تنتشر بين الأوساط الصحافية الانغلوساكسونية والأنغلوفونية، وتلقّفَتْها باريس طبعا، كلمةٌ جديدةٌ أضافها قاموسُ أوكسفورد بعد أيام قليلة على فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
الترامبية تبدو حتى قبل استلام الرئيس الجديد شاذة على أمريكا. وقد تتفاقم الأمور. كل هذا خبر سيئ بل أخبار سيئة في العالم الثالث ذي الحكومات الكثيرة الفاسدة والديكتاتورية والسياسيين الميؤوس من معظمهم. ويخدم وصولُهُ صعودَ كل التيارات المتعصبة.
إحدى سمات السجال المرافق للصراع في سوريا وعلى سوريا التي لا تزال تثير الدهشة - بكل بساطة - هي غياب أي تناول أو بحث جدي في المسألة الطائفية سوى بعض الأدبيات العامة الغامضة بالنسبة للمتابعين بشكلٍ عام وحتما أكثر غموضاً بالنسبة لأطراف الصراع.
واحدة من السمات الكبيرة للمرحلة الانهيارية الجديدة في العالم العربي هي تحوّل التنظيمات الإسلاميّة المتشدّدة من شبكات أمنية سرية إلى قوى شعبية أو ذات امتداد شعبي في العديد من دول المنطقة. ينطبق هذا التحوّل على منظّمّتي "القاعدة" (أو المتفرعة عنها) و"داعش". فكيف نفهم هذه الظاهرة؟ وإلى أين ستصل؟
كتب جهاد الزين: من يخبرنا عن مستوى أداء وجهالة بعض "العمائم" في بعض زواريب المدن وبعض بيئات القرى السنّية والشيعيّة من تعميم صارخ وساذج للفكر الغيبي وخرافاته الأكثر بدائيةً وعنفاً؟
كتب جهاد الزين: من مصر إلى تايلاندا "المستغيثتين" بجيشيهما، إلى الجزائر المستقرة تحت وصاية المؤسسة العسكرية، إلى سوريا حيث المؤسسة العسكرية الأكثر فعالية داخل الحرب الأهلية، إلى ليبيا التي يطل ضبّاطٌ للعب أدوار من داخل حطامها... ما الذي يعيد الدور السياسي القيادي للجيش مرةً أخرى؟
لماذا تشهد تركيا حاليا تصعيداً في صراعٍ غير مسبوقٍ بين ما يُمْكن تسميتهُ "الإسلامية البروتستانتية" و"الإسلاميّة اليسوعيّة" وهما النمطان الإسلاميّان التركيّان الأكثر نفوذا وتنظيما فيها وخارجها؟ سأحاول أن أُظْهِر هنا لماذا هذان المصطلحان يحملان معنىً فعليّاً لا فانتازيّاً.