سياسة عربية

واشنطن بوست: لهذه الأسباب سيفشل محمد بن سلمان

الأمير محمد بن سلمان.. مغامراته تجعله موضع شك كحليف للأمريكان- أرشفية
الأمير محمد بن سلمان.. مغامراته تجعله موضع شك كحليف للأمريكان- أرشفية
استعرضت افتتاحية جريدة "واشنطن بوست" الصادرة الاثنين التطورات الأخيرة في السعودية واعتلاء الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في المملكة، لتخلص إلى جملة من الأسباب قالت إنها "تدفع إلى التشكيك في قدرات الرجل" على القيام بمهام المنصب الذي تولاه.

وبحسب الافتتاحية التي ترجمتها "عربي21" بالكامل فإن "ثمة أسباب تدفع نحو الشك في ولي العهد الجديد في المملكة العربية السعودية رغم مفاتنه، ورغم أنه ظل يعمل دون كلل ولا ملل من أجل كسب الأصدقاء والتأثير على الناس في واشنطن"، في إشارة إلى الاتفاقات التي أبرمها مع الرئيس دونالد ترامب في زيارته الأخيرة إلى الرياض من أجل إرضائه وكسب وده ورضا إدارته.

وفي ما يأتي النص الكامل لافتتاحية "واشنطن بوست" اليوم الاثنين 26-06-2017: 

ثمة سبب يدفع نحو الشك في ولي العهد الجديد في المملكة العربية السعودية رغم مفاتنه. 
ما فتئ محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاما، والذي أعلن في الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية عن تنصيبه وليا للعهد، يعمل بلا كلل أو ملل لكسب الأصدقاء والتأثير على الناس في واشنطن. وقد حظي بالكثير من المعجبين، بما في ذلك داخل البيت الأبيض في عهد ترامب، بسبب حديثه عن خطط للإصلاح وتحديث الاقتصاد السعودي، وتخفيف القيود والضوابط الاجتماعية المحلية – ولا يقل عن ذلك أهمية التعهد بشراء أسلحة من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات. 

ولكن، وبينما يستعد الأمير ابن سلمان لخلافة والده الملك سلمان، الذي يبلغ من العمر واحدا وثمانين عاما، تتنامى الأسباب التي تدفع نحو التشكيك في قدراته. فإصلاحاته الاقتصادية الموجهة نحو السوق تراوح مكانها بينما تثبت مبادراته الشرسة في العلاقات الخارجية فشلها الذريع ويتضح أنها تلحق أضرارا جسيمة بمصالح الولايات المتحدة. 

وبوصفه وزيرا للدفاع، يرتبط الأمير ابن سلمان بشكل وثيق بالتدخل العسكري السعودي في اليمن، وهو التدخل الذي بدأ بعد وقت قصير من اعتلاء والده العرش في يناير/ كانون الثاني من عام 2015، وأثبت بكل المقاييس أنه حملة عسكرية فاشلة، لم تحقق الهدف المعلن منها، ألا وهو إخراج المتمردين الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء. بل لقد تسببت الحملة حتى الآن في وقوع أعداد كبيرة من الضحايا جراء القصف الجوي للأهداف المدنية. ولقد اتهمت منظمات حقوق الإنسان، السعودية وحلفاءها، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، بارتكاب جرائم حرب. 

والأسوأ من ذلك أن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ساهم في إيجاد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود، حتى بات ما يقرب من سبعة عشر مليون يمني يواجهون خطر المجاعة، بينما انتشر وباء الكوليرا ليصيب حتى الآن ما يزيد على مائتي ألف إنسان منذ شهر إبريل/ نيسان، بحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة. وتؤكد هذه التقارير أن طفلاً يمنيا واحدا في المعدل يموت كل عشر دقائق في اليمن بسبب سوء التغذية والإسهال وغير ذلك من الأمراض التي يمكن تفاديها. 

وعلى الرغم من أنه بات واضحا منذ فترة طويلة أن الحرب يتعذر كسبها إلا أن القيادة السعودية ما زالت تصر على مواقفها. ولقد نجحت في إقناع إدارة ترامب بتجديد الدعم لها، بما في ذلك تزويدها بالقنابل التي كانت إدارة أوباما قد أوقفت تصديرها إليها. يقول السعوديون إن أعداءهم الحوثيين ما هم سوى وكلاء عن إيران، إلا أن كثيرا من الخبراء يعتقدون بأن ثمة مبالغة في تشخيص هذه القضية. وفي هذه الأثناء تعمل حرب اليمن على صرف النظر عن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي لم تلبث دول الخليج أن قلصت الموارد المخصصة للإنفاق عليها. 

ثم جاء الحصار الذي تفرضه على دولة قطر أربعة بلدان عربية سنية بمبادرة أخرى تتزعمها المملكة العربية السعودية منذ الخامس من يونيو/ حزيران. وقال القادة السعوديون إن الهدف من ذلك هو وضع حد للدعم القطري للإرهاب – وهو زعم وإن كان مشكوكا في صحته إلا أنه فاز بدعم الرئيس ترامب. ومع ذلك لم يتقدم المحاصرون لقطر إلا يوم الجمعة الماضي بمطالبهم، وذلك بعد أن نالهم نقد وجهته إليهم على الملأ وزارة الخارجية الأمريكية. وتتضمن القائمة عددا من المطالب التي لا تمت بصلة إلى الإرهاب، منها على سبيل المثال أن تغلق قطر شبكة الجزيرة التلفزيونية، والتي تعتبر بلا منازع القناة الإخبارية الأكثر شعبية في العالم العربي، والتي توفر منصة إعلامية لمنتقدي الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة. وطالب السعوديون بالإضافة إلى ذلك بإغلاق قاعدة عسكرية في قطر تديرها تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو. 

وتوجد في قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وهي التي تنطلق منها العمليات الموجهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من التصريحات التي أصدرها السيد ترامب وعبر فيها عن دعمه للإجراءات السعودية، إلا أن الحصار المفروض على قطر بات يهدد المصالح الأمريكية، ومثله في ذلك مثل الحرب على اليمن، وهو ما ينبغي أن يدفع نحو الحذر من تبني ودعم ولي العهد السعودي الجديد، الذي وإن كان يبدو فاتنا، فإن مغامراته تجعله موضع شك كحليف. 
التعليقات (4)
الدسوقي
الأربعاء، 28-06-2017 06:45 م
ها قد تحقق الوعيد النبوي الرهيب ، الذي أطلقه سيد الخلق و حبيب الحق صلوات الله تعالى و سلامه عليه و على ‏آله حينما قال قبل أكثر من أربعة عشر قرنا : ( ويل للعرب من شر قد اقترب . . ) . فهاهم عرب اليوم قد انقلبوا على أعقابهم - إن لم نقل ارتدوا و العياذ بالله و باعوا دينهم بدنيا أسيادهم في تل أبيب و واشنطن و لندن - فخسروا الدنيا و الآخرة ؛ و ذلك هو الخسران المبين .
محمود بشاري الكعبي
الثلاثاء، 27-06-2017 02:10 ص
هل العالم ينتظر ان الدول العربية تصبح محافظات الولاية الفقيه الفارسيه مثل دولة الاحوازية الذي احتلت من قبل بلاد فارس سنة 1925 واصبح شعب بتعداده الثناعشر مليون نسمة محرم عليه ابسط حقوقه كإنسان عربي. لما لا احد يتحدث عن مشروع الخميني لتصدير ثورته الارهابية؟
صالح
الإثنين، 26-06-2017 10:13 م
كنا في مرحله الامير المدلل دلوعه بابا و سنصبح فيما يبدو بمرحله الملك المدلل دلوعه ماما
همام الصعيدى
الإثنين، 26-06-2017 02:01 م
اللي في سنه في المملكة القروديه بيركب عربيه فيراري عشان يلعب بيها من المغرب للفجر و بعدين يروح يتخمد لتاني يوم. طبيعي لازم ياكلوا زفت ف اليمن لما يجيبوا واحد عيل أهبل زي دا و يخلوه وزير دفاع.