سياسة عربية

سوريون يحضّرون لـ"مؤتمر وطني" بألمانيا (مقابلة)

اعتبر قارصلي أن المؤتمر المقترح بعيد عن النظام والمعارضة (صورة من صفحته على فيسبوك)
اعتبر قارصلي أن المؤتمر المقترح بعيد عن النظام والمعارضة (صورة من صفحته على فيسبوك)
على غرار المؤتمر الدولي حول الأزمة الأفغانية، الذي عقد في مدينة "بون" الألمانية، في العام 2001، يتطلع ناشطون وسياسيون وكتاب سوريون إلى عقد مؤتمر مماثل، يكون مخصصا لبحث الحل في سوريا، بعيدا عن تأثير قيادات طرفي الصراع من المعارضة والنظام، وعن الإملاءات السياسية، التي تفرضها الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري، بحسب أصحاب المبادرة.

"سوريون يدعون الأمم المتحدة وألمانيا لعقد مؤتمر وطني"، هو اسم المبادرة التي يؤكد القائمون عليها، على أنهم قطعوا أشواطا بعيدة في التحضير لها، وأن مبادرتهم التي كانت نتاجا للفشل في التوصل إلى حل للمأساة السورية، قد تبصر النور قريبا.

وفي هذا الصدد، كشف البرلماني الألماني السابق ذو الأصل السوري، جمال قارصلي، وهو أحد القائمين على هذه المبادرة، عن قرب الإعلان عن تاريخ انعقاد المؤتمر التحضيري الأول للمبادرة؛ التي وصفها بـ"الوطنية".

وأشار قارصلي، في تصريحات لـ"عربي21"، إلى ما وصفه بـ"الإقبال الشعبي السوري المتميز" على المبادرة، مرجعا ذلك إلى الإحباط الذي أصاب الشعب السوري، نتيجة الفشل في التوصل إلى حل سوري، على حد تعبيره.

وقال: "صحيح أننا نحن، أنا والأستاذ طلال الجاسم، من أطلق هذه المبادرة، ولكنها الآن أصبحت ملك لجميع السوريين الوطنيين المحبين للسلام والعدالة والحرية".

واعتبر أن هدف المبادرة هو "إنقاذ سوريا من المأساة التي تمر بها الآن، والتي تعتبر أكبر مأساة بعد الحرب العالمية الثانية"، على حد قوله.

وحول الجدول الزمني للمبادرة، بيّن قارصلي أنهم في طور التواصل مع كل السوريين الذين يعنيهم التوصل إلى حل، تمهيدا لمؤتمر تحضيري سيجمع نحو 200 شخصية سورية على الأقل، تمثل كل الأطياف السورية، الإثنية والسياسية، كما قال.

وأكد أن المؤتمر المقترح سيخرج بتوصية لتشكيل لجان لمتابعة كل النواحي، مشددا على أنه "لا نريد إلا المظلة السياسية الدولية التي تتبنى مخرجات هذا المؤتمر، ولا يهمنا الدعم المادي مطلقا".

وأوضح قارصلي أن "العمل مستمر واللقاءات متواصلة، وأستطيع أن أقول إن توقيت البدء سيكون قريبا، وقد تتم دعوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر خلال أسابيع قليلة، لتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر المصغر، والمؤتمر العام الجامع فيما بعد".

وقال قارصلي: "لم يحصد الشعب السوري من سبع جولات من مفاوضات سياسية في جنيف وخمس مثلها في أستانة، إلا الفشل والإحباط، ولم تفض هذه الجولات إلى بر الأمان الذي بات مطلبا رئيسيا للسوريين، بالتالي النظام وقيادة المعارضة فشلا في تحقيق السلام، بسبب عدم استقلالهما، وبسبب الإجندات المختلفة لكل منهما، فالنظام قراره مرهون لدول وجهات عدة، من بينها روسيا وإيران و حزب الله اللبناني، وكذلك الحال مع المعارضة ومنصاتها الكثيرة، مثل منصة القاهرة، ومنصة موسكو، ومنصة الرياض"، على حد تعبيره.

 وأضاف: "نتطلع من خلال المبادرة إلى هدفين: الأول استرداد القرار السياسي ليكون بيد السوريين، والثاني جمع السوريين فيما بينهم دون النظر إلى الخلافات السياسية"، مشددا على "استثناء المبادرة لكل من تورط في الدماء السورية، أو المال السياسي الفاسد، سواء من طرف النظام أو المعارضة"، كما قال.

وردا على الانتقادات التي وجهت للمبادرة، من قبيل "الطوباوية"، قال قارصلي لـ"عربي21": "نعمل ما بوسعنا في الوقت الحالي لطرق كل الأبواب، ولذلك وجهنا دعوات للأمم المتحدة لتبني المؤتمر، الذي سيكون بحامل ألماني".

وأكمل في هذا الخصوص، سنقول للأمم المتحدة أننا اجتمعنا كسوريين، وهذا ما خرجنا به كخارطة طريق لحل الأزمة التي تعصف ببلادنا، وما عليكم إلا تبنيها وتحويلها إلى خارطة ملزمة بموجب قرار أممي تحت البند السابع.

أما عن الأسباب التي قادت إلى اختيار ألمانيا تحديدا، فقال: "لألمانيا تجربة سياسية رائدة في حل النزاعات الداخلية الدولية، من الأزمة الأفغانية إلى أزمة كوسوفو، وكذلك غلب الحياد على موقفها من الأزمة السورية، وهي تتمتع بسمعة جيدة في الوسط السوري والعربي والدولي"، مضيفا أن "الأهم من ذلك كله، أن ألمانيا معنية بالحل في سوريا؛ لأنها تحولت إلى طرف بعد احتضانها لعدد كبير من اللاجئين السوريين"، وفق تقديره.

وأضاف في هذا الإطار: "لقد تحولت ألمانيا بطريقة ما إلى شريكة في المأساة، ونحن نوجه خطابنا للساسة الألمان، ونقول لهم إن حل الأزمة السورية، قد يساهم في حل جزء كبير من المشاكل التي تواجه الدولة الألمانية، وعلى الأقل سيعود نصف اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وخصوصا الشريحة التي فشلت في الاندماج بالمجتمع الألماني".

ومضى قائلا: "من المعروف بأن لألمانيا دور ضاغط على روسيا وإيران. لم يتم اختيار إحدى الدول الإقليمية لأنها لم تعد كلها صالحة بأن تلعب دور الوسيط بين السوريين لأن جميعها أصبحت طرفا في هذا الصراع"، على حد قوله.

واختتم قارصلي حديثه لـ"عربي21"، بالإشارة إلى تلميحات قال عنها أنها "تلميحات شبه رسمية مطمئنة" أرسلت للقائمين على المبادرة من قبل الحكومة الألمانية، من دون أن المزيد من التفاصيل.
التعليقات (1)
د. موفق كنفش
الخميس، 03-08-2017 01:23 م
قبل التطرق في النقد لأطروحة السيد قارصلي. أولا: اريد ان أؤكد كل الامتنان لأي شخص يحاول او حاول أن يقدم شي ما للشعب السوري ولم يستطع او اخفق، او لان الظروف المحيطة لم تساعده للوصول اما يطمح به. ثانيا: اريد ان أبدأ حواري حول الدستور السوري الذي طرحه السيد قارصلي كحل، قبل ان أتطرق لمبادرته. اما رأي الخاص بالدستور السوري لعام الخمسين الذي يعرضه السيد جمال كحل مؤقت! يؤكد لي بأن السيد جمال لم يقرأ بل ولم يطلع على دستور عام 1950 لأنه يتعارض مع منهجية الثورة السورية واهدافها، بغض النظر بأن الشعب السوري اعترض وبشكل قاسي على ذاك الدستور الذي ألزم الحكومة آنذاك إلى تعديله عام 1952 - دستور 1950 ينص على أن يكون رئيس الجمهورية مسلم، {نحن لا نتوافق معه، لأننا نؤمن بصناديق الإقتراع وحق الفرد والمواطن السوري أن يصل إلى سدة الحكم. فكيف على رجل متحرر كالسيد جمال قارصلي الذي يعيش في ألمانيا، البلد التي أعطته الحريات والفرص كأجني قبل ان يكون مواطنا ألمانيا ان يرتقي صفا لصف مع الساسة الألمان، يطالب بهذا الدستور الساقط}.   - الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع. {ايضا لا يتوافق هذه المادة مع أهداف الثورة السورية. أن يكون الفقه الإسلامي أحد مصادر التشريع لاضرر في ذلك. كيف هذا والسيد قارصلي يؤكد على علمانية الحكم؟}.  - يضمن فقط الديانات السماوية {ايضا هذه المادة من دستور 1950 لاتتماشى على الإطلاق مع ما طالب به الشعب السوري من خلال الثورة السورية، لأنه يوجد في سورية معتقدات غير الديانات السماوية، وبالتالي لها حريتها، وعلينا حمايتها}. - علم الثورة السورية هو علم 1950. والوحيد الذي يجمعنا بذاك الدستور. - دستور 1950 يعطي الحق للمواطن التنقيب على المعادن الثمينة و.... طبعا هذه طريقة شرعية لنهب أموال الدولة على المستوى الشخصي والدولي. - المرأة شبه لا وجود لها ومذكورة مع الاجانب. - الذي يرأس مجلس النواب هو الاكبرهم سنا. وليس صاحب الكفائة او المنتخب من قبل الجميع ديمقراطيا. فهذه طريقة قبليه عشائرية همجية. مقبولة نسبتها لعصرها!، لا أدري أن كان السيد قارصلي مقتنع بما يطرح، وأنا متأكد بأن شخصه لن تقبل بمثل هذه التركيبة. - التركيز على مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، القضائية) مع ضرورة تحرير السلطة الرابعة (الصحافة) وتهيئة الأجواء المناسبة لعملها وحماية أفرادها. {إن قمت باعتماد دستور 1950 فلا يحق لك الفصل بين السلطات الثلاثة، هذا من طرف، ومن طرف آخر دستور سورية الحالي، والدستور لعام 1950 يضمن حرية الصحافة وحرية الرأي. عدم العمل به موضوع آخر.} الفارق 67 سنة بعيد عن العصرية والحداثة تؤكد لي النقاط السابقة بأن من أشار على السيد قارصلي بهذه الأفكار والتوجيهات الهدامة أودت به إلى مطب لا يستطيع الخروج منه. .............. مبادرة السيد جمال قارصلي! كأي مبادرة أخرى سبقت لا يوجد بها من جديد! كل مبادرة تبتدأ الى توجيه الأنظار لفشل الفئة السابقة من المعارضة والقائمين عليها، وبالتالي يطرح نفسه وذاته كمنقذ الوحيد وبإمتياز. علما انه هو كان المؤسسين لمجموعة قرطبة التشاورية والتي بائت بالفشل، وقد راهن آنذاك على نجاحها إمتياز كما راهن على الحكومة الإسبانية بأنها ستلعب دور كبير من أجل المعارضة، تلك التي استغلت قياداتها كأمثال محمد برمو ومن معه تعاطف الساسة الإسبان وعملوا بتجارة بيع تأشيرات الدخول (الفيزة) التي تجاوز سعرها العشرة آلاف يورو. مشروع عمل به الاخ جمال قارصلي بشكل مكثف لمدة سنتين من نهاية 2013 الى 2015 وباء بالفشل. والآن تحدثنا بلهجة وكأنك ولأول مرة ترفع الراية. فالأولى قبل ان تؤكد فشل جنيف وباريس واستانة، ان تؤكد للجميع عن الفشل الذريع الذي أودى بالمشاريع التي قمت بها من قبل كي تكون منصفا. علينا ان نحترم كافة تكتلات المعارضة ونقدر ماقدموه علينا وبكل إحترام. ينسف جنيف وباريس التي لم تجدي نفعا {لكن الأستاذ جورج صبرا منذ بضعة ايام وغيره، يؤكدون تمسكهم بجنيف، التي تمثل إرادة وتعبر عن سيادة الشعب السوري} من السياسيين، وعلل ذلك بقوله: لأنها استبعدت فئات مهمة من المجتمع السوري. السيد قارصلي نسف استانا مسبقا قبل انعقادها. الفقرة الثالثة: ... تحت الأدارة الألمانية يمكن مشاركة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والدول المؤثرة بالشأن السوري... {طبعا هذا الكلام ضرب من الخيال. ارى بأن السيد قارصلي وضع سيناريو من مخيلته وكأن جميع الدول التي سماها خولته بأن يتحدث باسمها، ولا أدري إن كان يريد الحكومة الألمانية هي التي تقوم بهذه المهمة! على المانيا أن تختار خطة عملها هي لإنجاح المؤتمر، وليس السيد قارصلي، ككونه يؤكد خبرة ألمانيا..}. ومسبقا في عام 2013 حتى 2015 كان يؤكد الدور الإسباني في عملية السلام من خلال المشروع الفاشل "مجموعة قرطبة التشاورية". الخطوات العملية: هذا سيناريو السيد قارصلي بامتياز والمانيا لا تواجد لها إلا أن تقول آمين وتضخ الأموال ليحقق السيد قارصلي تصوراته. حسب المعطيات السيد قارصلي يريد أن يكون المحور المستقبلي لسورية، لكنه يستحي أن ينطق بها. يسبق مؤتمر المصالحة مؤتمرا تشاوريا مصغرا..... يعيد تجربة مشروع قرطبة التشاوري بالضبط وبنفس السيناريو وبنفس اللجان. من هذا المؤتمر تنبثق ثلاثة لجان - لا تعنينا - لجنة لتحضير مشروع إعادة بناء الدولة مع كل تفرعاته وتفاصيله!!!!!!! - لجنة دستورية...!!! لماذا اللجنة الدستورية التي يذكر عدد اشخاصها ومواصفاتهم. لماذا لا يعملون في الدستور السوري الحالي وإن أرادوا التعديل فعليه يتم التعديل وفيما بعد. في نظري، أكبر خطأ ارتكبته المعارضة في الداخل السوري وخاصة في المناطق المحررة عدم استخدام القضاء والعدالة والقوانين والمؤسسات السورية الحالية لانها ملك للشعب وليس للأسد. إن لم يتم العمل بها في عهد الاسد فهذا موضوع ثان يتعلق بفساد النظام السوري وليس الدستور او القانون. مؤتمر المصالحة العام: الفقرة الأولى تصور كامل وكأنهم اتفقوا مع بشار اللأسد للتنحي  عن منصبه وهو مع المبادرة. الف شخصية دور المرأة الشباب الفقرة الثانية اتجهت نحو الأكراد لتكون نموذجا لباقي شرائح الشعب. ماذا تعني شخصيات وطنية لها احترامها عند الجميع؟ عدد من العلماء والخبراء الدستوريين... حتى الآن الوسائل! أين الدور الألمان؟ ويأمل ان يحقق هذا المؤتمر النقاط التالية: - وقف اطلاق النار، من خلال الإقناع.!!! هذا يعني ايضا هنا نحتاج إلى لجنة خاصة للاقناع.. لم تذكر بين اللجان السابقة. - العمل على تطوير ودعم تجارب الحكم المحلي.... - السماح بمرور... - الحوار بين المدنيين والعسكريين... طرح فاشل - التشجيع على.... غير منطقي - العمل على توحيد الجهود في محاربة الإرهاب.... للدعاية - الاتفاق على تشكيلية... من المؤتمر العام ومن خارجه... غير منطقي - تشكيل حكومة كفاءات... الفكرة لديه غير واضحة. - الاتفاق على معالم دستور.... ويمكن ان نستفيد من الدستور السوري الذي وضع في الخمسينات. الشيء الوحيد الذي ننتمي اليه من ذاك الدستور هو العلم السوري الحر. - الاتفاق على تشكيل لجان قضائية.............. المطب الأكبر لمبادرة السيد قارصلي. - الاتفاق على شكل ومصادر تمويل اعادة البناء....؟!!!! - التوافق على تشكيل لجنة مركزية مختصة للمسامحة..... الأولى ان تكون البند الأول او في مقدمة الطرح لأنها الهدف الأساسي للمبادرة. - التوافق على كيفية اعادة هيكلة التوزيع..... لماذا لا ادري؟ لندع المؤسسات في سيرها كما كانت... لا أدري بالنهاية إلى أين سيصل بهذا المؤتمر بالثورة السورية؟ وإلى اي نتيجة وآلية التنفيذ؟ السيد قارصلي بعيد عن كل البعد عن وضع الداخل السوري. نتمنى له التوفيق د. موفق كنفش مدير مؤسسة دار الكتاب العربي في برشلونة. وسيط دولي 0034698505659

خبر عاجل