سياسة عربية

مصر: صفحة جديدة مع السودان.. الخرطوم: اتهامنا لكم قائم

وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور زار القاهرة السبت والتقى نظيره المصري- أرشيفية
وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور زار القاهرة السبت والتقى نظيره المصري- أرشيفية
في ظل تهدئة إعلامية ملحوظة بمصر، واحتفاء بزيارة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، إلى القاهرة، السبت، أشادت الصحف المصرية، الأحد، بالنتائج التي تمخضت عنها الزيارة، واعتبرت أنها تفتح صفحة جديدة مع السودان.

وعلى درب الإعلام سار البرلمان المصري، وقال وكيل لجنة الثقافة والإعلام في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، جلال عوارة: "إن زيارة وزير الخارجية السوداني لمصر محاولة لرأب الصدع الذي أصاب علاقات البلدين في الفترة الماضية".

وفي المقابل، قال الوزير السوداني إن "قضية الاتهامات التي أثيرت مؤخرا لم نتراجع عنها، ووضعتُ معلومات يجب أن تدرسها الأجهزة الأمنية، والاتهامات كانت مستندة لمعلومات، وليست جزافا"، وفق قوله.

وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية التي وجه السيسي بعقدها يمكن أن تحل تلك الإشكاليات، مضيفا: "ناقشنا أن نبني على صفحة جديدة نفتحها بين البلدين، والتنسيق الثنائي والإقليمي"، بحسب وصفه.

مؤتمر صحفي مشترك


ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع غندور، السبت، إنه تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين، وعقد مشاورات سياسية ثنائية كل شهر، مؤكدا احترام مصر الكامل لسيادة السودان واستقراره.

وأضاف شكري أن الحوار كان به مكاشفة كاملة متسمة بالصراحة والإخاء، وأنه تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين القاهرة والخرطوم، وأن تكون هناك مشاورات سياسية مستمرة بشكل دوري تعقد كل شهر بين الجانبين.

ومن جانبه، أكد الوزير السوداني أن العلاقات بين مصر والسودان مقدسة.

وقال: "التقيت في اجتماع مغلق مع الوزير سامح شكري، وتحدثنا فيه بصراحة وشفافية، والتقيت الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسلمته رسالة من الرئيس عمر البشير لتقوية العلاقات، وحملت له بعض الانشغالات السودانية، والسيسي كان صريحا وشفافا كالعادة".

وأشار غندور إلى أن السيسي والرئيس السوداني التقيا 18 مرة على مدار الفترة الماضية، وهو لم يحدث بين أي رئيسين في العالم، ما يؤكد قوة العلاقات بين البلدين، وعلينا أن ندعم كل هذا الجهد، وفق قوله.

وحول أزمات التأشيرات للمصريين الراغبين في زيارة السودان، قال: "كان الأشقاء في مصر يدخلون بدون تأشيرات، وفرضنا التأشيرات ليس للتضييق على المصريين، وإنما لحماية أمن البلدين، بعد حديث الإعلام المصري عن إرهابيين، وسنعمل على تذليل أي عقبات".

وشدَّد غندور على أن القرارات الخاصة بالمنتجات الزراعية أمر فني، وجاءت في وقت خطأ، به شد وجذب بين الجانبين، ولكن سيتم مراعاة الأمر بناء على معلومات فنية، على حد قوله.

وأشار إلى أن المخاوف السودانية تتعلق بالوضع في منطقة دارفور في غرب السودان حيث تدور حرب مع متمردين هناك.



الإعلام المصري: "صفحة جديدة"

والأمر هكذا، احتفى الإعلام المصري، الأحد، بالزيارة. وأشارت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية إلى تأكيد السيسي، خلال استقباله وزير خارجية السودان، علي خصوصية العلاقات بين مصر والسودان.

وصدرت صحيفة "الأهرام" بمانشيت يقول: "الرئيس يؤكد خصوصية العلاقات بين مصر والسودان.. شكري: مصر لا يمكن أن تشارك في عمل يضر بالخرطوم .. غندور: علاقتنا بمصر مقدسة.. ولا تصعيد من جانبنا ".

وفي التفاصيل قالت الصحيفة إن السيسي أكد، خلال استقباله وزير الخارجية السوداني، خصوصية العلاقات بين مصر والسودان، والروابط التاريخية الممتدة بين الشعبين، وضرورة مواصلة العمل على تعزيز التعاون بين البلدين.

ومن جهتها، صدرت "المصري اليوم" بعنوان يقول "صفحة جديدة مع السودان بعد لقاء "تجاوز الأزمات".
فيما قالت صحيفة "الشروق": "بعد مباحثات بين وزيري الخارجية المصري والسوداني.. القاهرة تغلق صفحة من التوتر مع الخرطوم".

وقالت صحيفة "البوابة": "بعد لقاء شكري وغندور.. مصر والسودان حبايب.. مشاورات سياسية شهرية بين البلدين.. على الإعلاميين أن يكونوا جنود خير لدعم العلاقات الثنائية.. حظر استيراد بعض المنتجات الزراعية مسألة فنية".

بينما قال موقع "انفراد": "أبناء النيل يلتقون لنزع فتيل الأزمة.. وزير خارجية السودان يدعو لفتح صفحة جديدة مع مصر وعودة برلمان "وادى النيل".. الغندور: حظر المنتجات المصرية اتخذ في وقت خاطئ.. وشكري: سياستنا احترام سيادة واستقرار السودان".

وأشارت صحيفة "الدستور" إلى أن "هناك تسع فوائد لعودة العلاقات مع الخرطوم بعد استقبال السيسي للغندور".

ورأت الصحيفة أنه "يبدو أن العلاقات المصرية السودانية سوف تشهد انفراجة كبيرة خلال الفترة القليلة القادمة، لبدء صفحة جديدة من العلاقة بين الشقيقين، عقب الزيارة الناحجة لوزير الخارجية السوداني في مصر، التي كانت قد تأجلت في اللحظات الأخيرة ليسلم الرئيس السيسي رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير".

خلافات سابقة


وكان البشير قال في أيار/ مايو الماضي إن الجيش السوداني استولى على مركبات مدرعة مصرية من المتمردين في دارفور، لكن السيسي نفى وجود أي دعم عسكري مصري للمتمردين مشددا على أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا تتآمر عليها.

وخلال الشهور القليلة الماضية، دبت الخلافات بين مصر والسودان بشأن عدد من القضايا بدءا من مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين، وانتهاء بقيود تجارية وشروط خاصة بسفر المصريين إلى السودان، مما هدد العلاقات التجارية بين البلدين.

التعليقات (0)