صحافة دولية

الغارديان: كيف تحول حريق "غرنفيل تاور" لإعصار كاترينا ماي؟

الغارديان: فشلت ماي في الامتحان الصعب للكارثة، وهو الامتحان الأصعب- أ ف ب
الغارديان: فشلت ماي في الامتحان الصعب للكارثة، وهو الامتحان الأصعب- أ ف ب
خصصت صحيفة "الغارديان" افتتاحيتها، للتعليق على الحريق الهائل الذي اندلع في عمارة سكنية عالية في لندن، قائلة إن القيادة تحتاج إلى شجاعة وخيال والتعاطف. 

وتقول الافتتاحية: "خلال يومين طويلين، منذ أن بدأت النيران تلتهم الكسوة الجديدة لبرج غرنفيل السكني، فشلت رئيسة الوزراء بأن تبرز هذه الصفات، وظلت يوم الأربعاء صامتة، ولم تقل شيئا حتى الساعة السادسة والنصف مساء، وفي صباح يوم الخميس خرجت وزارت موقع الكارثة، حيث فعلت الشيء الصحيح، وحيّت خدمات الطوارئ على جهودها المتواصلة دون كلل، لكنها لم تتحدث مع الناجين المحطمين، ولا مع العاملين المخلصين، أو المتطوعين الذين تدفقوا للمنطقة للمساعدة بكل تعاطف، وبعدها بأقل من ساعة وصل جيرمي كوربين، واستمع للناس وقام باحتضانهم، وقال لهم إنه سيتحدث باسمهم، وكان بإمكان تيريزا ماي أن تفعل هذه الأشياء كلها وتقولها، لكن هذا لم يحصل".

وتضيف الصحيفة: "بدا هذا الحريق، الذي وصل عدد ضحاياه إلى 17 شخصا، كأنه إعصار كاترينا بريطانيا، وكأن ماي جورج بوش الابن، غير مواكبة، وتفتقر إلى الفصاحة، وغير مدركة، زعيمة فشلت في الامتحان الصعب للكارثة، وهو الامتحان الأصعب".

وتجد الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "برج غرنفيل، مثل إعصار كاترينا، أثبت أنه أكثر من امتحان للقيادة، إنه يفضح، مثل كاترينا، سلسلة رهيبة من التدخلات الإنسانية غير المحسوبة، بل الكارثية، على مدى الست أو السبع سنوات الماضية، من حكومة تبدو كل يوم أبعد عن هموم المواطن العادي: الطريقة التي تم فيها تجاهل مخاوف السكان، والقرارات المتعمدة للوزراء لتأخير تحديث القوانين التي تحكم أنظمة الحماية من الحريق، والخطط التي ظهرت حول الخروج من معايير البناء الأوروبية، بصفتها فائدة إضافية للخروج من الاتحاد الأوروبي، والأسوأ من ذلك كله، والأقرب لعدم وجود دفاعات كافية ضد الفيضان في قضية كاترينا، هو توصيات القاضي الذي حقق في وفاة ستة أشخاص في حريق بناية (لاكانال هاوس) في جنوب لندن عام 2009، التي يستغرب المرء لدى قراءتها لماذا لم تطبق في أنحاء البلاد كلها، خاصة التوصية القاضية بتحديث أنظمة كبت الحرائق في البنايات القديمة، فهذه التوصية الحيوية أوصلها وزير شؤون المجتمعات إريك بيكليز، إلى المجالس المحلية على شكل نصيحة، وليس غريبا أن تكون المجالس البلدية، التي تفتقر إلى التمويل، اختصرت الطريق على نفسها، حيث حسنّت نظم الحماية من الحريق فقط في السكن الأكثر عرضة للخطر".

وتبين الصحيفة أنه "بعد سكوت بدا طويلا، فإن الآلة الحكومية بدأت في العمل مع ظهر يوم الخميس، إلا أنه لم يكن هناك تصريح أمام مجلس العموم، لكن مجرد (إحاطة)، في إحدى غرف الاجتماعات، التي عندما سمح للكاميرات بالتصوير في منتصف اليوم، تبين أن الإحاطة يقدمها وزيران برتب متوسطة، هما نك هيرد من وزارة الداخلية، ووزير الاسكان ألوك شارما، ما أثار تساؤلات، من بين أمور أخرى، حول الحاضر دائما كوربين، وتم الوعد بأن يتم إعادة إسكان الجميع في المنطقة ذاتها، ويعود أطفال المدارس إلى مدارسهم، وكانت إحدى مصائب عاصفة كاترينا هي الهجرة الكبيرة، وتعطل دراسة الأطفال، وتم الوعد بالقيام بالتحقيق بموجب قانون عام 2005، حيث يملك التحقيق سلطة الاطلاع على الوثائق واستدعاء الأشخاص، وهذا تحرك مهم، ومهم أيضا مراقبة تطبيقه عن كثب، خاصة ألا يستخدم الوزراء سلطتهم على التحقيق للتقليل من حياديته، بالإضافة إلى أن هناك أمرا واجبا آخر، وهو توفير الدعم القانوني لعائلات الضحايا وللناجين؛ ليكونوا على المستوى ذاته مع المسؤولين عن التحقيقات في وفاة الضحايا، والتحقيق في الحريق، وهذا يجب ضمانه مباشرة". 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول: "هذه هي البداية فقط لما هو ضروري للناجين من برج غرنفيل، لكن قد يكون هذا هو القليل جدا، والمتأخر جدا من رئيسة وزراء هبطت شعبيتها إلى الحضيض، وحكومتها في أزمة، وسلطتها في حالة استنزاف".
التعليقات (0)