صحافة دولية

نيويورك تايمز: حماس تتقدم بالضفة.. وخط المقاومة

مسيرة تضامنية مع غزة في الضفة ومواجهات متفرقة - الأناضول
مسيرة تضامنية مع غزة في الضفة ومواجهات متفرقة - الأناضول
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الشعبية التي تحظى بها حركة "حماس" في الضفة الغربية، "التي يقف سكانها متفرجون على ما يجري في غزة".

ونقلت الصحيفة تغير مواقف السكان من السلطة الوطنية وإسرائيل، فعامل البلدية ماهر قال للصحيفة إنه توقف عن شراء الشراب الإسرائيلي "تابوزينا" ومنتجات الألبان الإسرائيلية الأخرى.

وقال للصحيفة إن قراره جاء من أجل التضامن مع أهل غزة "هذا أقل ما يمكننا عمله"، معبرا عن موقف أهل الضفة الغربية "الذين هم في الحقيقة متفرجون على حرب غزة".
 
ويعيش ماهر في مخيم الأمعري، وليس بعيدا عنه، يقع مقهى للإنترنت، حيث ظهرت فوقه صورة ضوئية لمقاتل ملثم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحياة في الضفة الغربية استمرت كما هي عادية، وقطعتها مواجهات في النقاط الساخنة بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي كان يرد بالنار على الحجارة.

ووصفت الصحيفة تظاهرة نظمها سكان الأمعري الذي ساروا ناحية حاجز  قلنديا الذي يفصل رام الله عن القدس المحتلة، وكان معظمهم يحمل الأعلام الفلسطينية واللافتات التي كتب عليها "كلنا غزة"، وشارك في التظاهرة عدد من أبناء الطبقة المتوسطة وأبناءهم، حيث شاركوا في رمي الحجارة على قوات الجيش الإسرائيلي، وانطلقت من حناجرهم هتافات "بالروح بالدم نفديك يا غزة".

و"قتل في التظاهرة شابين، ما يرفع عدد المتظاهرين القتلى في الضفة الغربية إلى خمسة"، بحسب الصحيفة.

وعلقت الصحيفة على التواصل العاطفي بين أهل الضفة وغزة، حيث قالت: "ولكن للكثيرين في الضفة الغربية، فالفواصل الجغرافية عززت الروابط العاطفية العميقة والرغبة بالوحدة السياسية مع غزة التي تسيطر عليها حماس، وهو مطلب سيعقد العلاقات مع إسرائيل"، على حد قول الصحيفة.

وتحدثت الصحيفة عن اتفاق المصالحة الوطنية الذي تقول إن حركة "حماس" اندفعت إليه من نقطة ضعف مالي وعزلة سياسية مع منافستها حركة "فتح".

"تغير الوضع الآن" قالت الصحيفة، وتضيف أن "حماس أصبحت تعتبر في الضفة الغربية كمنافحة عن المقاومة المسلحة، فيما ينظر لمحمود عباس، رئيس السلطة الوطنية، والذي يقود معسكرا يدعو للتفاوض مع إسرائيل ينظر إليه كفاشل في تحقيق دولة فلسطينية بعد 20 عاما من المحادثات العبثية والمتقطعة مع إسرائيل".

وقالت إن إسرائيل دائما ما دعمت عباس، كشريك في السلام، ولكنها على حد قول الصحيفة قررت تعليق المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة في نيسان/ إبريل بعد قرار عباس عقد المصالحة مع "حماس".

وترى الصحيفة أن صعود شعبية "حماس" في الضفة الغربية ستضعف من موقف عباس، ما يعني عدم تخلي إسرائيل عن مطالبها من عباس إلغاء حكومة الوحدة الوطنية.

وبالنسبة لعامل النظافة ماهر فنقلت عنه الصحيفة قوله: "لقد وهبت ابني لحماس"، مع أنه وصف نفسه بأنه واحد من الناس، وليس مرتبطا بجماعة سياسية.

وقال بفخر إن "حماس" أجبرت شركات الطيران الأجنبية على إلغاء الرحلات الجوية لإسرائيل بعد أن أصاب صاروخ مطار "بن غوريون" الثلاثاء.

وقال ماهر: "ابني عمره 10 أعوام، ويسألني عن كيفية الانضمام لهؤلاء الناس".

وأشار التقرير إلى لقاء عباس في رام الله، الأربعاء الماضي، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل لوقف إطلاق نار، في محاولة لاستعادة بعض المصداقية والتحاور مع كل الأطراف المنخرطة في الأزمة، بما في ذلك تركيا ومصر وقطر.

ولاحظت أن خطاب عباس، الثلاثاء الماضي، قربه كثيرا لموقف "حماس" وشروطها، عندما شجب "العملية الوحشية في غزة".

وقال مواطن آخر في الأمعري، أبو ليلى للصحيفة: "لم يعد أحد بحاجة لإذن من عباس للتظاهر"، ملاحظا أن الكثير من الفلسطينيين كانوا يدعمون فصائل مختلفة في السابق، ولكن الآن "لم يعد هناك انقسام".

ونقل التقرير عن مصطفى البرغوثي من المبادرة الفلسطينية والذي أسهم في المصالحة بين "فتح" و"حماس"، قوله إن عباس يحاول المشي مع الموجة، لأن الشعب متقدمون على القيادة "فالناس يدعمون بشكل كامل غزة".

وأضاف: "في الوقت الحالي نشاهد مرحلة انتقالية، فقد أجبرتنا الأحداث على الوحدة".

ولاحظت الصحيفة انتشارا لمظاهر الدعم والتحف التذكارية لـ"حماس"، التي يقبل عليها المتسوقون للأغراض الرمضانية في حي المنارة، وسط رام الله. من مثل الكوفيات والأغاني والرموز الفلسطينية حيث تباع القطة بأربعة دولارات.

وجاءت راما شاهين (12 عاما) لشراء قطعة للمظاهرة التي شاركت فيها الخميس.

وقالت للصحيفة إن عمتها التي تعيش في دالاس- أمريكا شاركت و25 من أفراد العائلة في مظاهرة تضامنا مع غزة.

ونقلت الصحيفة عن صاحب محل لبيع تحف وتذكارات أنه باع 300 "سي دي" من أغاني "حماس" منذ بداية الحرب.

وفي نابلس -شمال الضفة الغربية- كان أحد الباعة يبيع بالونا على شكل قنبلة.

وبحسب جعفر النجاجرة: "إما أن نعيش بكرامة أو أن نموت بكرامة".
 
ومثل بقية الشبان الفلسطينيين، لم يزر غزة لأن زيارتها يحتاج لتصريح، ولكنه قال: "حتى بين الناس العاديين من أمثالي فمعسكر المقاومة لديه اليد العليا".
التعليقات (0)