ملفات وتقارير

السبسي يصف زعيم "الجبهة الشعبية" بـ"الفاسق" (فيديو)

أ ف ب
أ ف ب
قال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إن ما قامت به حركة النهضة منذ مؤتمرها العاشر، على غرار الفصل بين الشأن الدعوي والسياسي، "يعدّ خطوة هامة"، مستدركا بأنّ ذلك "ليس كافيا".

وتابع قايد السبسي، في مقابلة تلفزيونية مع القناة الوطنية الأولى (رسمية)، مساء الاثنين، بأنّه ديمقراطي، ما يجعله يقبل بكلمة الشعب التونسي الذي صوّت لفائدتها (النهضة) في انتخابات 2014".

وأشار إلى أنّ حزبه، نداء تونس، كان المنافس الأوّل وضدّ حركة النهضة في الانتخابات، "لكن ما دام الصندوق أعطاها عددا من المقاعد في البرلمان فلا يمكنني التفكير لحظة في إقصائها"، وفق تعبيره.

 وقال: "نحن كسبنا الانتخابات، والنهضة موجودة بمستوى الأصوات التي منحها إيّاها الشعب التونسي".

إنجاز النهضة

وحاول قايد السبسي الهروب من التعليق على ما جاء في حواره مع جريدة "الصحافة" قبل أيّام، الذي قال فيه إنّ "النهضة كانت جاهزة للحكم بعد انتخابات 2014 (...) هي قبلت وليس بشروطها، وقلنا على الأقلّ نسَاهِمُ بذلك في جَلْبِهَا إلى خانة "المدنية"، ولكن يبدو أنّنا أخطأنا التقييم".

وبعد أن كرّر الإعلامي سفيان بن فرحات السؤال 3 مرات، قال السبسي إنّ ما يهمه اليوم هو الاستقرار، معتبرا أنّه تحقق بفضل التشارك في إدارة الشأن السياسي.

وأضاف: "هناك أسئلة يستدعي الجواب فيها عمقا كبيرا.. لست من الناس الذين يُجرّون إلى الإجابات.. سأكون واضحا.. قصدت بكلامي حين أنجزت النهضة النسخة الأولى من الدستور، واعتمدوا الشريعة، وقالوا إنّ المرأة تكمّل الرجل".

وواصل: "لكن النهضة ساهمت بعد ذلك في إنجاز الدستور الحالي الذي يعتبر تونس دولة مدنية.. لذلك أقول إنّ النهضة قامت بمجهود كبير".

الوسطية

وتابع قايد السبسي: "قرأت ردّا للقيادي بالنهضة، علي العريض، الذي علّق على تصريحاتي، واستوقفتني في حديثه كلمة الدولة الوسطية، وهذا الأساس الذي اعتمدت عليه حين كونت حزب نداء تونس".

وقال: "أنا وسطيـ وإذا كان لدي خلاف مع اليسار، فلأني وسطي، وهم ليسوا كذلك"، مشيرا إلى أنّ حركة النهضة برئاسة راشد الغنونشي "تسير في الطريق الصحيح بشكل واضح، وحسنا فعل بفصل الدعوي عن السياسي؛ لأن الدولة وطنية وشعبنا مسلم"، وفق تعبيره.

وقيّم قايد السبسي تجربة الحكم بين "النداء" و"النهضة"، واصفا إيّاها بأنّها "ناجحة وفيها نتائج إيجابية لتونس، ولا بد أن نتواصل فيها، وليست بين النداء والنهضة فقط، بل مع كل الأحزاب".

الهمامي "فاسق"

وانتقد الرئيس التونسي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمّامي (يسار)، الذي صرّح، الأحد، بأن قايد السبسي يرغب في تغيير نظام الحكم في تونس ليجعله ملكيا، معتبرا أنّه (الهمامي) "لا يمكن أن يكون مرجعا للعقلاء".

وقرأ قايد السبسي الآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). (الحجرات الآية 6)

وقال: "رأيته البارحة، وتابعت تصريحه طالما أنّ هناك جرائد تفتح له صفحاتها".

 وأضاف: "إذا رأيتهم تعجبك صورهم"، ويقصد الآية (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ، وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون - الآية 4).



عمل تخريبي

وبخصوص قانون المصالحة، قال قايد السبسي إنّه "ليس قانون الرئيس، وما تمت مناقشته هو مشروع عمل اللجان داخل البرلمان، وكل الكتل شاركت فيه، لكن وقفوا ضدّه يوم الجلسة".

ووصف الرئيس التونسي ما وقع من ملاسنات ومشاحنات يوم جلسة المصادقة على قانون المصالحة، الأربعاء، بـ"العمل التخريبي والمؤسف".

كما اعتبر أنّ الذين احتجوا على القانون بالشارع الرئيسي وسط العاصمة "هم من حساسية واحدة، وهي الجبهة الشعبية.. وهذا لا يقلقني"، وفق تعبيره.

وبرّر دعوته للنظر في موضوع المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، والسماح للتونسية بالزواج من أجنبي غير مسلم بأنّ الهدف منه تطبيق الدستور، الذي ينص على المساواة بين الرجل والمرأة"، وفق تعبيره.

وقال: "الدستور ليس فيه مرجعية دينية، والأشخاص يتمتعون بحرية المعتقد، والمرأة المسلمة إذا كانت ترغب في تطبيق الشريعة فله ذلك.. وأنا أعرف الآية الصريحة المتعلقة بالميراث أو الزواج".

انتخابات 2019

وأضاف: "أنا أتحدث عن دستور الدولة المدنية.. والقرآن جاء فيه (يوصيكم الله في أولادكم...) بمعنى الوصية، وهناك من يقسم تركته بين أبنائه في حياته، ولا يفرق بين الذكر والأنثى".

ورفض قايد السبسي الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان ينوي الترشح لانتخابات 2019، معتبرا أنّه "سؤال في غير محلّه".

وبخصوص صندوق النقد الدولي، قال السبسي إنّ سياسة تونس لا يفرضها الصندوق، ونحن اخترنا الذهاب إليه.. ومن دون الصندوق، لكنا في الحضيض، ووضعنا مأساوي".

وحول الملف الليبي، شدّد السبسي على أنّ "الحل الوحيد هو إعادة الدولة الليبية، باتفاق جميع الأطراف، ودون أي إقصاء أو تدخل خارجي.. لا بد أن يكونوا جميعا جزءا من الحل.. حفتر وغيره كانوا جزءا من المشكلة، وهو يعترف بذلك".
 
0
التعليقات (0)