سياسة عربية

انسحاب قوات "الوفاق الليبي" من الجنوب.. تعرف على الأسباب

قوات حفتر سيطرت على قاعدة تمنهنت دون قتال ما أثار التساؤلات- أ ف ب
قوات حفتر سيطرت على قاعدة تمنهنت دون قتال ما أثار التساؤلات- أ ف ب
تضاربت الأنباء حول أسباب وخلفيات سيطرة القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر على قاعدة "تمنهنت" الجوية في الجنوب الليبي، بعد انسحاب القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الوطني من القاعدة.

وأكد المتحدث باسم اللواء 12 مجحفل، التابع لحفتر، محمد ليفيرس، أن "قواتهم تمكنت من السيطرة على قاعدة تمنهنت بالكامل بعد هجوم كاسح قامت به وحدات "الجيش"، وأن "عناصر القوة الثالثة قاموا بالانسحاب منها باتجاه الجفرة"، بحسب تصريحات صحفية له الخميس.

في السياق ذاته، أعلنت القوة الثالثة عبر الكتيبة 116 مشاة انسحابها سلميا من قاعدة "تمنهنت" الجوية في مدينة سبها جنوب البلاد، فجر الخميس، دون ذكر تفاصيل، ونشرت الكتيبة عبر صفحتها الرسمية صورا للقاعدة الجوية تظهر انسحاب القوة الثالثة منها".

اقرأ أيضا: انقسام قبائل وأحزاب في ليبيا.. من يقف وراء ذلك؟

انسحاب أم هزيمة؟

وجاء انسحاب القوة الثالثة التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، بعد أيام قليلة من سيطرتها على قاعدة "براك الشاطئ" الجوية في الجنوب، التي كانت تسيطر عليها قوات "حفتر"، وهو ما طرح عدة استفسارات من قبيل: هل انسحبت القوة سلميا أم انهزمت عسكريا؟ ومن ساعد "حفتر" في حسم المعركة؟ وفي حال حسم المعركة، هل ستكون أحداث الجنوب هي آخر الاشتباكات بين حفتر وقوات حكومة الوفاق؟

في المقابل، رفض تجمع ساحات الثورة في سبها الجنوبية (مستقل)، انسحاب القوة الثالثة، واصفا إياها بـ"صمام أمان للجنوب"، في ظل وجود "حساسيات متعددة ونزاعات قبلية وخاصة بعد انتشار السلاح، وهو ما يستدعي وجود قوة لضمان الاستقرار وقد نجحت القوة الثالثة في هذه المهمة"، بحسب تصريح صحفي للمتحدث باسم التجمع علي المبروك 

عمل استخباراتي

من جهته، أكد الناشط الحقوقي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي أن "ما حدث في الجنوب هو عمل استخباراتي مع سبق الإصرار والترصد، فالأفراد الموجودون في قاعدة "تمنهنت" كانوا عزّلا، والبوابة كانت مفتوحة، ولم يكن هناك أي رد فعل ضد قوات ما تسمى بالقيادة العامة للجيش".

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "القوة الثالثة انسحبت برغبتها لحقن الدماء، لكن هذا لا يعني أن الجنوب سيكون آمنا بعد ذلك، لأن انسحاب القوة الثالثة لا يعني انتهاء الإجرام والعنف بل بالعكس".

في حين، يرى الخبير الليبي في التخطيط والتنمية، صلاح بوغرارة، أن "التوازنات الدولية والإقليمية هي التي تقف وراء أحداث الجنوب، كونها هي التي تحدد النفوذ واليد العليا في كل منطقة وخلال كل مرحلة"، مضيفا لـ"عربي21": "لا أعتقد أن حفتر سيكون في وضع السيطرة على الجنوب"، حسب رأيه.

وكشف المحلل السياسي والقيادي الميداني السابق، أسامة كعبار، أن "القوة الثالثة تعرضت لضغوطات اجتماعية كبيرة ورفع الغطاء القانوني عنها من قبل حكومة السراج، وكل هذا جعل القوة الثالثة في موضع حرج وتخوف أن تصبح مهمتها غير قانونية، ما يعني إمكانية تعرضها للتجريم في حالة أي مواجهة لها مع أي فصيل آخر".

وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن "خذلان الواجهة السياسية للقوة الثالثة جاء بالتزامن مع زيارة وتصريحات السفير الأمريكي وقائد قوة "أفريكوم" خلال لقائهم السراج، كل هذه المعطيات جعلت القوة الثالثة تسلم مواقعها وتنسحب دون مواجهات".

تنظيم القاعدة

لكن الكاتب والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، أرجع "سيطرة "الجيش"-قوات حفتر- على قاعدة "تمنهنت" وأجزاء كبيرة من مدينة سبها إلى التحالف الخاطئ الذي قامت به القوة الثالثة مع "مليشيات" تنظيم القاعدة والمسماة سرايا الدفاع، ما أفقد القوة الثالثة مصداقيتها في الجنوب وأصبحت غير مرحب بها"
.
وتابع في حديث لـ"عربي21": "وفي اعتقادي أن ما حدث يمكن استثماره لتحقيق المصالحة الوطنية، خاصة أن القوة الثالثة بعد انسحابها دون قتال أو دماء، يجعل من الممكن استيعابها ضمن الجيش الوطني، بعد أن تتخلص من "المتسللين" من أفراد تنظيم القاعدة".

 تحالف حفتر والفلول

بدورها رأت الناشطة السياسية من طرابلس، غالية ساسي، أن "الوضع في الجنوب غير واضح إلى الآن، ولا نعلم هل هناك اتفاق بين القوتين أم هو خطوة لحقن الدماء، لكن عامة الرؤية غير واضحة"، مضيفة لـ"عربي21": "بخصوص أن تكون أحداث الجنوب هي نهاية الاشتباكات، فلا أعتقد ذلك طالما هناك صراع سياسي"، وفق قولها.

لكن الإعلامي من مدينة البيضاء (شرق ليبيا)، أيمن خنفر، رأى من جانبه، أن "هناك تحالفا حدث بين "حفتر" وأتباع النظام السابق في الجنوب، لاعتقادهم أن حفتر هو الأفضل بعد أن تم دعمه من قبل "قذاف الدم" وبعض رموز النظام السابق"، حسب رأيه.

واعتبر خنفر في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما حدث في الجنوب سواء هزيمة عسكرية أو انسحاب، هو لتأجيل المعركة الفاصلة، ولن تكون هذه هي المعركة الأخيرة بين القوات المتناحرة.

التعليقات (0)