أفكَار

ظاهرة "الإسلاموفوبيا".. هل تحولت إلى عداء للإسلام؟

تناكت في أوروبا ظاهرة الإسلاموفوبيا مؤخرا- أ ف ب
تناكت في أوروبا ظاهرة الإسلاموفوبيا مؤخرا- أ ف ب
أعلن رئيس الشؤون الدينية التركية، محمد غورماز، الأحد الماضي، عن تبني رئاسة الشؤون الدينية التركية لإستراتيجية جديدة لمكافحة ظاهرة "الإسلاموفوبيا". 

وأوضح غورماز في تصريحات صحفية أن الإستراتيجية المشتركة تأخذ منحيين أولهما عقد "لقاءات مع المسلمين القاطنين في أوروبا"، وثانيهما "عقد لقاءات مع مجتمعات غير مسلمة، لبحث سبل درء خطر وقوع عالمنا في براثن هذه المصيبة ومآلاتها" على حد قوله. 

ولفت غورماز إلى تطورين هامين متعلقين بظاهرة "الإسلاموفوبيا"، "أولهما خروجها من سياق الفوبيا إلى عداء وكراهية، وانتشارها ضمن فئات المجتمع وخروجها عن منصات الإعلام والسياسة". 

ووفقا لرئيس قسم الشرق الأوسط في وقف المعارف التركية، جلال الدين دوران فإن تركيا تسعى عبر الرئاسة الدينية التركية لإظهار الإسلام بصورته المشرقة، بعيدا عما علق به من تصورات وممارسات حملت الآخرين على كراهيته والنفور منه.

وأكدّ دوران لـ"عربي21" أن تركيا تريد أن تثبت للعالم أنها لا علاقة لها بالتنظيمات الإسلامية المتشددة، كتنظيم الدولة، وتنظيم القاعدة، وفي الوقت نفسه توضيح أن هذه التنظيمات لا تمثل الإسلام.

وذكر دوران أن تركيا دائما ما تدعو الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية، إلى إدراك حساسية المرحلة الحالية، والابتعاد عن الوقوع في أية أخطاء يمكن أن تحسب على الإسلام، فتسيء إليه وتشوه صورته في المجتمعات الغربية.

وتحدث دوران عن خطط وتوجهات وقف المعارف التركي (مؤسسة رسمية)، الرامية إلى تأسيس مدارس تعليمية، ومؤسسات ثقافية في أوروبا، ودول البلقان وإفريقيا وغيرها لنشر الوعي الإسلامي الصحيح في تلك الدول.

من جهته أرجع الناشط الإسلامي المقيم في كندا، محمد أبو رياش أسباب ظاهرة "الإسلاموفوبيا" إلى "استحضار العداء التاريخي الموروث للإسلام وخوفهم من تناميه وانتشاره"، مشيرا إلى "وجود أسباب أخرى بالطبع".
  
ولفت أبو رياش إلى أن الصورة النمطية السيئة عن الإسلام والمسلمين، والتي صنعتها كتابات المستشرقين هي التي تحمل على التخوف من الإسلام والمسلمين.

وأكدّ أبو رياش أن التنظيمات الإسلامية المتشددة، التي تتبنى أيدلوجية عولمة الجهاد، وتمارس العنف هنا وهناك، أججت ظاهرة الإسلاموفوبيا من جديد في المجتمعات الغربية، ووضعت المسلمين في موضع الشبهة. 

وجوابا عن سؤال "عربي21": هل نجحت الدعاية الموجهة لظاهرة الإسلاموفوبيا إلى تحويلها لحالة عداء وكراهية للإسلام؟ أجاب أبو رياش بقوله: "إلى حد ما أستطيع القول بأن القائمين على إفشاء تلك الظاهرة نجحوا في إيجاد حالة وكراهية للإسلام".

وأضاف "لكنها فيما أرى لم ترتق إلى مستوى السلوك العام في المجتمعات الأوروبية، وإنما بقيت محصورة في دوائر محدودة، معظمها من النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

لكن كيف يمكن مواجهة تلك الظاهرة؟ وماذا بوسع الجاليات المسلمة في الدول الغربية فعله لمكافحتها والتقليل من آثارها؟ أجاب أبو رياش بأن الأمر يتطلب نفسا طويلا، وصبرا جميلا، والدفاع عن الإسلام بإظهار صورته المشرقة، بكافة الوسائل والسبل الممكنة والمتاحة.

وركز أبو رياش على أهمية السلوك الإسلامي الجميل والنظيف، الذي يحمل في طياته حسن النية، وعدم سوء الظن بالآخر، ويرسم صورة عملية جميلة عن الإسلام والمسلمين.

ونبه الناشط الإسلامي المقيم في كندا، إلى أهمية أخذ بالتدابير اللازمة لسحب كل الذرائع التي يستخدمها "الإسلاموفوبيون" في سعيهم المتواصل لإثارة الشرائح المجتمعية المختلفة ضد الإسلام والمسلمين.

في السياق ذاته قال الداعية الإسلامي في السويد، فكري المسكاوي إنه من خلال إقامته الطويلة في الغرب، وبحكم تجربته الشخصية، يمكنه ذكر عدة أسباب لتلك الظاهرة.

فأول تلك الأسباب وفقا للمسكاوي "حيوية الإسلام الذاتية، وازدياد انتشاره في الغرب سواء في أوساط أبناء المسلمين المولودين في الغرب أو المسلمين الجدد الذين يدخلون في الإسلام، في الوقت الذي يرى فيه الغربيون انحسار النصرانية، وضعف قناعات الناس بها".
 
ورأى المسكاوي أن "التراث التاريخي في الصراع بين الغرب والمسلمين" له دور كبير في صناعة تلك الظاهرة، "لأن الغربيين حينما يرون انتشار الإسلام في بلادهم، فإنهم يخافون من المد الإسلامي الذي يعيد للمسلمين قوتهم  التي عرفوا أثرها في تاريخهم".

وركز المسكاوي في حديثه لـ"عربي21" على الدور السيئ الذي يلعبه الإعلام، بحرصه الشديد على استثمار كل حدث للتعريض بالمسلمين، ووصفهم بالعنف والراديكالية". 

وذكر الداعية الفلسطيني المقيم في السويد منذ 17 سنة، أن الأجندات والعلاقات السياسية، التي تلعب فيها اللوبيات دورا كبيرا حاضرة بقوة في صناعة تلك الظاهرة. 

واعتبر المسكاوي توجهات وتصريحات بعض المسلمين سواء المقيمين في الغرب، أو في بلاد المسلمين، التي تدعو للانتقام من الغرب، كردة فعل على سياسات دوله الخارجية، من أسباب تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الدول الأوروبية.

وتحدث المسكاوي عن آثار تلك الظاهرة "في التضييق على المؤسسات الإسلامية بقرارات حكومية متغيرة، وغير ثابتة تسعى إلى الحد بالقانون من سلطة الدين وأحكامه، وكذلك بالهجمات الإعلامية المتواصلة على الإسلام والمؤسسات الإسلامية التعليمية منها والدينية".

أما عن مكافحة تلك الظاهرة والتصدي لها بجدية، فاقترح المسكاوي "إيجاد إعلام مواز في الغرب يخاطب الغربيين لتوضيح تعاليم الإسلام لهم، وبيان طبيعة الوجود الإسلامي في الغرب وأهدافه الحقيقية".
 
وشدد الداعية المسكاوي على أهمية "وضوح الخطاب الإسلامي في الدول الغربية، وأن لا يكون بوجهين"، داعيا القائمين على المؤسسات الدعوية الإسلامية إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم بما يمليه عليهم واجبهم الديني، حتى لا يفقد أبناء المسلمين الذين ولدوا في الغرب ثقتهم بهم، ما يجعلهم لقمة سائغة لجماعات الغلو والتطرف" على حد قوله.

يشار في هذا السياق إلى أن مظاهر تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الأوروبية، بدت واضحة في توسع دوائر اليمين المتطرف، وما يطلقه زعماء ذلك التيار من تصريحات عدائية وعنصرية ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا.
التعليقات (1)
تحسين
الثلاثاء، 19-09-2017 09:39 ص
الجميع ينسى أو يتناسى فتح دمشق ولا أحد يذكره وخاصة أن المسجد الأموي أخذ نصفه سلما ونصفه حربا وأ، المسلمون بعد فترة مفاوضات اشتروا النصف السلمي من النصارى بمبلغ أعلى من سعر السوق وأعطوهم أرضا من أوقاف المسلمين وبنوا لهم كنيسة بمال أوقاف المسلمين في باب شرقي شاهدة الى اليوم على هذا الحدث التاريخي لحكم المسلمين لأول بلد فتحت حيث وضعت أسس الحكم الاسلامي للمسلمين مع غير المسلمين وبقينا نعيش سوية الى اليوم مع الأيادي الصليبية التي تحاول دأبا على وضع هوة بيننا وبينهم ولم ينجحوا الى الآن والحمد لله. ثم لماذا لا يذكر أحدا من مقشات الششامي والمؤرخين و - الفهمانين - غزو """"""" سمرقند """"""" وكيف حكم القاضي على الجيش الاسلامي بالخروج منها لأنهم لم يتبعوا الأصول النبوية في الحرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟