صحافة دولية

الموندو: هذه أحوال الأطفال داخل أراضي تنظيم الدولة

الصحيفة قالت إن أطفال "أراضي تنظيم الدولة" لا يعرفون معنى "كرة قدم"- أرشيفية
الصحيفة قالت إن أطفال "أراضي تنظيم الدولة" لا يعرفون معنى "كرة قدم"- أرشيفية
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مدى قدرة تنظيم الدولة على عزل الأراضي السورية التي يسيطر عليها وساكنيها عن العالم الخارجي، وهو ما بدى جليا من خلال الحوار مع الأطفال الفارين من بطش التنظيم.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في مكالمة هاتفية لها مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في سوريا، فران إكيزا، حذر المسؤول من "تزايد عدد المدنيين الفارين من سوريا، في ظل شن عدد من الهجمات ضد المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة. لكن، لا يزال حوالي 20 ألف مدني عالقين تحت نيران تنظيم الدولة، نصفهم من الأطفال".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن علامات "الذعر والرهبة" تبدو واضحة على وجوه الأطفال الفارين رفقة عائلاتهم من الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور، نحو مخيمات النازحين.

 ومن المثير للاستغراب، أن حجم انعزال هؤلاء الصغار عن العالم الخارجي، ونجاح تنظيم الدولة في تطبيق إستراتيجية ترتكز أساسا على إقامة حاجز بين أراضي "خلافته" لعزلها عن بقية العالم؛ قد بلغ مستويات عالية وبدى جليا بمجرد الحديث إلى الأطفال.
 
وأضافت الصحيفة أن أطفال "أراضي تنظيم الدولة" لا يعرفون معنى "كرة قدم". وفي هذا السياق، وصفت الطفلة روان، وهي فتاة سورية تبلغ من العمر 11 سنة، الحياة في أراضي "الخلافة"، قائلة: "في السابق، كنا نلعب... وفجأة أصبحنا نعيش في الظلام".
 
وأوردت الصحيفة أن درجة الانعزال عن العالم الخارجي، التي نجح تنظيم الدولة في إقامتها وتطبيقها في أراضيه، أثارت استغراب ممثل اليونيسيف في سوريا.

 وحول وضع الأطفال القاصرين في البلاد، التي أدمتها الحرب، أشار المسؤول إلى أن "رؤية أطفال لا يعرفون ما معنى كرة قدم، ولم يسمعوا بتاتا عن رونالدو أو ميسي، أمر مثير للدهشة". وأضاف أن "الأطفال القادمون إلى مخيمات النازحين لا يعرفون حتى كيفية لعب كرة القدم".

اقرأ أيضا: تقرير: أطفال "الدولة" يشكلون تهديدا إرهابيا على أوروبا


وبينت الصحيفة أنه في الوقت الذي شنت فيه القوات الديمقراطية السورية بمساعدة القوات الكردية وقوات التحالف الأمريكية الهجوم الأخير لإزاحة تنظيم الدولة من الرقة، لا زال تنظيم الدولة يسيطر على خمسة أحياء في هذه مدينة، التي لم ينقطع فيها القصف ووابل القنابل. وفي مرحلة لاحقة، أعلنت هذه القوات عن قيادة نفس العملية في دير الزور السورية؛ ما ضاعف من عدد النازحين.
 
وذكرت الصحيفة أن ممثل اليونيسيف علق في مكالمته الهاتفية على هذا الجانب، حيث أورد أنه "في ظل تنامي عدد النازحين، لاحظنا وصول المدنيين، من بينهم القاصرون، في حالة من الذعر. فضلا عن ذلك، اكتشفنا أنه بعد عبور أراضي التنظيم والحقول الملغمة، يضطر المدنيون إلى البقاء لعدة ساعات مختبئين في إحدى الغابات. والأسوأ من ذلك، يجبر النازحون على دفع مبالغ مالية للخروج من هذا المخبأ".
 
ونقلت الصحيفة عن إكيزا قوله إنه "بالإضافة إلى العدد المهول من الموجودين في المخيمات، تشير بعض التقديرات إلى أنه يوجد ما بين 130 و140 ألف نازح خارج هذه المخيمات، متحصنين في منازل أقارب لهم في باقي مناطق البلاد". وواصل إكيزا أن "الوضع غير مستقر في الرقة ودير الزور، كما أن هناك تقديرات تتوقع أن يضاف إلى الأرقام السابق ذكرها، حوالي 100 ألف نازح آخرين".
 
وفي سياق متصل، أورد ممثل اليونيسيف في سوريا أن "جهود المنظمة خلال الفترة الأخيرة، تتركز أساسا على توفير المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، وضمان صحة الأم والطفل، فضلا عن معالجة حالات سوء التغذية الحادة ومنع تفاقمها. ويضاف إلى ذلك، الجهود الرامية إلى توفير العناية والإحاطة النفسية للأطفال، وأيضا توفير مساحات يتمكن الأطفال من اللعب والتعلم فيها".
 
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن المبعوث الإنساني للأمم المتحدة في سوريا، جان إنجلاند، قوله إنه "حان الوقت للبحث عن فرصة أو هدنة أو ما شابه، لضمان هروب المدنيين"، من بطش تنظيم الدولة والقصف، "بشكل أسهل، علما بأن تنظيم الدولة يبذل قصارى جهده من أجل استخدام المدنيين كدروع بشرية".
 
التعليقات (0)