الجغرافيا تكون إما نعمة أو لعنة، لكنها بالنسبة إلى بشار الأسد كانت نعمة ما بعدها نعمة، فبفضلها تمكّن من استعادة لقب الرئيس، ولو شكليا، وبفضل تلك الجغرافيا اللعينة، أمكنه أن يكون قاسما مشتركا بين سائر الفرقاء، على اختلاف حساباتهم، باعتباره "رئيس الأمر الواقع".
ومن دلالات الرعب الإسرائيلي، لجوء دولة الاحتلال الصهيوني إلى أساليب شتى لكسر المقاومة الشعبية السلمية التي انطلقت من غزة باتجاه السياج الحدودي، مع ما ترافق من شعارات حملها المتظاهرون العزّل الذين رفعوا مفاتيح بيوتهم وبياراتهم في فلسطين التاريخية التي احتلت في العام 1948.
الزائر معارض الكتب العربية، وآخرها معرض أبو ظبي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، يلاحظ إقبالاً على الشراء، يقابله عناوين جديدة بأغلفة أنيقة تتسابق دور النشر العربية على تقديمها للقارئ في مختلف المعارف. وقلما يخرج أحد الزوار خالي الوفاض من هذه التظاهرة السنوية التي يتم تنظيمها بحفاوة ظاهرة.
من بين ركام الصور الكثيرة التي لا تثير الخيال، وتبدو نسخا كربونية عن سواها، تطلّ صورة عهد التميمي، الفتاة الفلسطينية التي هزّت المستقر في الخيال والصورة..
الذين يطلبون من الكتّاب والمثقفين الوقوفَ على الحياد في القضايا السياسية والمطلبية، كأنهم يحثّونهم في الوقت ذاته أن يكونوا بلا لون ولا طعم ولا صفة. وهو موقف إن صدر، وهو ويصدر كثيرا، يضع صاحبه في خانة «اللاموقف» على ما يستدعيه ذلك من متاهات لا آخر لأنفاقها.
ربما يودّ «الربيع» أن يتنصّل من اسمه، لفرط ما لحق به من تشويه وتعذيب وتجريف، بحيث لم يعد دالاً على الخضرة والندى وتفتّح الأزهار والضياء، بل بات معادلاً للقتل والتدمير والألم البشري الهائل، منذ اندلعت «ثورات الربيع العربي» قبل أكثر من خمس سنوات.