صحافة إسرائيلية

كيف يعكر فوز ماكرون طموح ترامب؟..سياسي إسرائيلي يوضح

"أوري سفير": إيمانويل ماكرون تغلب على دونالد ترامب الذي أيد مارين لوبان علنا - ا ف ب
"أوري سفير": إيمانويل ماكرون تغلب على دونالد ترامب الذي أيد مارين لوبان علنا - ا ف ب
يمثل فوز المرشح الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، في انتخابات الرئاسة الفرنسية، بالنسبة لدبلوماسي إسرائيلي سابق، دخول الساحة الدولية في انعطافة جديدة، كفيلة بأن تنهي مفهوم القطب الواحد في العالم، مع تكوين حلف سياسي اقتصادي قوي، بين ألمانيا وفرنسا.

انتصار مثير

وأكد الدبلوماسي والسياسي الإسرائيلي "أوري سفير"؛ أن الرئيس الفرنسي المنتخب ماكرون ابن الـ 39 عاما، "نجح في خلق حركة شعبية هائلة قادته إلى الانتصار المثير في الانتخابات".

ونوه في مقال له، الثلاثاء، بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن ماكرون "هو المرشح الرئاسي الأول في السياسة الفرنسية الحديثة الذي ينتصر على ممثلي الحزبين التقليديين الكبيرين (الاشتراكي والجمهوري)، وهو عمليا مرشح الطريق الثالث،  شديد القوة وقيمي".

وأضاف سفير، وهو أحد رؤساء الطاقم الإسرائيلي المفاوض لاتفاقات أوسلو؛ "ماكرون يكافح بحزم ضد العنصرية التي يتصدرها حزب الجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبان (المرشحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية بفرنسا)، ويتبنى العولمة وتعزيز دور الاتحاد الأوروبي بالأساس"، وفق تقديره.

وهكذا "تغلب ماكرون على ظاهرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أيد لوبان علنا، وعلى حركة الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، وعليه فستكون فرنسا المحافظة خلال السنوات القريبة القادمة قدوة لليبرالية والانفتاح على المهاجرين"، بحسب الدبلوماسي الإسرائيلي.

قواسم مشتركة

وأشار سفير، إلى العديد من القواسم المشتركة بين ماكرون بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي التقى بها في وقت الحملة الانتخابية، موضحا أنهما "مؤيدان لذات السياسة المناهضة للقومية المتطرفة الساحقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشريكان لذات الانتقاد لترامب، ويوجدان في ذات قارب الكفاح ضد (الإرهاب) دون المس بالمهاجرين المسلمين".

وتابع: "وكلاهما يتبنيان مواصلة تطبيق الاتفاق مع إيران، ويتبنيان الدبلوماسية الجماعية في موضوع الشرق الأوسط، في ظل التنسيق بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا".

وأما في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، فمن المتوقع لميركل وماكرون، أن "ينسقا ويؤيدا مسيرة تؤدي إلى حل الدولتين للشعبين، فكلاهما يعارضان الاستيطان بشدة، ويعارضان حركة المقاطعة ضد إسرائيل، كما أنهما سيمارسان الضغط للشروع في مفاوضات إقليمية بقيادة أمريكا وبمشاركتهما".

ورأى الدبلوماسي الإسرائيلي، أن أوروبا الموحدة "هي قوة عظمى عالمية، وشريك تجاري أساسي لإسرائيل، وألمانيا تزودنا بالغواصات ذات الأهمية الإستراتيجية".

قوة موزعة

وأكد أن الرئيس ترامب "لا يمكنه أن يتجاهل هذا الثنائي، ومن الآن فصاعدا، هناك في أحد طرفي المحيط ترامب غير المتوقع، كما أنه يوجد الآن حلف سياسي اقتصادي قوي لألمانيا وفرنسا".

ولفت إلى أن "الساحة الدولية تقف أمام انعطافة؛ فمن عالم أحادي القطب بقيادة أمريكا كزعيمة للعالم، إلى عالم متعدد الأقطاب، قوته موزعة بقيادة الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا والصين.

وقال سفير: "هذه صيغة لعدم الاستقرار في مناطق النزاع، وذلك لأن الدبلوماسية الجماعية التي ميزت الاتفاقات على أسلحة الدمار الشامل مع سوريا وإيران، ستكون أصعب على التطبيق".

وبين الدبلوماسي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذا كان "يعتقد بأنه يكفيه صديقا أيديولوجيا في البيت الأبيض فإنه مخطئ، لأن قرب ترامب ليس مضمونا له ولسياسته الاستيطانية".

فترامب "يستمع ليهود الولايات المتحدة من جهة، وللدول العربية من جهة أخرى، وسيتعين عليه مع مرور الزمن أن يراعي سياسة أوروبا، روسيا والصين"، بحسب سفير الذي أكد أنه في "ضوء استخفاف ترامب بالديمقراطية الأمريكية، فهاذ من شأنه أن يخلي مكانته كزعيم للعالم الحر والليبرالي لزعيمي المانيا وفرنسا".
التعليقات (0)