبردين، شجعوا فيه الشباب على الانضمام للحرب في سوريا، مشيرا إلى أنه قتل في غارة للقوات الجوية الملكية في سوريا في 2015، وكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرة بريطانية دون طيار لقتل مواطن بريطاني في بلد ليست في حرب معها.

وبحسب التقرير، فإن دور ريموند ماتيمبا في تنظيم الدولة أقل وضوحا، حيث عاش لفترة في مانشستر قبل أن ينتقل إلى برشلونة عام 2014، ثم إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، ويؤكد أصدقاؤه أنه وصل إلى الرقة، حيث اختار لقب أبي قاقا البريطاني الأفرو.

وتقول الصحيفة إن الفيديو يظهر الرجال الأربعة يتحدثون بشكل عابر، في الوقت الذي كانوا يجلسون فيه أو يتكئون على مقاعدهم ويشحنون هواتفهم، لافتة إلى أنه بحسب مصدر "ديلي تلغراف"، فإن ذلك المقهى كان مكانا يتردد عليه الأوروبيون الذين قرروا ترك حياتهم في أوروبا لتلبية دعوة الجهاد.

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول المصدر إنه في 2015 سمع جهاديين فرنسيين وبلجيكيين يناقشون أساليب الهجمات، قبل وقوعها بأشهر في باريس وبروكسل، التي خلفت مئات القتلى من الأبرياء.


التعليقات (0)