قضايا وآراء

سيناء الأمن والعمران.. وكان يا ما كان

هشام الحمامي
1300x600
1300x600
دخول سيناء منطقة التفاوض حول مستقبل إنشاء الدولة الفلسطينية هو اليوم علامة تعجب ونفى! وأخشى أن يصبح غدا فاصلة وماذا بعد، الدولة اليهودية لديها الكثير من التبرير لفتح الكلام على مصراعيه أمام العالم كله حول ذلك. فسيناء أرض خالية لا بشر ولا إنتاج ولا تنمية فقط إرهاب وقتل يومي. المصريون أهملوها منذ عادت لهم في الثمانينيات تركوها الآن أكثر من خمسة وثلاثين عاما فلماذا لا تصبح جزءا من الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي مادامت خالية(الفراغ يستدعى ما يملؤه فعلا) لا سكان لا تنمية ولا مستقبل، أرض دولة فلسطين التي يفترض أن تجمع شعبين لا تكفي لاستيعابهما في السنوات القادمة و الحل هو جزء من سيناء فى ظل الظروف بالغة السوء التي تحيط بالعالم العربي فإن إسرائيل تتصور أنه قد يجيء الوقت المناسب لطرح هذه القضية بحيث تجد قبولا لدى أطراف كثيرة، لن يعارض الغرب ولا أمريكا وقد يكون الوقت مناسبا أكثر في المستقبل القريب لطرح هذا المشروع أمام ظروف اقتصادية صعبة قد تعيشها مصر وتفرض عليها البحث عن حلول لمشاكلها وقد تكون الأرض أحد هذه الحلول.

لم يطل الوقت بالرئيس السابق للجامعة العبرية يوشع بن آريه كي يخرج بهذه الأفكار إلى العالم في صورة مشروع متكامل لحل تلك القضية المستعصية على كل الحلول فيقدم دراسته الموسعة لحل قضية الشرق الأوسط  والتي سرعان ما ستتحول لمشروع أمريكي- إسرائيلي يتضمن مميزات مغرية جدا لإقناع مصر باستقطاع جزء من أراضيها(770 كم) مقابل مشروعات اقتصادية ضخمة تحت عنوان(تبادل أراضٍ إقليمية) فتتنازل مصر للفلسطينيين عن رفح والشيخ زويد لتتمدد غزة إلى حدود مدينة العريش مقابل أن تحصل مصر على أراضٍ مماثلة في صحراء النقب ومميزات أخرى تتمثل في إقامة شبكة طرق تربط بين مصر والأردن والسعودية تحمل الحجاج المصريين إلى مكة المكرمة فضلا عن منح مصر مبلغا يتراوح بين 100 و150 مليار دولار بجانب محطة تحلية مياه ضخمة ممولة من البنك الدولي تغطى عجز المياه المتوقع بعد سد النهضة, أيضا ستسمح تل أبيب بشق نفق يربط بين مصر والأردن بطول10 كم يقطع الطريق من الشرق للغرب ويخضع للسيادة المصرية الكاملة يمتد بعدها شرقا وجنوبا للسعودية والعراق وسيتم كل ذلك دون الحاجة للحصول على إذن من إسرائيل وهذه خطوة لا غنى عنها كما يقول الخبثاء لمساعدة القيادة المصرية لإقناع الرأي العام الداخلي (واحد بالمائة من أراضي سيناء مقابل بسط سيادتنا  الكاملة على 99بالمائة من مساحتها). مصر الرسمية نفت هذا الكلام نفيا تاما وعلينا أن نصدقها.

لكن علينا أيضا أن نسأل سؤالا بسيطا ليس(لارتجاع) الماضي الأليم كي نسحق أنفسنا به بل لنتبصر بالمستقبل فقصة الإرهاب ستنتهي يوما ما، و السؤال هو عن المشروع القومي الذي قدمته حكومة عاطف صدقي في عام 1994 لتنمية سيناء، يقولون أن الرجل مع كل ما كان به من ضعف وفشل كان جادا جدا ومتحمسا جدا لهذا المشروع والبعض يقول أن تغييره عام 1996 كان لهذا الحماس وهذه الجدية، فيا سادة يا كرام علينا ألا نشك في أن قصة سيناء وعمرانها وأمننا القومي موضوع كبير وكبير جدا، وها هي الأحداث المتصاعدة تزيدنا تيقنا.

تم رسم إستراتيجية كاملة في هذا المشروع القومي الضخم لتنمية كل سيناء شمالها وجنوبها من شرم الشيخ جنوبا إلى رفح والعريش شمالا من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط على مساحة 66 ألف كيلو(ثلث مساحة الدولة المصرية)وبالفعل تم تخصيص ميزانية قدرها 110 مليار جنيه (الدولار سنة 94 كان بثلاثة جنيهات وأربعون قرشا) وليبدأ العمل سنة 1994 ولينتهي 2017م يعنى هذه الأيام!. شمال سيناء يخصص له 64 مليار وجنوبه 46 مليار,سيتم زراعة 400 ألف فدان من مياه ترعة السلام سينتقل من 3-5 مليون مصري ليتم توطينهم وسيتم إنشاء خط سكة حديد يربط مدن القناة من الإسماعيلية حتى شمال سيناء على الحدود المصرية في رفح مارا بالعريش ويتضمن 13 محطة المشروع أيضا يهدف إلى إقامة سلسلة من الكباري والأنفاق منها كوبري الفردان وكوبري للسيارات مع عدد هائل من مشروعات الطرق والغاز والكهرباء وتحلية المياه وفجأة إذا بالمشروع القومي الضخم يتوقف بالأمر المباشر كما يقولون؟! كم من الأسرار المخزية تحويها جمجمة رأسك يا مبارك؟

ست سنوات (1967-1973م) من الاحتلال أقامت إسرائيل خلالها عشرات المشروعات ما بين الزراعة (كانت منتجات سيناء الزراعية وقتها تتدفق إلى أسواق أوروبا بالفاكهة والزهور) وما بين المشروعات السياحية والبترول الذي استغلته إسرائيل أسوا استغلال ولم تلاحق أمام القضاء الدولي عن ما فعلته في أرض محتلة، يقال إنها سرقت ونهبت آلاف القطع الأثرية وأخذتها إلى داخل إسرائيل، وأيضا قامت بالتنقيب عن المعادن وتدويرها في المصانع وتصديرها.

ست سنوات من الاحتلال تحولت سيناء فيها إلى شيء آخر إنتاجا وتصديرا وصناعة وزراعة وسياحة واليوم وبعد 35 عاما من تحريرها أصبحت سيناء لا تثير في مخيلة الناس إلا الجماعات الإرهابية ودماء جنودنا و أبنائنا على رمال الصحراء.

وأسفا، تحولت سيناء من مشروع قومي يحمل البشارة في سعدها الطالع وطالعها السعيد، إلى أزمة خطيرة تهدد أمن مصر القومي.
1
التعليقات (1)
دعك من سىناء فلها الله وخسب
الإثنين، 24-04-2017 07:05 ص
من اىام هرتزل واسراءىل لاتنام كىف الخىانه لا تتمدد