ملفات وتقارير

هيكل ينتقد رد الخارجية المصرية على أردوغان

هيكل في احتفالية الأهرام - فيسبوك
هيكل في احتفالية الأهرام - فيسبوك
انتقد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، رد وزارة الخارجية المصرية على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي وصف فيها نظام الحكم القائم في مصر حاليا، بأنه انقلاب على الديمقراطية، وإعلانه رفض السماح للجنرال عبدالفتاح السيسي، بإلقاء خطاب من على منصة الأمم المتحدة، باعتباره قائد الانقلاب، المسؤول عن إراقة دماء آلاف المصريين.
 
وأكد هيكل -خلال كلمته باحتفال مؤسسة "الأهرام" بذكرى يوم مولده الحادي والتسعين الثلاثاء- أنه لم يكن لازما أن ترد وزارة الخارجية على هذا الكلام، موضحا أنها مسئولة عن العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
 
ورفض هيكل، تعامل وزارة الخارجية مع الأزمة قائلا: يجب تحسين العلاقات بعدد من الدول أبرزها العراق وإيران، وأرفض تعامل وزارة الخارجية مع أزمة تصريحات أردوغان، وكان لابد من الرد بأى شكل آخر.
 
وشدد على أن هيئة الاستعلامات المصرية كانت هي المنوطة بتوجيه الرد المناسب تجاه تصريحات أردوغان في اجتماعات منظمة الأمم المتحدة، مشددا على رفضه للغة المستخدمة في البيان تماما.
 
الإعلام المصري تراجع
 
في الاحتفالية نفسها، اعتبر هيكل أن الإعلام المصري الآن لا يمثل قوة ناعمة، على حد قوله، مشيرا إلى أن هذا الإعلام يحتاج إلى الاتفاق على قواعد جديدة لعمله.
 
وضرب هيكل مثلا بحادثة منشورة بأن باسم يوسف مقدم ضده بلاغ للنائب العام، "بسبب موقف ما"، على حد تعبيره.
 
وقال: "أرى أن هذا خبر غريب"، مضيفا: "لابد من الحفاظ على القواعد الأخلاقية للمهنة، ولابد أن يكون للمهنة رؤية واضحة".
 
وشدد على أن أداء الإعلام المصري فى هذه المرحلة يحتاج إلى كثير من الإصلاح، مشيرا إلى أن مصر فى حاجة إلى رؤية إعلامية أفضل من أجل الخروج من أزماتها، ولقيادة الإقليم في المرحلة المقبلة، على حد قوله.
 
وتابع: "كنت أتصور أن الإعلام في هذه اللحظة لابد أن يكون نقطة جامعة ومحركة للأمام، لكن أعتقد أنه لم يحدث أن الإعلام في التاريخ المصري كله مر بما هو فيه الآن، وأعتقد أنه أمر مؤسف أن نرى كل شيء ممزقا في هذا البلد".
 
وقال: إننا كل يوم نرى أشياء وأخبارا في الصحافة اليومية لا تليق، ولابد أن تكون لدينا رؤية للإعلام المصري، خاصة أن المنطقة تشهد تغيرات عدة.
 
العمق للصحافة الورقية
 
وبالنسبة للصحافة الورقية، قال هيكل إن العمق في التناول هو الذى يضمن بقاء الصحيفة.
 
وقال: أعتقد أن الصحافة الورقية ما زال أمامها عمر طويل، وفي الفرق بين قضايا المهنة ومستقبل الصحافة الورقية ما يهمني الآن أداء الإعلام في هذه اللحظة.
 
وأشار إلى أن وظيفة الصحافة الورقية الآن أن تذهب إلى حيث لا تستطيع الكاميرا أن تذهب، ولا الميكروفون، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لكي تصل إلى عمق الحدث والفكرة والموضوع بحيث لا تستطيع الكاميرا أن تدخل هناك، بينما تستطيع الصحافة الورقية النجاح، ومثال على ذلك ما تقوم به جريدة "التايمز"، كما قال.
 
أين الرؤية؟
 
وقال هيكل في الاحتفال أيضا: "أتمنى أن تكون لدى مصر رؤية شاملة لأهميتها، ومكانها في الإقليم.. رؤية قابلة أن تتحول فورا إلى خطوات، فنحن أمام مشكلات لا حصر لها، والإقليم كله يتغير، فسوريا تضيع، وأمامنا إرهاب داعش".
 
وأضاف: للأسف هناك أولويات غائبة عن مصر؟ كيف نبدأ؟ ومن أين نبدأ؟ وكيف نتعامل مع مشكلة سوريا؟ وكيف يمكن أن نعاود الاتصال مرة أخرى بالعراق، وبإيران؟ ومن أين نبدأ حل المشكلة الاجتماعية؟ وكيف نقوم بعمل حلول قريبة المدى، وحلول بعيدة المدى؟
 
وأوضح هيكل أن مصر تجتاز مرحلة في منتهى الخطورة، مشيرا إلى أنه كان هناك ثوابت يستند إليها الوطن، وفقدها الآن.
 
ودعا "الأهرام" إلى تشكيل مجموعة عمل تضع تصورا لمستقبل مصر يشارك فيه  أفضل عقول مصر، ويسهم فيه الشباب بقدر ملحوظ.
 
وأضاف أن مجموعة العمل الفكرية يمكن أن تطرح رؤية فى المدى القصير حول كيفية التعامل مع قضايا الشأن الداخلي والخارجي مثلما قدمت لجنة روكفيللر رؤية للرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور (1952 – 1960) بعد الحرب العالمية الثانية.
التعليقات (0)