سياسة عربية

مسيرة الحسيمة تنطلق والأمن المغربي يعنف المحتجين (شاهد)

استعملت القوات الأمنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين- فيسبوك
استعملت القوات الأمنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين- فيسبوك
رغم الطوق الأمني على مدينة الحسيمة (شمال المغرب)، الخميس، استطاع عدد كبير من المتضامنين مع "حراك الريف" الدخول إليها عبر مسالك وعرة، لينضموا إلى المسيرة التي أعلن عنها منذ شهرين.

وانطلقت المسيرة في عدد من شوارع الحسيمة في نفس الوقت، مساء اليوم، مرددين شعارات من قبيل "لا لعسكرة الريف"، و"الشعب يريد سراح المعتقل"، و"المغرب حذاري.. كلنا الزفزافي (في إشارة إلى قائد الحراك المعتقل)"، و"حرية كرامة عدالة اجتماعية" إلى غير ذلك من الشعارات المطلبية التي ينادي بها نشطاء حراك الريف منذ ما يقارب 8 أشهر.

وتداول نشطاء شبكات التواصل عددا من الصور والفيديوهات توثق انطلاق المسيرة، التي عرفت مطاردة قوات الأمن للمشاركين في الاحتجاج في عدد من شوارع وأزقة المدينة.

وقال شهود عيان لـ"عربي21"، إن القوات الأمنية استعملت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات المتفرقة بالمدينة، الأمر الذي نتج عنه حالات اختناق وإغماءات في صفوف المحتجين.

                                 

وكانت عمالة (محافظة) الحسيمة، أعلنت، الاثنين الماضي، في بلاغ، أنه تقرر عدم السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة في 20 تموز/ يوليو كان دعا لها نشطاء حراك الريف قبل شهرين. 

وتداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي صور انتشار عدد كبير من قوات الأمن المغربي بعدد من الشوارع الرئيسية لمدينة الحسيمة، وكذا بالساحة الرئيسية للمدينة والمعروفة باسم ساحة "محمد السادس" والتي يجتمع فيها عادة نشطاء الحراك، وذلك بعدما انسحبت منها القوات الأمنية سابقا.

اقرأ أيضا: المغرب يحبس أنفاسه بانتظار مسيرة الحسيمة التي حظرتها الدولة

وبحسب شهود عيان، فقد أقامت السلطات الأمنية المغربية حواجز في مداخل مدينة الحسيمة وإمزورن (15 كلم من الحسيمة)، ومنعت عددا من راكبي وسائل النقل (حافلات، سيارات أجرة) من دخول الحسيمة، خاصة أولئك القادمين من المدن البعيدة.

وسلك عدد من المواطنين القادمين من مدن مختلفة مسالك وعرة للمشاركة في المسيرة بعد قيام السلطات بفرض حواجز أمنية على مداخل الحسيمة، فمنهم من ركب قوارب تقليدية ليصل للمدينة عبر البحر، ومنهم من شق طريقه عبر الجبال المطلة على المدينة، في تحد لقرار المنع.

بدورها، قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (كبرى المنظمات الحقوقية بالبلاد)، إنه لوحظ قطع الأنترنت في مجموعة من المناطق بالحسيمة، وتشويش كبير على الاتصالات، حسب مناضلي الجمعية بالمدينة.

كما لوحظ إضراب عام للمحلات التجارية بمدينة إمزورن استجابة لنداء المقاطعة التي أعلن عنها نشطاء الحراك.

وبرر وزير الداخلية المغربي عبد الوافي الفتيت، الثلاثاء الماضي، بالبرلمان، منع المسيرة بكونها لم تحصل على ترخيص من السلطات المختصة، ولا يعرف الداعين لها، والمسؤولين عنها، وخوفا من المس بحق الساكنة المحلية في أجواء أمنية سليمة. 

بدورها، دعت أحزاب الأغلبية بالمغرب، أمس الأربعاء، المواطنين بالريف إلى عدم المشاركة في هذه المسيرة "حفاظا على أجواء الهدوء وعلى مستلزمات النظام العام".

يذكر أن المعتقلين بسجن مدينة الدار البيضاء على خلفية "حراك الريف"، دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من الإثنين الماضي، بحسب عبد الصادق البوشتاوي، محامي عدد من الناشطين المعتقلين على خلفية الحراك، وسط نفي قاطع للمندوبية السامية للسجون خوض هؤلاء المعتقلين للإضراب عن الطعام، وقالت إنهم يتناولون وجباتهم بشكل عادي. 

وارتفع عدد النشطاء الموقوفين على خلفية "حراك الريف"، إلى 176 شخصاً، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، قبل أسبوعين. 

وتعيش مدينة الحسيمة ومدن الريف وقراه على وقع احتجاجات للشهر الثامن على التوالي بعد مقتل بائع السمك محسن فكري، فيما فشلت الاعتقالات والمحاكمات ووعود المشاريع الاقتصادية في تهدئة الأوضاع.


                              
                              
                              
                              
التعليقات (0)