سياسة عربية

توحد فرقاء السياسة بمصر حزنا على وفاة سيف الإسلام

الناشط الحقوقي المصري أحمد سيف الإسلام - أرشيفية
الناشط الحقوقي المصري أحمد سيف الإسلام - أرشيفية
وحدت وفاة الناشط الحقوقي المصري "أحمد سيف الإسلام" القوى السياسية المختلفة بالبلاد، في مشهد نادر لم يتحقق منذ ثورة يناير عام 2011.

وفارق "سيف الإسلام" الحياة مساء الأربعاء بعد صراع مع المرض، ومن المقرر أن تشيع جنازته الخميس بالقاهرة في حضور نشطاء وقادة سياسيين من مختلف الاتجاهات.

تاريخه

عرف عنه تضامنه الدائم مع حقوق المعتقلين السياسيين باختلاف توجهاتهم السياسية، إذ يعد أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، فأسس مركز "هشام مبارك" الحقوقي عام 1999 وتولى إدارته، ودافع من خلاله كثيرا عن المعتقلين السياسيين.

سُجن "سيف الإسلام" عدة مرات، كان أولها في عهد "السادات" بتهمة الانتماء لتنظيم يساري، كما أنه تعرض للاعتقال والتعذيب في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك".

له عدة أبناء، كلهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان، أولهم "منى" التي ولدت وهو مسجون، وأسست عقب ثورة يناير حركة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" أثناء حكم المجلس العسكري للبلاد.

أما نجلاه "سناء" و"علاء"، فهما من أبرز النشطاء السياسيين في مصر وكانا من الرموز الشبابية لثورة يناير، ويقضيان الآن عقوبة السجن بتهمة خرق قانون التظاهر.

وزوجته الدكتورة "ليلى سويف" من أبرز المفكرين السياسيين في مصر، وحظيا باحترام مختلف القوى السياسية في البلاد.

وبعد الانقلاب دافع "سيف الإسلام" عن المعتقلين من رافضي الانقلاب عبر مركز "هشام مبارك"، وعقد مؤتمرا للدفاع عن الإسلاميين المعتقلين، وأعلن وقوفه بجانب سجناء الرأي في مصر أيا كانت توجهاتهم السياسية.

تخرج "سيف الإسلام" في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1977، وشارك في قيادة الحركة الطلابية في السبعينيات. 

حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1989 ودبلوم العلوم الجنائية من الكلية نفسها، أثناء قضائه فترة اعتقال لمدة 5 سنوات في قضية رأي.

الكل ينعى المناضل

وعقب وفاته، نعاه الكثير من الشخصيات العامة والقوى السياسية مشيدين بمواقفه النبيلة ودفاعه عن حقوق المظلومين.

ونعى الإعلامي يسري فودة، الحقوقي أحمد سيف الإسلام، قائلًا: "سيف الإسلام عاش حياته مدافعا عن الفقراء والمعذبين ومن لا صوت لهم ومحبا لقيم الحق والجمال".

وقال حزب مصر القوية: "عاش مناضلا مدافعا عن الحريات، لم يفرق في دفاعه بين من يتبنى مذهبه الفكري أو ينتهج غير خطه السياسي، ورحل واثنان من أبنائه مغيبان في السجون". 

وقال حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: "دافع عن العمال والمظلومين من الإسلاميين وغيرهم، وقضى سنوات من عمره خلف القضبان جراء مواقفه الصلبة المناهضة للأنظمة الفاسدة، وكان من الشخصيات القلائل أصحاب المواقف الناصعة تجاه مجريات الأحداث في مصر منذ ثورة يناير وحتى اليوم".

ونعى جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الفقيد بعبارة "مات سيف النضال".

وقال محمد عبد العزيز القيادي بحركة "تمرد" - عبر "فيسبوك": "حين خرجت من المعتقل وقف بجانبي كأنه أكثر من أب".

وعلق أسامة نجل الرئيس محمد مرسي على خبر وفاته قائلا: "أرى أنه من الواجب والوفاء البدء في تأسيس "مركز أحمد سيف الإسلام" للحقوق والحريات تيمنا بجهد الفقيد الأستاذ أحمد سيف الإسلام". 

ونعى خالد علي، المرشح الرئاسي السابق، سيف الإسلام، عبر "فيسبوك" قائلا: "بقدر نضالك من أجل حرية وكرامة كل البشر، وبقدر ما تحملت من تعذيب واعتقال واضطهاد دفاعا عن ما آمنت به من مبادئ أدعو  المولى عز وجل أن يهبك عظيم رحمته".

ونعت حركة شباب 6 إبريل الناشط الحقوقي وقالت في بيان لها: "ننعى لأنفسنا والإنسانية جمعاء أحمد سيف الإسلام أحد القلائل الذين وهبوا حياتهم وأموالهم وأولادهم للدفاع عن حقوق المظلومين والمهمشين والفقراء".

هل يحضر أبناؤه الجنازة؟

وحتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يتحدد بعد ما إذا كان ابناه "علاء" و"سناء" المسجونان سيتمكنان من حضور جنازة والدهما إلى جوار والدتهما "ليلى" وأختهما "منى".

وتقدم محامي "علاء عبد الفتاح" بطلب لإدارة السجون، حتى يتم السماح له بحضور عزاء والده يوم السبت المقبل بمسجد "عمر مكرم" بميدان التحرير.

ودعا "مصطفى النجار" البرلماني السابق السلطات أن تتحلى ببعض الإنسانية وتسمح لنجليه "علاء" و"سناء" بحضور جنازة والدهما وتلقي العزاء بلا قيود، مضيفا أنه "هذا أقل شيء يمكن فعله مع هذه المأساة".

وأصدرت لجنة الحريات في نقابة المحامين بيانا نعت فيه "سيف الإسلام"، وطالبت وزارة الداخلية بالسماح لنجله بحضور جنازة وعزاء والده، مؤكدة أنه ليس بالأمر الجديد على الوزارة حيث تكرر الأمر كثيرا مع مسجونين آخرين.

ونعى حزب الدستور "سيف الإسلام"، ودعا الحزب في بيان له السلطات إلى التعاون مع أسرة الفقيد والسماح لكل من علاء وسناء عبد الفتاح ابني الفقيد بحضور مراسم الجنازة والعزاء.
التعليقات (0)