سياسة دولية

محلل إسرائيلي: هذه هي بطاقات عباس لدخول البيت الأبيض

يسسخاروف: اتخذ سلسلة إجراءات ضد حماس وغزة قبيل لقاء ترامب  - أ ف ب
يسسخاروف: اتخذ سلسلة إجراءات ضد حماس وغزة قبيل لقاء ترامب - أ ف ب
استعرض محلل إسرائيلي الأهداف التي تقف خلف الإجراءات التي اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي تسبق زيارته لواشنطن، تجاه حركة "حماس" وقطاع غزة، وعمله الدؤوب على منع مظاهرات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، في الوقت الذي يدرك فيه أن هناك في البيت الأبيض من يراقب أفعاله.

خطوة رسمية

ورأى المحلل الإسرائيلي البارز لشؤون الشرق الأوسط في موقع "تايمز أوف إسرائيل"، آفي يسسخاروف، أن قرار السلطة بالتوقف عن دفع مستحقات كهرباء غزة لـ"إسرائيل"، "من الناحية الرمزية، هو أول خطوة رسمية من قبل السلطة باتجاه الانفصال عن القطاع ونقل المسؤولية لحماس"، مؤكدا أن عباس "جدّي أكثر من أي وقت مضى، في الانفصال عن غزة".

وبحسب "تجربة الماضي، سيوجه غضب الشارع تجاه إسرائيل في نهاية المطاف، وقد يؤدي إلى إثارة اضطرابات أو جولة أخرى من الصراع، ولذلك تواجه إسرائيل معضلة"، متسائلا: "هل ينبغي لإسرائيل أن تدفع مستحقات كهرباء غزة، بما في ذلك مكاتب كبار مسؤولي حماس؟ أم في حال عدم الدفع وقطع الكهرباء فهي تخاطر بجعل الحرب القادمة أكثر قربا؟".
استقبال دافئ

ونوه المحلل الإسرائيلي إلى أن "حماس لا تبدي استعدادا للرضوخ لمطالب عباس بتسليم غزة لحكومة رامي الحمد الله، وحركة فتح والسلطة تصران على أنه في حال لم يتم تسليم السلطة، سيكون على حماس تحمل مسؤولية سكان غزة من الآن فصاعدا"، لافتا إلى دراسة السلطة "إجراء آخر بإحالة آلاف العناصر السابقين في أجهزة الأمن التابعة لها بغزة والمرتبطة بشكل أو بآخر، بالخصم المرير لعباس وهو محمد دحلان، إلى التقاعد المبكر، وهي بذلك تدرس معاقبة حماس وغزة".

وقال: "إحالة هذا العدد للتقاعد، ودفع مخصصات مالية مخفضة لهم، قد يؤدي إلى تراجع التجارة الداخلية بغزة، ونقص في النقد، وانخفاض في إيرادات حماس، وهنا سيضر عباس بمؤيدي دحلان وحماس"، وفق يسسخاروف الذي تساءل مجددا: "لماذا قررت السلطة الفلسطينية الآن بالذات تشديد إجراءاتها ضد حماس؟".

وأشار يسسخاروف إلى أن البداية جاءت بعد قرار "حماس" تعيين لجنة إدارية لإدارة شؤون قطاع غزة، وهو ما فسرته رام الله بأنه "صفعة على الوجه"، وتلاها قرار السلطة خصم 30 % من رواتب موظفيها بغزة ورفضها رفع الضرائب عن وقود محطة الكهرباء ما أدى لتوقفها، ومن ثم قرارها الأخير سالف الذكر (وقف دفع مستحقات الكهرباء).
ونوه يسسخاروف، إلى اللقاء الذي جمع قيادات من "فتح" (أحمد حلس وروحي فتوح) مع قيادات حماس، "وسلمت فتح ورقة تضم ثلاث نقاط بسيطة؛ تسليم سلطة غزة للحكومة والتوجه لانتخابات عامة خلال ستة أشهر؛ والرجوع إلينا بجواب خلال أسبوع"، وفق ما نقله المحلل عن الوزير الشيخ الذي زعم أن حماس لم تقدم إجابات وتحاول "كسب الوقت"، في حين طالب سكان غزة بـ"التظاهر" ضدها.

وبين المحلل، أن "هناك سببا آخر لتوقيت خطوات عباس ضد حماس، حيث أنه من المتوقع أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل، في حين يعتقد عباس أنه سيحظى باستقبال أكثر دفئا إذا وصل إلى واشنطن كرئيس فلسطيني يحارب حكومة إسلامية".

وثيقة حماس

وحول وثيقة "حماس" المنوي الإعلان عنها الاثنين، قال: "على الأرجح لن تتضمن أي جديد، سواء من الناحية الأيديولوجية أو العملية، وهي تأتي بكهرباء لغزة، وقد لا تغير من صورتها كثيرا"، زاعما –وفق مصادر فلسطينية– أن هناك "طرفين رئيسيين أثرا على قرار حماس بتغيير ميثاقها؛ هما الأمير تميم بن حمد آل ثاني، حاكم قطر، وراشد غنوشي، زعيم حزب النهضة بتونس".

وادعى يسسخاروف، أن "وثيقة حماس الجديدة لا تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، ولا تلتزم بالاتفاقيات مع إسرائيل، وستكتفي بالكاد باحترامها، ولن يكون هناك اعترافا بإسرائيل، ولكن هناك موافقة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967".

وأضاف: "العنصر الجديد الوحيد في الوثيقة، على الأرجح هو عدم الإشارة إلى حركة الإخوان المسلمين على أنها الحركة الأم لحماس".
إضراب الأسرى

أما بالنسبة لإضراب الأسرى الفلسطينيين الذي يدخل يومه الخامس عشر، قال المحلل الإسرائيلي: "بعض المسؤولين الإسرائيليين يحاولون تصوير فشله، وآخرون يزعمون انسحاب عدد من الأسرى، لكن ليس هذا هو الحال تماما، فالإضراب إن لم يحقق نجاحا كبيرا، لكنه بكل تأكيد لم يفشل".

وتابع: "شوارع رام الله، كانت شبه خالية الخميس الماضي بعد الإعلان عن إضراب تجاري تضامنا مع الأسرى، وهذا مشهد لم تعرفه رام الله منذ سنوات، وخيمة التضامن تعج بالأشخاص، ويوميا هناك مسيرات للتضامن مع اهتمام إعلامي بالإضراب".

وعلق يسسخاروف، على ذلك بقوله: "هنا يجب قياس نجاح الإضراب، فهدفه؛ هو التأثير على الرأي العام الفلسطيني، أكثر من التأثير على مصلحة السجون الإسرائيلية، فالأسرى وقائد الإضراب مروان البرغوثي، عادا إلى المنصة المركزية"، متسائلا: "إذن، مع ذلك لماذا لا يعتبر أن الإضراب حقق نجاحا باهرا؟".

وتابع: "هناك سببان، الأول؛ لا يشارك جميع الأسرى في الإضراب، وحماس لا ترغب بمساعدة البرغوثي، ولذلك لم ينضم أسراها إلى الإضراب (يشارك بعض الاسرى من حماس في الإضراب)"، لافتا إلى أن الأمر "المثير للدهشة بشكل أكبر، أن نحو ثلث أسرى فتح فقط يشاركون في الإضراب، ومجموعة كبيرة من أسرى فتح لا تسارع إلى مساعدة البرغوثي أيضا".

بعض المقربين من البرغوثي يلقون باللوم على رجلين من المسؤولين الكبار في "فتح" هما؛ جبريل الرجوب ومحمود العالول (أعضاء في اللجنة المركزية لفتح)؛ ويعتبران من المرشحين الأوفر حظا لخلافة عباس، بحسب المحلل الإسرائيلي الذي أكد أن الرجوب والعالول "يحاولان تقويض الإضراب عن الطعام بهدف منع البرغوثي من تصوير نفسه على أنه خليفة لعباس".
وذكر المحلل، أن الأسير باسل مزرع، وهو أحد قيادات "فتح" في السجون الإسرائيلية والمقرب من العالول، "يعارض الإضراب بشدة، كما أن الأسير جمال الرجوب، يعارض هو أيضا الإضراب، واسم عائلته يوضح السبب".

أما مصدر الفشل الثاني فهو يتعلق بـ"إسرائيل"، بحسب يسسخاروف الذي قال: "تظاهرات التضامن مع الأسرى لم تنتشر إلى ما وراء المدن الفلسطينية، ولم تؤدي إلى مواجهات عنيفة مع الجنود الإسرائيليين"، وذلك يرجع لجهود السلطة "المكلفة بمنع متظاهرين محتملين من التوجه إلى نقاط الاحتكاك مع إسرائيل، وهنا يتأكد أن السلطة هي من يمنع تدهور الأمور إلى أحداث عنف كبيرة مع إسرائيل في الضفة الغربية، وكذلك تحبط الهجمات".

وقال: "بهذه البطاقة أيضا سيسافر عباس إلى واشنطن لعقد لقائه الأول مع ترامب؛ فعلى ضوء صراعه مع حماس والحفاظ على الهدوء النسبي مع إسرائيل، يأمل عباس الذي يتجنب أن ينظر إليه كمصدر للجمود، في أن يكون باستقباله رئيسا ودودا سيواصل نهجه الإيجابي، كما ترى رام الله ذلك".
التعليقات (1)
Adel
الإثنين، 01-05-2017 06:35 م
لم نكن نتصور يوما أن تصل فتح إلى هذه الدرجة من الإنحلال. قادتها لا يخفون صراعاتهم على كرسي ''االشاوشية''0لم تعد القضية الفلسطينية تهمهم بقدر إهتمامهم بسلطة في خدمة عدوهم. الخوف هو أن تدخل حماس في منافسة فتح على هذا المنهاج و تصفى القضية الفلسطينية نهائيا