ملفات وتقارير

انتحار 3 جنود إسرائيليين.. ندماً أم رعباً؟

جنود إسرائيليون يبكون قتلاهم (أرشيفية) - الأناضول
جنود إسرائيليون يبكون قتلاهم (أرشيفية) - الأناضول
حاول لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي "جفعاتي" فهم الأسباب التي دفعت ثلاثة من الجنود الذين شاركوا في العدوان الأخير على غزة إلى الانتحار، وقال إنه يحاول دراسة الأثر الذي خلفته العمليات والمعارك في غزة ضد المقاومة الفلسطينية على الجنود الثلاثة، وباقي أفراد الجيش. 

ونقل موقع (Mako) التابع للقناة الإسرائيلية الثانية عن أسرة أحد الجنود المنتحرين أن ابنها "كان يعاني من مشاهد القتل والهدم في قطاع غزة"، وأنه "كان يشاهد جثث الأطفال في الشوارع. هذه المشاهد لم تفارقه"، مضيفة أنه عانى من "مشاعر صعبة" لاسيما في الأيام التي سبقت انتحاره.

وحمّلت الأسرة الجيش الإسرائيلي مسؤولية حوادث الانتحار بين جنوده، قائلة إن "الجيش كان قادرا على منع وقوع الحادث.. الجيش هو المسؤول".

وجاء في شهادة أحد الجنود في لواء جفعاتي، قال فيها: "شاهدت الكثير من الجثث في الجبهة، والكثير من الفظائع. أولئك الشباب الذين يأتون إلى هذه الأماكن يخوضون تجربة سيئة للغاية"، على حد وصفه، مطالبا الجيش الإسرائيلي باتخاذ "الإجراءات اللازمة" لمنع وقوع حوادث أخرى من هذا النوع.

ويحاول الجيش الإسرائيلي من خلال تطبيق نظام الصحة النفسية، على جنوده الحد من عمليات الانتحار، وبث رسائل هاتفية إلى الجنود النظاميين والاحتياط الذين شاركوا في حرب غزة، يدعوهم فيها إلى تلقي العلاج النفسي.

وقال الموقع إن الجيش الإسرائيلي اتخذ قضية منع حوادث الانتحار بين الجنود "أولوية قصوى".

في المقابل، أكدت وسائل الإعلام الفلسطينية أن الأسباب التي دفعت الجنود الثلاثة إلى الانتحار لا تتمثل فقط في مشاهد القتل والدمار التي نتجت عن العدوان الاسرائيلي نفسه، فهو معتاد على قتل المدنيين العزل ومشاهد أشلاء الأطفال الذين قضوا بلا ذنب، وانما هي مرتبطة بدخول قطاع غزة والاشتراك في الحرب البرية بشكل خاص، بحسب ما قالت مواقع فلسطينية مثل المركز الفلسطيني للإعلام ووكالة "صفا".

وقال فلسطينيون إن الرعب الذي ذاقه جنود النخبة في الجيش الإسرائيلي بعد اجتياحهم غزة، وأثر الأنفاق التي يستخدمها المقاومون على نفسيتهم دفعهم إلى الانتحار.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت الثلاثاء أن ثلاثة جنود إسرائيليين ممن شاركوا في عملية "الجرف الصامد" العسكرية ضد قطاع غزة انتحروا، موضحة أن قيادة جيش الاحتلال يفحص إمكانية إقدامهم على قتل أنفسهم بسبب معايشتهم لأحداث ومجريات قاسية إبان الحرب.

وأوضحت أن الحديث يدور عن جنود نظاميين خدموا في وحدة "جفعاتي"، وأقدموا على الانتحار بفارق عدة أيام بين كل منهم، لافتة إلى أن الاعتقاد السائد يشير إلى أنهم انتحروا بسلاحهم العسكري الذي تم العثور عليه إلى جانب جثثهم.

وقال موقع "واللا" الإخباري العبري: "على الرغم من انتهاء الحرب إلا أن معركة أخرى قد بدأت وهي معركة إعادة تأهيل الجنود من الإصابات التي قد تصاحبهم طيلة حياتهم".
التعليقات (1)
ayoub
الخميس، 02-10-2014 10:33 م
ليس الخوف هو السبب بل الندم ، كيف يخافون من الموت وهم اقدمو على قتل انفسهم ...؟؟