سياسة عربية

التميمي: قمة ترامب تهدف لمحاربة الحركات الوسطية لا إيران

التميمي دعا جماعة الإخوان إلى توحيد صفوفها ونبذ أي خلافات- الأناضول
التميمي دعا جماعة الإخوان إلى توحيد صفوفها ونبذ أي خلافات- الأناضول
استنكر عزام سلطان التميمي، الأكاديمي والإعلامي المختص في الفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية، تصريحات الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة التطرف، ناصر البقمي، التي هاجم فيها جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إنها "وراء كل تطرف، وهم المظلة الحاضنة لكل الجماعات التكفيرية، فكأنها الجناح السياسي والجماعات المسلحة الجناح العسكري"، على حد قوله.

وتعد تصريحات "البقمي" هي الأولى له عقب تعيينه أمينا عاما للمركز العالمي لمكافحة التطرف "اعتدال"، الذي أعلن عن تأسيسه خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عُقدت بالسعودية يوم الأحد الماضي، ومقره "الرياض". ودشنه ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقادة عرب ومسلمين على رأسهم رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف مكافحة التطرف واجتثاث جذوره.

وقال "التميمي" في تصريح لـ"عربي21" إن "مثل هذه التصريحات تؤكد أن قمة ترامب إنما هي لمحاربة الحركات الإسلامية الوسطية التي تسعى للإصلاح السلمي في مجتمعات العرب والمسلمين. وكل الكلام عن إيران إنما هو غطاء لتبرير هذا اللقاء المشؤوم، فأمريكا ودول العرب كلها تتعاون مع إيران في تدمير سوريا والعراق، وحتى اليمن، لولا سياسة دول الخليج الخرقاء لما استطاع الحوثيون، الموالون لإيران، التمكن هناك".

وأضاف أن "أزمة اليمن، التي يصورها السعوديون على أنها مقاومة للنفوذ الإيراني، إنما ولدت من رحم مخطط كان يستهدف ضرب التجمع اليمني للإصلاح، الموالي للإخوان المسلمين، بالحوثيين، وذلك هو الاتفاق الذي أبرم سرا بين الإمارات والسعودية من جهة والمخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى. لكن الرياح لم تجر بما كانت تشتهي سفنهم".

وشدّد التميمي على أن "كل جهود السعودية والإمارات تنصب على الحيلولة دون أن تثور الشعوب العربية من جديد وتنهض مطالبة بحريتها وكرامتها، وسعيا منهم لمنع تكرار الربيع العربي، هم يعملون على قص أجنحة وتقليم أظافر كل من يبدو لهم مؤهلا لتوعية الجماهير والنهوض بالأمة".

ووجه الأكاديمي رسالة إلى جماعة الإخوان، قائلا: "الحكومات الغربية والكيان الصهيوني والأنظمة العربية الفاسدة ونخبها المتصهينة كلها تكيد لكم أيها الإخوان، فماذا أنتم فاعلون؟ لا سبيل لكم سوى التمسك بحبل الله المتين، والترفع عن كل نزاع وخلاف وشقاق، وتوحيد صفوفكم، وبذلك تستعيدون ثقة الجماهير بكم، وتحافظون على جماعتكم مما يحاك ضدها من مكائد ومؤامرات".

يذكر أن الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة التطرف، ناصر البقمي، قال في عدّة تغريدات له على موقع "تويتر"، أمس الاثنين: "الإخوان المسلمون والسروريون يتفننون باستخدام التقية لإخفاء توجهاتهم مخادعة للناس في سبيل استقطاب المجندين. من واجبنا التنبيه على خطرهم وكشفهم، وتاريخيا: الإخوان المسلمون وراء كل تطرف وهم المظلة الحاضنة لكل الجماعات التكفيرية؛ فكأنها الجناح السياسي والجماعات المسلحة الجناح العسكري"، بحسب قوله.
التعليقات (2)
عبد الباري
الثلاثاء، 23-05-2017 07:01 م
أشكر د. التميمي على رؤيته الثاقبة ويجب على الجماعات السياسية وعلى رأسها الإخوان أن يستمعوا إلى نصيحته ولا تركب قيادتهم "التاريخية" رأسها وتؤمن أن عليها ترك أماكنها بعد فشلها في إدارة المشهد
Adel
الثلاثاء، 23-05-2017 05:48 م
كلام الأستاذ الكريم فيه الكثير من الصحة 0 معظم النظم العربية تستقوى بقوى ىالإستعمار القديم المتجدد لردع القوى الداخلية المعارضة. لكن هذا لا ينفي أن الإسلامويين إخوانا و سلفية إستعملوا ومازالوا من طرف قوى الهيمنة الغربية لضرب القوى الوطنية المقاومة لهيمنتهم. الدليل أنكم ساهمتم في إثارة النعرة الطائفية التي تحرض عليها أمريكا و المراد من ورائها إستبدال عدو الأمة و تخوين النخب الوطنية المعارضة