قضايا وآراء

قضية الدكتور مرسي الرئيس الشرعي المنتخب

إبراهيم يسري
1300x600
1300x600
منذ فترة استدرجت القوي الوطنية الثورية إلى خلاف وشقاق حول وضع الدكتور مرسي، الذي انتخبه الشعب رئيسا للجمهورية عام 2012.

وقد رأيت منذ اندلاع خلافات عميقة ومؤسفة لا أثر لها إلا تفتيت وحدة القوى الثورية بكل توجهاتها، وإضعاف أثر المد الثوري في استعادة الشرعية بالطرق السلمية.

وأدلي برأيي في هذا الموضوع مخاطرة بالاقتراب من عش الدبابير، ورغم ما يَصب ذلك من جام الهجوم والغضب.

وأرجو ألا يزايد عليّ أحد، فأنا أعرف د. مرسي قبل الثورة في الزقازيق، فضلا عن قريتي تجاور قريته في ههيا بالشرقية، ثم قابلته بالقاهرة في مؤتمرات ولقاءات بمقر جماعة الإخوان المسلمين في المنيل، ثم بالاتحادية التي حضرتها مع بعض الفصائل السياسية، وكان فك الله أسره يبقي على هذه الصِّلة بعد انتخابه.

الدكتور مرسي جاء للحكم بناء على انتخابات حرة في ظل إرساء الشرعية، حيث اختاره الشعب رئيسا للجمهورية إلى أن اغتصبت الشرعية وأسر رئيس الجمهورية، ووقف إزاء ذلك موقفا بطوليا فصمم على الحفاظ على الشرعية، وقال بصراحة إنه يفدي الشرعية بحياته.

ورفض كالأسد الهصور التنازل عن الشرعية مقابل الإفراج عنه وإقراره بشرعية نظام 3 تموز/ يوليو. وعلى الرغم مما عاناه من أسر وحرمان من أبسط حقوق الإنسان، رفض خلال محاكماته اختصاص المحاكم العادية بمحاكمته.

ومنذ شهور شبت خلافات عميقة ومتوترة، واتخذ وضع د. مرسي ستارا لها، وأعلى بعض الثوار المخلصين شعار د. مرسي على استعادة الشرعية التي أتت به.

وانقسمت جبهة الثوار وانفرط اصطفافها حول قضية د. مرسي، ودارت مساجلات مؤسفة وعصبية حول موضوع محسوم.

ولنقر جميعا أن هدفنا الأول هو استعادة الشرعية وحكم الشعب بالشعب، وبعد ذلك ننظر في شكلها والمسائل المتفرعة عنها، ومنها وضع د. مرسي والنواحي الدستورية والقانونية، وعلى رأسها رأي الشعب.

فإذا نجح الثوار في استعادة الشرعية يأتي في أولياتها وضع الرئيس وشكلها، فمن حقه تولي الرئاسة في الفترة الانتقالية اللازمة لإعادة بناء الدولة، التي ينبغي فيها الرجوع إلى الشعب لبناء ما تم هدمه، وقد يرشح نفسه رئيسا للجمهورية وسيفوز فيها لتمتعه بتأييد الشعب.

الشرعية هي الأصل، ولا ترتبط بأشخاص أو أوضاع إلا ما يقرره الشعب.

الخلاصة هي أن استعادة الشرعية هي الهدف الأسمى، وينظر بعدها كل المسائل وأولها وضع الرئيس والدستور والقوانين التي صدرت بعد 3 تموز/ يوليو.

الخلاف قبل التحرير على بعض القضايا لا نتيجة له إلا إضعاف قوى الثورة والفشل في استعادة الشرعية، وهذا أمر خطير ومعوق مرفوض.

أيها الثوار اتحدوا من أجل مصر
التعليقات (0)