مقالات مختارة

ترامب خطر ماثل على سوريا

جهاد الخازن
1300x600
1300x600
البيت الأبيض قال إن النظام السوري يعدّ لهجوم آخر بالأسلحة الكيماوية، ما يعني أنه «قتل جماعي» للمدنيين، بمَن فيهم أطفال أبرياء. البيت الأبيض هدّد النظام بأنه «سيدفع ثمنا غاليا» إذا قام بهجوم كيماوي آخر. وزير الدفاع جيمس ماتيس قال في وقت لاحق إن التهديد الأمريكي جعل سوريا تمتنع عن استعمال السلاح الكيماوي.

هل يعد دونالد ترامب لغزو عسكري في سوريا، كما فعل جورج بوش الابن في العراق؟ كانت أسباب بوش كاذبة ألف في المئة فلا علاقة لعراق صدام حسين بإرهاب 11/9/2001 في الولايات المتحدة، ولا علاقة له إطلاقا بـ «القاعدة». لو هاجم دونالد ترامب سوريا كما فعل بوش الابن في العراق، فأسبابه ستكون من مستوى كذب الرئيس السابق.

الولايات المتحدة أطلقت في نيسان (أبريل) الماضي 49 صاروخا على قاعدة عسكرية سورية، والاستخبارات الأمريكية لا تقدم دليلا على هجمات الغاز، وهي قبل أيام أسقطت طائرة حربية سورية. لكن الأمم المتحدة أكدت قبل يومين أن النظام استعمل غاز السارين في هجومه على خان شيخون.
إذا كانت إدارة ترامب تريد حربا، فهذه لن تكون ضد النظام السوري وحده وإنما ضد روسيا وإيران وحلفائهما أيضا.

ترامب في عالم آخر. فهو ما زال ينكر علاقة روسيا به أو بانتخابات الرئاسة الأمريكية. هناك معلومات موثقة عن تأييد روسيا ترامب في الانتخابات، إلى درجة أن مجلس الشيوخ زاد العقوبات على روسيا قبل أيام بغالبية 97 صوتا ضد اثنين، ما يعني أن الأعضاء الجمهوريين انضموا إلى الديموقراطيين في الوقوف ضد الرئيس الجمهوري.

الرئيس ترامب عنده وزير للخارجية هو ريكس تيلرسون الذي كان رئيس شركة «أكسون موبيل»، ويعرف الشرق الأوسط وروسيا معرفة وثيقة مباشرة. الرئيس ترامب اختاره وزيرا، ثم قرر أن يكلف جاريد كوشنر، زوج ابنته وهذا أصلا يعمل في العقار، مهمة الوساطة في الشرق الأوسط لحل المشكلة بين الفلسطينيين وحكومة النازيين الجدد في إسرائيل.

الولايات المتحدة أقوى دولة اقتصاديا وعسكريا في العالم كله، وترامب يضعفها بسياسته الخرقاء. في أقل من ستة أشهر له في البيت الأبيض، كذب عن علاقته بروسيا ولا يزال، وزاد انغماس بلاده في قضايا الشرق الأوسط، وهدد كوريا الشمالية، ويريد مواجهة مع إيران ولكن لا يعرف كيف يبدؤها، وأغدق المال على وزارة الدفاع لتشتري أسلحة، ووضع بديلا لمشروع الرعاية الصحية الذي أطلقه باراك أوباما، ما يعني حرمان 20 مليون أمريكي من أي ضمانات صحية.

في كل ما سبق، لا يهمني من سياسة ترامب سوى الموقف إزاء سوريا. أنا مواطن من عرب الشمال والسوريون أهلي مثل الناس من لبنان والأردن وفلسطين، وربما زدت هنا مصر. لا أتحدث عن النظام السوري وعن بقائه أو رحيله، وإنما أتحدث عن شعب سوريا الذي لم تبقَ مصيبة إلا وأصابته، والآن يأتي ترامب ليزيد حجم المأساة.

هل تتحول سوريا إلى ساحة قتال بين الولايات المتحدة وبعض المعارضة من جهة، والنظام السوري وحلفائه من جهة أخرى؟ ما كنت لأسأل هذا السؤال لو أن في البيت الأبيض هيلاري كلينتون أو أي سياسي أمريكي آخر نعرف سجله في العمل.

ترامب «حاجة تانية» وهو قادر على أن يفاجئنا جميعا، وهذا يعني أن يفاجئ تيلرسون ووزير الدفاع ماتيس معنا، بقرارات لا يمكن الدفاع عنها، ناهيك عن تنفيذها.

عرضت الوضع كما هو، ولا أريد شيئا غير خروج أهلنا في سوريا من محنة لم نتوقعها أبدا.

الحياة اللندنية
1
التعليقات (1)
عربي بلا هوية
السبت، 01-07-2017 10:05 ص
مقال غير مستغرب من جهاد الخازن صبي الدكتاتويات العربية. انه يرى الاجرام الامريكي ولا يرى الاجرام الروسي الذي يفوقه مئات المرات. خسئتم يا اعداء الشعوب