مقالات مختارة

مشاريع التصهين الجديدة

1300x600
1300x600
فشل الكيان الصهيوني في فرض إرادته على الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الفائت؛ فرغم الشعور الأولي بالارتياح لدى قادة الكيان في الساعات الأولى، إلا انه سرعان ما تحول إلى كارثة حقيقية، خصوصا بعد متابعة ردود الفعل الشعبية في العالم العربي والإسلامي الذي بدأ بالتفاعل مع هذا الحدث عبر تظاهرات تعد في بداياتها الأولى لدعم الفلسطينيين في الأقصى، منذرة بتحركات أوسع تمتد على مساحة اكبر في العالم الإسلامي.

فالتحركات الواسعة في العالم العربي والإسلامي تمثل بداية لتحركات أوسع، معيدة للقدس وللصراع مع الكيان الصهيوني مكانته الصحيحة في معادلة الصراع الإقليمية والدولية، ومحرجة حلفاءه من المتصهينين والمطبعين الجدد الذي اندفعوا على غير هدى للتحالف مع الكيان في السر والعلن لتحقيق مشاريعهم الصغيرة.

المواجهة في الأقصى سرعان ما اتخذت منحى اكثر خطورة بهجمات على المستوطنات أودت بحياة ثلاثة من الصهاينة المحتلين المستعمرين للأرض الفلسطينية، وهي ضربة موجعة أثبتت أن الكيان غير قادر على خوض المواجهة وغير قادر على حماية نفسه فكيف له أن يقدم الحماية للمتصهينين والمطبعين أو أن يساعدهم في تحقيق طموحاتهم الصغيرة.

ما حدث يوم الجمعة مثل ضربة قوية للمطبعين الجدد ولظاهرة التصهين ومشروعه، خصوصا لدى نخب مزورة باتت تمثل تهديدا للاستقرار في المنطقة العربية، كما تمثل ذروة الاختراق الصهيوني في العالم العربي. في المقابل فإن عمليات التعبئة على مدى السنوات الثلاث الماضية بدأت تؤتي أوكلها في فلسطين، مهددة بتغيير معادلة الصراع بالكامل؛ إذ استخدمت كافة الأدوات المطورة خلال السنوات الثلاث الماضية، وأصبحت حاضرة ودفعة واحدة في مواجهات الأمس.

الخسائر الأولية للكيان الصهيوني ليست مبشرة؛ فهي تمثل الدافع الحقيقي للمعركة باستعراض قدرته على فرض إرادته، وتمرير سياسته، مختبرا قوته وقوة تحالفاته الجديدة القديمة مع المتصهينين، لتثبت وعلى حين غرة أن ما ظن أنها عناصر قوة تحولت إلى عناصر ضعف وثغرة مدمرة؛ فمعركة القدس أدخلت الكيان في حرج كبير، وأثبتت محدودية قدراته وإمكاناته الفعلية، وعدم قدرته على الإيفاء بوعوده للمتصهينين.

أما الخسارة الكبرى فستكون بإعادة توجيه بوصلة الصراع نحو الأراضي الفلسطينية والأقصى، لتنطلق جولة جديدة من الصراع في وقت ظن فيها أنه يملك القدرة على فرض إرادته، ليجد نفسه عالقا في عنق الزجاجة، ومهددا في وجوده ومقولاته الأساسية؛ الأمر الذي سيدفع الكيان الصهيوني إلى مزيد من الجنون والإجراءات القمعية التي ستدمر البقية الباقية من قدراته على الردع والمواجهة، كما ستدمر تحالفاته واختراقاته العميقة داخل العالم العربي، وستنهي مشاريع التصهين الجديدة نهاية بائسة.

السبيل الأردنية
0
التعليقات (0)