سياسة دولية

صحيفة روسية: "طالبان" تهدد بإقامة دولة.. ما رأي موسكو؟

طالبان تخطط لتشكيل مؤسسات وهيئات حكومية موازية لمؤسسات الدولة- جيتي
طالبان تخطط لتشكيل مؤسسات وهيئات حكومية موازية لمؤسسات الدولة- جيتي
قالت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية إن الهجوم الربيعي السنوي الذي أطلقته حركة طالبان الأفغانية هذا العام تحت اسم "عملية منصوري"، ستكمله جهود سياسية.

وأشارت الصحيفة –وفقا لوكالة روسيا اليوم- على لسان مصادر وصفتها بالمطلعة على الأوضاع في المنطقة، إلى أن الحركة تنوي الاهتمام بعملية بناء دولة في البلاد.

وأضافت: "الحركة لن تكتفي بعد الآن بالعمليات القتالية والعمليات الإرهابية، بل هي تخطط لبناء دولة داخل أفغانستان، أي تنوي تشكيل مؤسسات وهيئات حكومية موازية لمؤسسات الدولة".

وبعد أسبوع من إعلان الحركة عن هجوم الربيع، فقد استولت "طالبان" السبت، على حي خارج مدينة قندوز، شمال أفغانستان. وقال المتحدث باسم الشرطة في شرق أفغانستان محفوظ أكبري إن قوات الأمن انسحبت أمس من مقاطعة قلعة زال، غربي مدينة قندوز في الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، لتفادي وقوع خسائر بصفوف المدنيين والعسكريين بعد أكثر من 24 ساعة من القتال العنيف.

وأفاد المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان له، بأن عناصر الحركة استولوا على المقر الرئيس للشرطة ومجمع حاكم إقليم قندوز وجميع النقاط الأمنية، فيما قتل وأصيب عدد من رجال الشرطة والجيش، مؤكدا أن الحركة تسيطر الآن على أكثر من نصف مساحة البلاد.

اقرأ أيضا: طالبان تبدأ هجمات الربيع بإطلاق عملية "منصوري"

وبحسب معطيات بعثة الأمم المتحدة، فقد قتل وجرح عام 2016 في أفغانستان 11418 شخصا، وهذا رقم قياسي مقارنة بأرقام السنوات العشر الأخيرة. وقتل حوالي سبعة آلاف عسكري وشرطي أفغاني خلال السنة الماضية نتيجة العمليات القتالية والعمليات الإرهابية.

وردا على عزم "طالبان" بناء دولة داخل أفغانستان، قال نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، إن "روسيا لا تتدخل في النزاع داخل أفغانستان. ولكن موسكو، في حال طلبت كابل رسميا مساعدتها، فستدرس الطلب في إطار مجلس الأمن الدولي". 

وأضاف جباروف –بحسب الصحيفة الروسية-  أن "هجوم الربيع، الذي أعلنت عنه طالبان لا يهدد روسيا. ومع ذلك فإن مهمة موسكو هي منع اقتراب المتطرفين من حدود روسيا الجنوبية".

وتابع: "أما الولايات المتحدة، التي تقوم بعمليات في أفغانستان، فإنها لم تتمكن من تسوية المشكلة، على الرغم من تعهدها بذلك. ونحن سنعمل مع الأخذ بالاعتبار موقف المجتمع الدولي وكقاعدة ضمن إطار القانون الدولي".

وأشار الخبير العسكري، فلاديمير يفسييف، إلى ضرورة مراقبة سير "هجوم الربيع"، الذي أعلنت "طالبان" عنه، قائلا: "على موسكو متابعة الوضع بهدوء والخروج باستنتاجات، لأن الخطر، الذي يهدد أفغانستان ووسط آسيا، لا يأتي من كل حركة طالبان". 

واستطرد: "تنشط في أفغانستان مجموعات راديكالية مختلفة مثل داعش. لذلك يجب بطريقة ما إجراء حوار مع المعتدلين في طالبان. كما أن على موسكو إجراء حوار مع اللاعبين الكبار، الصين وإيران وباكستان، من أجل تخفيض أخطار المجموعات الراديكالية إلى حدها الأدنى".

يشار إلى أن "طالبان" نفذت أكبر عملية لها على امتداد السنوات الأخيرة، حيث هاجمت يوم 21 أبريل/ نيسان المنصرم قاعدة عسكرية أفغانية في ولاية بلخ وقتلت حوالي 200 عسكري.

اقرأ أيضا: هجوم كبير لطالبان يوقع أكثر من 140 قتيلا بالقوات الأفغانية

وكانت الولايات المتحدة قبل ذلك بأسبوع قد ألقت قنبلة وزنها 10 أطنان على موقع لعناصر الحركة في ولاية ننغرهار، وقد عد السكان هذه العملية استفزازا، وأنها لم تكن لمحاربة الإرهاب الفعلي.
التعليقات (0)