صحافة إسرائيلية

وزير إسرائيلي: زعماء عرب بحاجة لإسرائيل لضمان بقائهم

التعاون العسكري والاستخباري بين مصر وإسرائيل لم يسبق له أن كان وثيقا بالقدر الحالي - ا ف ب
التعاون العسكري والاستخباري بين مصر وإسرائيل لم يسبق له أن كان وثيقا بالقدر الحالي - ا ف ب
استعرض وزير حرب إسرائيلي أسبق، الزعماء العرب "البراغماتيين" الذين يمكن لهم أن يكونوا جزءا من "التحالف ضد الإرهاب" الذي سيضم "إسرائيل" كحليف استراتيجي تعمل على حمايتهم من السقوط.

حليف محتمل 

وتساءل وزير الحرب والخارجية الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنس: "من هم الزعماء العرب البراغماتيين، الذين تم تعليق الآمال الكبيرة عليهم مؤخرا، بتشكيل جبهة موحدة ويساعدوا على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟".

وأشار آرنس في مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، إلى أن أحد العلامات التي يمكنك التعرف عليها، هي "ظهور صفة الاعتدال التي طرأت على عدائهم لإسرائيل"، معتبرا أن "الحديث يدور عن ديكتاتوريين قلقين من الخطر الذي يحدق بهم بسبب تأثير إيران المتزايد والإرهاب الذي تدعمه"، بحسب قوله.

ورأى الوزير الإسرائيلي، أن "خطر البقاء، يزيد من صفاء الذهن، وعلى ما يبدو أن الصراع الفلسطيني أصبح بالنسبة لهم ثانويا، مقابل سعيهم لضمان بقائهم"، معتبرا أن "إسرائيل هي حليف محتمل؛ وذلك لأن لها خبرة في محاربة الإرهاب وتتعرض للتهديد الإيراني".

وأضاف: "زعماء مصر والأردن والسعودية ودول الخليج، يشعرون بهذا التهديد"، لافتا إلى أن عبد الفتاح السيسي، "يدير صراعا يوميا ضد الذين يريدون ضعضعة حكمه، فهو ليس فقط مستعدا للحصول على مساعدة إسرائيل، بل هو بحاجة إلى مساعدتها".

وأكد آرنس، أن "التعاون العسكري والاستخباري بين مصر وإسرائيل لم يسبق له أن كان وثيقا بهذا القدر، فهو أهم - بحسب رأي السيسي - من الضريبة الكلامية التي يدفعها من أجل الفلسطينيين".

أما عبد الله الثاني، ملك الأردن، فهو "يواجه خطرا مشابها، ومتحمس للتعاون مع إسرائيل في مواجهة هذا التهديد، مع إصدار تصريحات التأييد للفلسطينيين"، بحسب الوزير الذي أوضح أن "زعماء السعودية يخشون من حصول إيران على السلاح النووي، وهم قلقون من ثورة الحوثيين في اليمن، ويعتبرون أن إسرائيل يمكن أن تكون حليفا محتملا لهم".

خطر وجودي

ورأى أنه في حال "وجود خطر وجودي، فإنه يصبح أهم من تأييد الفلسطينيين"، متسائلا: "هل يحولهم هذا إلى زعماء براغماتيين أم زعماء أكثر اعتدالا؟ الجواب هو لا؛ فهم ببساطة يعطون الأولوية لمصالحهم الآنية، ولبقائهم".

وحول كيفية اندماج الفلسطينيين في الشرق الأوسط المتغير، أوضح الوزير الإسرائيلي، أنه في "تم حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، سيكون الأمر أكثر سهولة على الجميع، لكننا بحاجة إلى وقت طويل لحدوث ذلك".

وعن دور القادة الفلسطينيين "البراغماتيين" في حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، استبعد حدوث ذلك، لأنهم "يؤيدون موقف ترامب، الذي يعتبر أن حماس منظمة إرهابية".

وأكد أن "الطلب من الفلسطينيين نبذ الإرهابيين (الأسرى والشهداء) الذين يعملون في أوساطهم يشبه طلب التخلص من أنفسهم، فهل يمكن اعتبارهم حلفاء في الصراع ضد الإرهاب، في الوقت الذي ينظرون فيه للإرهابيين على أنهم أبطال ويقومون بمكافأة عائلاتهم؟".

وهناك فلسطينيون، مثل رئيس السلطة محمود عباس، "فهم منذ زمن أن هذا أضر بالنضال الفلسطيني، وأن الانتفاضة الثانية التي قتل فيها أكثر من ألف إسرائيلي، هي التي أدت إلى وجود السيطرة الإسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية".

واعتبر آرنس، أن "التنديد بالإرهاب يجب أن يكون جزءا من التعليم الذي يحصل عليه الشباب الفلسطيني، وعباس لم ينجح في تحقيق هذا الهدف، ويبدو أنه غير قادر على أن يكون شريكا في الحرب ضد الإرهاب، كما من الصعب القول إن الزعماء العرب "البراغماتيين" يمكنهم تجنيده في التحالف ضد الإرهاب".
التعليقات (0)