ملفات وتقارير

ما حقيقة الانشقاقات بأحرار الشام؟ وهل تؤدي لانهيارها؟

تساؤلات عن مصير الحركة بعد خسائرها الأخيرة في إدلب
تساؤلات عن مصير الحركة بعد خسائرها الأخيرة في إدلب
توالت الإعلانات عن الانشقاقات في صفوف حركة أحرار الشام، عقب المواجهات بينها وبين هيئة تحرير الشام في الأيام الأخيرة.

فقد أعلنت ألوية وكتائب تابعة لأحرار الشام انفصالها عن الحركة وانضمامها إلى هيئة تحرير الشام، وجاء ذلك عبر عدة بيانات لها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول أسباب تلك الانشقاقات، يقول القيادي في قاطع البادية، أحد القطاعات التي انشقت عن الحركة، أبو منذر الشامي: "إن من أبرز أسباب الانشقاقات في الحركة هشاشة التأهيل العقائدي عند الأحرار في الآونة الأخيرة، يقابله عمق عقائدي عند عناصر هيئة تحرير الشام"، على حد قوله.

اقر أيضا: خرق ثان للاتفاق بين "الأحرار" و"الهيئة".. وفشل آخر بالغوطة 

ويضيف: "من الأسباب الأخرى لتردي وضع الأحرار هو جاهزية تحرير الشام التي أعدت الخطط وعرفت نقاط ضعف الأحرار، إضافة لما قامت به من تكثيف الدورات العسكرية لعناصرها يقابله عدم استعداد لدى الأحرار لهذه المرحلة".

واعتبر القيادي أبو منذر الشامي، في حديث لـ"عربي21"، أن من الأسباب التي أدت لترهل الحركة "فشلها في الهيكلية والإدارة، فهي جمعت عناصر سابقة من دون تنظيم لهم، كما أنه يوجد لديها ضعف في الإعلام ومخاطبة عناصرها، حيث قام إعلام الهيئة بكسر معنويات عناصر الأحرار عندما نشر بيانات الانشقاقات للألوية والكتائب الكبيرة في الحركة، وهذا ما جعل الجميع يحذون حذو من انشق والتحق بالهيئة"، وفق تقديره.

ويذهب القيادي إلى أن الانشقاقات داخل الحركة أثرت بشكل كبير على وجود الحركة في الداخل السوري، لكن استبعد أن تنهار الحركة، مؤكدا أنه لا يزال لها تواجد حتى الآن في الداخل السوري، "لكن هذه الانشقاقات أثرت على التواجد العسكري والمدني، حيث فقدت الكثير من السلاح والعناصر ونقاط الرباط، وهذا كله سيضعفها ويؤثر في قراراتها العسكرية والسياسية في الداخل والخارج".

ولا يستبعد القيادي أن تقوم الهيئة بضربات أخرى لإنهاء بقية من صمد من الحركة، متحدثا عن "إرادة دولية وإقليمية في التخلص من أحرار الشام، وهذا ما يتضح بعدم السماح لدرع الفرات بمؤازرة الحركة".

وعن سبب ترك قاطع البادية لأحرار الشام، يشرح القيادي بقوله: "نحن لم نترك أحرار الشام، لكن كان هناك واقع حتم علينا أن نستجيب له، فكثير من الأحرار الذين بايعوا الهيئة لن يكون لهم تأثير فعلي في الهيئة، فهم إما سيعتزلون في بيوتهم أو يذهبون إلى مناطق لا تتواجد بها الهيئة".

اقرأ أيضا: انشقاقات واشتباكات بين الفصائل بإدلب.. وفصيل جديد بالجنوب 

وأكد أن هناك مخاطر تترتب على سيطرة تحرير الشام على المناطق، قائلا: "نخشى أن تتعامل الهيئة بطريقة فيها بغي وظلم، كما أننا نخشى من تحول إدلب لرقة وموصل ثانية، وهناك اعتقاد بأن تركيا ستقلق معبرى باب الهوى بشكل مستمر وهذا ما سيؤثر على المدنيين"، وفق قوله.

من جهته، يقول القيادي في أحرار الشام قاطع الحص، أبو محمد الجنوبي: "لم نترك الأحرار اتهاما لهم وحبا بمنهج الهيئة، ولكن شلال الدماء لا يقف إلا بتنازل أحد الطرفين، والقتال الداخلي يكون طويل الأمد يحرق ما تبقى من رمق أخير في الثورة، فإن الثورة على وشك الموت والساحة تحتاج لأن نخسر كل شيء من أجل إتمام طريق الجهاد والحرية، وخسارة الفصيل أهون من خسارة الساحة وأهون من فشل الثورة".

واعتبر الجنوبي، في حديث لـ"عربي21"، أن ما يجري هو تمهيد للقضاء على الثورة من قبل العالم ومن ثم تدمير المدن بحجة الإرهاب، مبينا أن "الغرب وأعداء الثورات، ولا سيما الحكومات العربية الكارهة للربيع العربي، تريد حججا لتفتك بالساحة وتنهي الثورة، فهي لها أبعاد أخرى بمثابة دروس يلقنوها لشعوبهم"، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضا: اتفاق جديد بين "الأحرار" و"الهيئة" بإدلب.. هل يستمر هذه المرة؟

 وتابع: "ليس للتحالف والأتراك والروس؛ حجة في قصف المدن السورية إلا إذا تحولت إلى مجموعات إرهابية متشددة تابعة لتنظيم القاعدة بزعمهم ليحولوا مدننا إلى موصل ثانية"، مضيفا: "لعل المتابع يجد أن روسيا بعد سيطرت الهيئة على الشمال السوري قالت إن إدلب وقراها ستتحول إلى موصل ثانية، وهذا حقيقة ما ستصل الساحة إليه من قصف للممتلكات والمدنيين والبنى التحتية بحجة وجود تنضيم قاعدة"، كما قال.

وفي المقابل، علق مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة أحرار الشام، عمران محمد، على الانشقاقات داخل الحركة، قائلا: "ما حصل ليس انشقاقات، وإنما هو إجبار بالقوة من طرف الباغي، وحفظ لدماء المقاتلين من طرف المبغي عليه، وهذه بيعة المُكرَه، والهيئة أجبرت الناس إما البيعة وإما القتال والحصار ومداهمة البيوت".

وقال في تصريح لـ"عربي21"؛ إن حركة أحرار الشام أكبر من أن تسقط بمثل هكذا ظرف، فما مر على الحركة من حادثة اغتيال القادة صدمة أكبر من هذه، وقدّر الله أن قمنا أقوى مما قبلها، واصفا ما يحدث الآن بأنه "تنقية لصفوف الحركة وفرصة لإعادة الترتيب على جميع الأصعدة، وحركة أحرار الشام فكرة ثورية يحملها ثوار، والثورة لا يمكن أن تموت"، كما قال.

من جهته، قال عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام، لـ"عربي21": "هيئة تحرير الشام ليست تنظيما أو فصيلا، وإنما هي مشروع جامع فلا نعتبر اختيار بعض الألوية في حركة أحرار الشام العمل مع الهيئة هو انشقاق"، مشيرا إلى أن "أحد بنود الاتفاق بين الهيئة والأحرار؛ يقول إنه يحق لكل كتيبة أو لواء من حركة أحرار الشام ترى أنها بايعت الهيئة مكرهة العودة عن بيعتها"، وفق قوله.
التعليقات (1)
سوري مغترب
السبت، 29-07-2017 12:30 ص
أعتقد أن الرابح الاكبر في هذا الأمر هو الجيش الحر المدعوم من تركيا .. لو وقفت كافة الفصائل تحت مظلة تركية لأصبح هذا الأمر ورقة ضغط تركية قوية ضد المجتمع الدولي الخائن تركيا ليس لها أطماع بأراض سورية بل لديها أطماع بالقضاء على تنظيمات الأكراد .. أعتقد أن الفرصة مواتية للجيش الحر ليعيد اسمه على الساحة لكن يجب أن يكون منضبطاً جاهزاً للمرحلة القادمة