صحافة دولية

فايننشال تايمز: هذه دلالات زيارة رئيس وزراء الهند لإسرائيل

فايننشال تايمز: زيارة مودي لإسرائيل تعكس تعمق العلاقة بين البلدين- أ ف ب
فايننشال تايمز: زيارة مودي لإسرائيل تعكس تعمق العلاقة بين البلدين- أ ف ب
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لكل من كيران ستيسي في نيودلهي وجون ريد في القدس، يقولان فيه إن قيادات الصهيونية أقنعوا ألبرت آينشتاين عام 1947، ليكتب رسالة لجواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال عن بريطانيا، يطلبون فيها منه دعم إنشاء دولة إسرائيل، لكن نهرو رفض، قائلا إن "فلسطين هي في الأساس بلد عربي، ويجب أن تبقى كذلك".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد 70 عاما من تلك الواقعة، فإن ناريندا مودي يقوم بالتخلي عن تردد بلاده تجاه إسرائيل، ويصبح أول رئيس وزراء هندي يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل.

ويقول الكاتبان إن زيارة مودي، التي تبدأ يوم الثلاثاء، جاءت لتضع الختم على علاقة تزداد تقاربا، مرتكزة على صفقات سلاح بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى أنها خطوة أخرى من تحول أكبر ديمقراطية في العالم من حلفاء الحرب الباردة السوفيتية نحو أمريكا والغرب.

وتنقل الصحيفة عن زميل مؤسسة "أوبزيرفر ريسيرتش" في نيودلهي أشوق مالك، قوله: "هذه لحظة تاريخية.. إنها جزء من تحديث الهند على المستويين الاقتصادي والسياسة الخارجية". 

ويكشف التقرير عن أن مودي سيناقش مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الزيارة، التي ستستمر ثلاثة أيام، التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى الحديث لتجمع مؤلف من 4 آلاف شخص من أصول هندية في تل أبيب.

ويلفت الكاتبان إلى أن مودي لا ينوي زيارة رام الله لمقابلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مستدركا بأنه رغم أن مودي استقبل عباس الشهر الماضي في دلهي، إلا أن هذه الزيارة ستكون منصبة على العلاقات الدفاعية والتكنولوجية والتجارية المتنامية مع الدولة اليهودية.

وتورد الصحيفة نقلا عن الأستاذ المتخصص في دراسات الشرق الأوسط في جامعة نهرو، بي آر قمرأسوامي، قوله: "يقوم مودي بتقريب العلاقات، فلم تعد علاقات الهند بإسرائيل مجرد وجه من أوجه سياستها تجاه الفلسطينيين".

وينوه التقرير إلى أن قادة الهند كانوا تقليديا يترددون في دعم إسرائيل؛ بسبب المخاطرة في إغضاب 14% من سكان الهند المسلمين، مستدركا بأن هذه الزيارة تعد آخر مرحلة على طريق التقارب الذي سعى إليه البلدان لعقود، كل منهما لأسبابها الخاصة بها.

ويبين الكاتبان أن إسرائيل تعد بالنسبة لرئيس الوزراء الهندي مصدرا مهما للأسلحة والتكنولوجيا الزراعية، في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من مؤيديه بأن الهند والدولة اليهودية تخضعان لتهديد الدول المحيطة ذات الأغلبية المسلمة.

وتذكر الصحيفة أن نتنياهو يعد الهند أساسية في تحول إسرائيل عن شركائها التجاريين التقليديين في أوروبا، التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي، الذي دام 50 عاما للأراضي الفلسطينية، التي من المفترض أن تقام عليها دولة فلسطينية، والتوجه نحو آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

وبحسب التقرير، فإن الهند أصبحت الآن أكبر وجهة للأسلحة الإسرائيلية، حيث بلغت الصادرات حوالي 599 مليون دولار العام الماضي، بحسب معهد دراسات السلام الدولي في ستوكهولم، حيث تعد إسرائيل ثالث مصدر للأسلحة للهند، بعد روسيا وأمريكا.

ويفيد الكاتبان بأن مجموعة الصناعات الجوية الإسرائيلية، التي تملكها الدولة، وقعت في نيسان/ أبريل صفقة بملياري دولار، وهي الصفقة الأكبر في تاريخ إسرائيل، لإمداد الهند بنظام دفاع جوي صاروخي، مشيرين إلى أن الهند استخدمت في السنوات الأخيرة تكنولوجيا إسرائيلية لإدارة مورادها المائية، من أنظمة التنقيط الزراعية في ولايات، مثل الغجرات، إلى محطة تحلية مقترحة في تشيناي.

وتنقل الصحيفة عن السفير الإسرائيلي في الهند دانيال كارمون، قوله: "لا نحضر المعدات أو الاستثمارات المالية، لكننا نحضر التكنولوجيا"، مستدركة بأنه رغم أن الزيارة تعد إعلانا عن تطبيع كامل في العلاقات بين البلدين، إلا أن البلدين كانا في حالة تعاون حميم منذ أيامهما الأولى، كونهما بلدان مستقلان.

ويشير التقرير إلى أن إسرائيل وفرت أسلحة عام 1962 للقوات الهندية، التي كانت تقاتل الصين، بالإضافة إلى أن إسرائيل قدمت الأسلحة للهند عام 1971، عندما كانت في حرب مع باكستان، التي نتج عنها إنشاء بنغلاديش.

ويستدرك الكاتبان بأنه لم تقم علاقات دبلوماسية بين البلدين إلا في كانون الثاني/ يناير 1992، بعد عامين ونيف من سقوط جدار برلين، لافتين إلى أنه كان هناك منعطف مهم في هذه العلاقة بعد سبع سنوات، عندما كانت إسرائيل إحدى الدول القليلة التي قدمت المساعدة للهند في نزاع كارجيل مع باكستان، حيث أمدتها بالصواريخ الموجهة بالليزر وطائرات تجسس دون طيار. 

وتقول الصحيفة إنه لا يزال هناك توتر؛ يعود لتصويت الهند ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، مستدركة بأن انتخاب مودي وحزبه الهندوسي القومي بهاراتيا جانتا عام 2014، ساعد في تسريع تحسين العلاقات.

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول قمرأسوامي: "قبل هذا الوقت كانت الهند مترددة في إظهار علاقتها مع إسرائيل، ما يشبه الصديقة التي لم يصل الشاب إلى الاستعداد لاستضافتها في البيت لمقابلة والديه، لكن حزب (بي جي بي) كان دائما يحب إسرائيل، وهناك قطاع من الشعب معاد للمسلمين، ويشعرون بأن إسرائيل معادية للمسلمين".
التعليقات (0)

خبر عاجل