مقالات مختارة

الضفة الغربية بين دروس المقدسيين ومنظري التصهين

1300x600
1300x600
تزايدت عدد الاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، ولم تقتصر الحملات على الاعتقالات، بل ترافقت مع عمليات استيلاء على المنازل وتصفيات جسدية للفلسطينيين؛ ولعل أبرز الاقتحامات كان الاستيلاء على منزل عائلة التميمي في الخليل وترحيل أهالي بلدة شوشحلة بالقرب من الخضر لضم أراضيها لمستوطنة دانيال.

التصعيد الصهيوني وعجز السلطة عن مواجهته وعدم وجود رد فعل أو إجراءات عربية أو أممية أسهم في تصاعد الحملة الصهيونية، وكاد الأمر أن يتسبب بكارثة في القدس والأقصى؛ أجهضه المقدسيون باحتشادهم لمواجهة الإجراءات الصهيونية وتعطيلها؛ بل وتحقيق نصر هدد إنجازات الكيان على مدى السنوات الماضية.

تأثير النجاح المقدسي على الأرض لم يتوقف عند حدود إجهاض الإجراءات الصهيونية بل وضرب عرض الحائط بمشاريع التصهين ومنظرية بعد أن بلغ التصهين ذروته بدعوة احد منظريه الفلسطينيين إلى القبول بولي الأمر نتنياهو، وضرورة طاعته ومبايعته؛ إلى أن جاء الرد المقدسي واضعا مشاريع التصهين والتطبيع في خطر محدق وحالة انكشاف وعري وانكسار.

المواجهة في الضفة الغربية تسير بذات الاتجاه وان كانت بوتيرة بطيئة، إلا أنها أيضا صاعدة في ظل العجز عن مواجهة الإجراءات الصهيونية؛ يلهمها نصر المقدسين الذي تحول إلى أنموذج ليس في الضفة الغربية وحدها بل والإقليم لمواجهة المتصهينين ومنظريهم.

الإجراءات الصهيونية في الضفة الغربية لم يعد بالإمكان ردعها إلا عبر تحركات جماهيرية واسعة، فهي الحل الأمثل للتصدي للاحتلال وماكنته العسكرية في ظل الفشل العربي والعجز المطبق للسلطة الفلسطينية؛ ما يعني أن الضفة الغربية دخلت عمليا في مرحلة جديدة من المواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني، يتوقع أن تزداد سخونة خلال الأسابيع المقبلة، فمحاولات الكيان لتعويض الهزيمة في القدس ستزيد من الضغوط على فلسطينيي الضفة الغربية، وستعمل على تفجر مواجهة جديدة وواسعة في ظل انكسار كبير وهزيمة ساحقة للمتصهينين في المنطقة.

السبيل الأردنية

0
التعليقات (0)