ملفات وتقارير

في خطاب ليلة القدر.. السيسي يتوعد خصومه ويتجاهل غزة

الجنرال عبد الفتاح السيسي- (وكالات محلية)
الجنرال عبد الفتاح السيسي- (وكالات محلية)
شارك عبد الفتاح السيسي - أول رئيس لمصر بعد الانقلاب العسكري - مساء الخميس في احتفالية أقيمت في القاهرة بمناسبة ليلة القدر، كرم خلالها عددا من الفائزين في مسابقة عالمية لحفظ القرآن الكريم.

وفي الكلمة التي ألقاها السيسي، قال إنه "إنسان مسلم مهموم بدينه منذ أكثر من أربعين سنة"، مطالبا علماء الأزهر بتشجيع الناس على فهم القرآن وليس حفظه فقط.

وشدد السيسى على أنه لن يسمح بالإساءة للدين الإسلامي، مشيرا إلى أنه سيؤدي دوره في هذا المجال إرضاء لله حتى يقوم بالأمانة التي كلف بها برئاسته لمصر.

حضر الاحتفالية إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وأحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من الوزراء والمحافظين والمسؤولين، فضلا عن عدد من رؤساء مجلس الوزراء منذ عهد السادات وحتى الآن.

حفظة القرآن يقتلوننا

وفي إشارة إلى خصومه السياسيين من رافضي الانقلاب وعلى رأسهم الإسلاميون، قال السيسي إن "هناك من المصريين من يحفظ القرآن لكنه يقتلنا".

وأشار في كلمته إلى أن هناك فصائل من المسلمين أساءت للإسلام مؤخرا، مشددا على ضرورة تجديد الخطاب الديني وفقا للتطور الإنساني.

وأكد أن الأزهر سيقدم له كل الدعم ليتمكن من تطوير الخطاب الديني خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن الحل الأمني ليس وحده الحل لمواجهة العمليات الإرهابية.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر، أكد السيسي أن "هناك مشكلة كبيرة تتعرض لها البلاد وهي الاحتياج ولكننا مصممون على التغلب عليها، وأن هذا كان السبب الرئيسي لإنشاء صندوق "تحيا مصر" لتلقي تبرعات القادرين داخل مصر وبالخارج".

وأكد أنه لن يتخلى عن مواجهة الفقر في مصر، وسوف يواجهه حتى الموت لأنه السبب في المشاكل التي تعصف بالبلاد.

وطالب السيسي جميع المصريين بالدعوة إلى الله لكي ينظر إلى المصريين بعين الرحمة في ليلة القدر.

من جانبه ألقى محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كلمة استعرض خلالها جهود الوزارة لتدريب الأئمة والدعاة لتقديم خطاب ديني معتدل وفق المنهج الأزهري الوسطي، ومواجهة التطرف والإرهاب.

لن نتركهم

وتحدث السيسي عن حادث الفرافرة، الذي راح ضحيته 22 جنديا من القوات المسلحة في هجوم على نقطة تابعة لحرس الحدود في محافظة الوادي الجديد بالصحراء الغربية، فقال: "ماكنتش أحب أكون عنيف في هذه الليلة، ولكن والله لن نتركهم هما واللي بيساعدوهم، ومتأكد من النصر، نصر ربنا لأن ربنا ينصر أهل الحق على الباطل، وهم أهل باطل".

وأعلن السيسي قتل عدد من المتورطين في الهجوم والقبض على آخرين، حيث قال: "كل من قتلنا فى الأيام الماضية ربنا أعانا عليه، يا قبضنا عليه يا قاومناه وقتلناه"، وتابع: "مستعدين للموت دون وطننا بلدنا مصر ودون ديننا، ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب".

وأكد أن القوات المسلحة لم تترك قتلة شهداء الجيش، قائلا: "لن نترك حق شهداء الوادي الجديد، ومستعدين نموت من أجل ذلك".

وتعليقا على هذا الخطاب، قال الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي إن تصريحات "السيسي"، في احتفالية ليلة القدر، تنم عن خوفه الشديد بسبب تراجع هيبة الجيش والشرطة في نظر الشعب المصري، وجرأة الهجمات المسلحة عليهم، وهو ما أدى إلى انخفاض معنويات قادة وجنود القوات المسلحة. 

وأضاف الشرقاوي، في تدوينة له عبر "فيسبوك": "لا تنسوا أنه مرعوب من صمود غزة فى وجه الصهاينة، والفرافرة أحدثت رعبا إضافيا في صفوف قيادات عسكرية كبيرة".

وأشار إلى أن تصريحات "السيسي"، وقسمه بتحقيق القصاص، تكشف إدراك من ساندوه في انقلابه أن مؤشرات الخطر تتزايد، ومن ثم فهو يريد أن يحافظ على تماسك جبهة الانقلاب.

تجاهل غزة

وخلال خطابه الذي استغرق نحو 20 دقيقة، لم يذكر السيسي غزة والعدوان الإسرائيلي عليها بكلمة واحدة، في تجاهل تام للحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين من أهل القطاع وأسفرت عن استشهاد ما يزيد على 700 شهيد حتى الآن.

بينما اكتفى شيخ الأزهر أحمد الطيب - في كلمته بالاحتفالية - بكلمات بسيطة وروتينية حول العدوان على غزة، خيث قال إن "الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين".

وأكد أن مصر بلد الأزهر التي تنشر الفكر الإسلامي الصحيح لا يمكن أن تتخطفها يد التشدد، وأن ما حدث من موجات تشدد إنما هو سحابة صيف ستنقشع عما قريب.

واستخدم شيخ الأزهر مصطلحا جديد في وصف معارضي السلطة الحالية في مصر، حيث قال إنهم "مستعمرون يريدون تفتيت العالم العربي وتجزئته من داخله، وخونة باعوا أنفسهم إلى الشيطان".

وأضاف خلال كلمته أن "العديد من الناس انطلق إلى إراقة الدماء بهدف تحقيق الربح والأموال، وما زالت دماء أبنائنا الشهداء الذين راحو ضحية العمل الإرهابي في الوادي الجديد تؤكد أنهم تجاوزوا حدود المروءة والشهامة وحدود الدين ولا يظنوا أنه لن ينالهم عقاب الله".
التعليقات (1)
ADEL KHIDER EL JAZAIRE
السبت، 26-07-2014 02:55 ص
تفو عليك وع اشكالك