سياسة عربية

تحرك آخر دفعة لمقاتلي المعارضة بحمص باتجاه إدلب

يأتي خروج الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين على التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والفصائل المعارضة- الأناضول
يأتي خروج الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين على التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والفصائل المعارضة- الأناضول
بدأت عملية إجلاء الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة السبت من حي الوعر آخر معاقلهم في مدينة حمص السورية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن محافظة حمص، تمهيدا لسيطرة جيش النظام  على كامل المدينة.

وقال محافظ حمص طلال البرازي إن "عملية إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين مستمرة"، مؤكدا أن "هذه هي الدفعة الأخيرة".

وسيخرج، بحسب المحافظ، حوالي 3000 شخص هم 700 مقاتل بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم ومدنيين راغبين بالمغادرة من الحي المحاصر من قبل الجيش السوري منذ سنوات عدة.

وسيتوجه المغادرون، وفق البرازي، إلى محافظة إدلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية وجهادية أو إلى مدينة جرابلس (شمال) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مدعومة من تركيا.

ويأتي خروج الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين على التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي بإجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات عدة خلال فترة أقصاها شهران. 

وأوضح البرازي أنه مع انتهاء عملية الإجلاء من الوعر "سيتجاوز عدد المغادرين منه 15 ألفا، هم 3 آلاف مسلح و12 ألفا من أفراد عائلاتهم ومدنيين آخرين".

وقبل صعودهم إلى الحافلات، تجمع عدد كبير من السكان وبحوزتهم أغراضهم من حقائب وسجاد وحتى دراجات هوائية وأقفاص عصافير فيما حمل مقاتلون أسلحتهم الفردية وحقائب صغيرة على ظهورهم. كما شوهدت عند مدخل حي الوعر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية.

وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية (بين ستين ومئة عنصر) في الحي للإشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان سلامة السكان الموجودين أو الراغبين بالعودة.

وتحتاج عملية إجلاء الدفعة الأخيرة إلى بعض الوقت، إذ قال البرازي إن من المتوقع أن تتواصل حتى ليل السبت أو فجر الأحد.

ويسيطر جيش النظام السوري منذ بداية أيار/ مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالي ألفي عنصر من مقاتلي الفصائل من أحياء المدينة القديمة بموجب تسوية مع الحكومة، إثر عامين من الحصار الخانق والقصف. وانكفأ المقاتلون الباقون وقتها إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين.

ومن شأن إتمام عملية الإجلاء أن تسمح للجيش السوري بالسيطرة على ثالث أكبر مدن سوريا والتي كانت تعرف بـ"عاصمة الثورة" نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها عند بداية الأزمة السورية قبل ست سنوات.

وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 وتخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة أطراف النزاع، عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

وشهدت مدينة دمشق الأسبوع الماضي أولى عمليات إجلاء الفصائل المعارضة، بخروج مئات المقاتلين والمدنيين من أحياء القابون وبرزة وتشرين حيث تتواجد الفصائل المعارضة منذ العام 2012.

وسيطر الجيش السوري إثر ذلك على كامل حيي القابون وتشرين، فيما تستمر عملية الإجلاء من حي برزة. 

وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها "مصالحات وطنية" تأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل أن يدخلها الجيش السوري.
التعليقات (0)