ملفات وتقارير

الأسرى الفلسطينيون يدخلون رمضان مضربين.. كيف يصومون؟

الأسرى يدخلون شهر رمضان مضربين لليوم الـ40 على التوالي- عربي21
الأسرى يدخلون شهر رمضان مضربين لليوم الـ40 على التوالي- عربي21
مع دخول إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يومه الأربعين، يتساءل الكثيرون كيف يمكن لهؤلاء صيام شهر رمضان المبارك الذي يحل ضيفا غدا السبت، خاصة وقد فقدوا الكثير من الوزن، وأضحت أجسادهم نحيلة مثقلة لا تقوى على الحراك بفعل استمرار الإضراب، وتعنت الاحتلال في الاستجابة لمطالبهم؟

وأعلن الأسرى في سجون الاحتلال الصيام مبكرا؛ رفضا لسياسة التضييق التي تمارسها مصلحة السجون بحقهم، ولن يغير قدوم شهر رمضان شيئا من واقع حالهم، فهم ممسكون فعليا منذ أربعين يوما على التوالي، إلا عن الماء وبعض الملح.

يهدد حياتهم

المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن أبو الرب قال إن القيود التي يفرضها الاحتلال على كافة الأسرى في السجون سواء المضربين أو غيرهم، تؤدي إلى حرمانهم من أداء شعائرهم، كما تعمد مصحة سجون الاحتلال إلى تقديم وجبات رديئة عند الإفطار بهدف التنغيص على الأسرى.

وأشار أبو الرب في حديث لـ"عربي21" إلى أنه لا يوجد أجواء خاصة برمضان في سجون الاحتلال فهي أجواء قاتمة تزيد من معاناتهم النفسية كونهم بعيدون عن أهلهم وذويهم.

اقرأ أيضا: الأسرى يدخلون مرحلة "حرجة" و الاحتلال يناقش التغذية القسرية

وعن كيفية صيام الأسرى المضربين قال: "رغم إضراب الأسرى المستمر فإن الامتناع عن شرب الماء لفترات طويلة كساعات الصيام مثلا، قد يهدد حياتهم فعليا خاصة مع معاناتهم من مضاعفات الإضراب".

وأضاف: "الأسير المضرب عن الطعام ربما تسقط عنه شعيرة الصوم"، متسائلا: "إذا كان الأسير سيصوم نهار رمضان فعلى ماذا سيفطر؟".

لكن وبالرغم من المحاذير، فإن الأسرى المضربين يعتزمون الصيام، حيث صرح الأسير المضرب عن الطعام ناصر أبو سرور لمحاميه أن الأسرى سوف يبدأون خلال شهر رمضان بالصوم، وذلك بالامتناع عن أخذ الفيتامينات وشرب الماء وأية مدعمات حتى آذان المغرب من كل يوم طيلة شهر رمضان. حسب ما أوردت وكالة "صفا" المحلية.

وأفاد أبو سرور بأن الأسرى يعانون من انخفاض الأملاح وضغط الدم وانخفاض في نبضات القلب وانخفاض في الوزن إلى أكثر من 15 كغم، وجرى نقل العشرات منهم إلى المشافي بسبب تدهور حالتهم الصحية.

الإضراب الأول في رمضان

ويعد هذا الإضراب الأول من نوعه الذي يخوضه الأسرى مع دخول شهر رمضان حسب ما قاله الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى ضرار الحروب، الذي أكد لـ"عربي21" أيضا أن الأسرى خلال اضطراباتهم السابقة كانوا يتجنبون البدء فيها قبيل رمضان، بسبب صعوبة الأوضاع التي قد يعانيها الأسرى من الإضراب والصيام معا.

وأشار إلى أن الإضراب عن الطعام كمعركة مفتوحة مع الاحتلال تمثل معركة كسر إرادات، لافتا إلى أن دخول رمضان مع إضراب الأسرى سيحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية داخل المعتقلات وستغيب معه معالم الشهر الفضيل التي دأب الأسرى على إضفائها رغم قسوة السجون.

اقرأ أيضا: 39 يوما بلا طعام.. الموت يتهدد حياة الأسرى المضربين

وفي تطور لاحق، أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع عن تدهور في الوضع الصحي للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات وللأسيرين عاهد غلمة ومحمد الذين يتقيؤون الدم.

أسرى حرب


وقال قراقع إن الأسرى رفعوا سقف مطالبهم بالاعتراف بهم كأسرى حرب ونقلهم إلى سجون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على ضوء عدم تجاوب إسرائيل مع مطالبهم واستمرارها في التصعيد والقيام بإجراءات تعسفية وقمعية بحقهم.

من جهتها أكدت اللّجنة الإعلامية للإضراب أن بعض المستشفيات الإسرائيلية بدأت بمناقشة عملية تنفيذ التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك بإيعاز من المستوى السياسي وإدارة السجون. 
التعليقات (0)