سياسة عربية

6 قتلى خلال تفريق مسيرات تندد باستفتاء الدستور

احتجاجات طلابية على الانقلاب العسكري في مصر (أرشيفية)-الأناضول
احتجاجات طلابية على الانقلاب العسكري في مصر (أرشيفية)-الأناضول
تصاعدت حدة المظاهرات الشعبية التي خرجت من مختلف المدن والمحافظات المصرية، اليوم الجمعة (17|1)، تنديداً بالاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، حيث قمعت قوات الأمن المتظاهرين بالرصاص الحي والخرطوش ممّا أدى إلى مقتل 6 وإصابة عشرات آخرين.

وقال شهود عيان ومصادر بالتحالف الداعم لمرسي إن الاشتباكات أسفرت حتى الساعة 17:30 عن مقتل ستة أشخاص في مواجهات مع قوات الأمن، أحدهم في مدينة الفيوم، جنوب غربي القاهرة، و5 في القاهرة الكبري، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة  سقوط قتيلين فقط بالقاهرة والفيوم، فضلا عن 10 مصابين بجروح مختلفة في عدة مدن، بحسب بيان للوزارة.

وتأتي المسيرات استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، فيما وصفه بـ"أسبوع التصعيد الثوري"، وهو الأسبوع السابق على الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وعقب خروج المسيرات من المساجد بعدة مدن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز في محاولة لتفريقها قبل التحرك؛ ما تسبب في اندلاع مواجهات بين الجانبين، حيث رد المتظاهرون بقذف القوات بالحجارة وإطلاق الألعاب النارية، كما أشعلوا النار في إطارات السيارات للتخفيف من تأثير قنابل الغاز، وفق شهود عيان.

في حي مدينة نصر، شرقي القاهرة، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين.

واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار مرسي كذلك في عدة أحياء أخرى شرقي القاهرة كان أبرزها في حيي "المرج، عين شمس، الألف مسكن"، وسط حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين، وانتشار مكثف لقوات شرطة بزي مدني، للقبض على المشاركين في المسيرات، بحسب مراسل الأناضول وشهود عيان.

 كما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار مرسي في منطقة حلوان، جنوبي القاهرة.

وقالت مصادر في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي، إن ستة محتجين قتلوا "برصاص قوات الأمن" خلال الاشتباكات بين الأمن ومحتجين؛ قتيل واحد في مدينة الفيوم (جنوب غرب القاهرة) يدعى "إسلام عبد العزيز"، واثنان في مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، الأول يدعى "هشام فوزي" (20 سنة)، بينما لم تعرف هوية القتيل الثاني، وثلاثة في حي الألف مسكن، شرقي القاهرة وهم: "صهيب بكير"، "عبد الحميد عبد الله" و"محمد عبد السلام". وبينما لم يتسن التأكد من صدقية سقوط هذا العدد من القتلي من مصادر مستقلة، أعلنت وزارة الصحة مقتل إثنين.

وتحدث شهود عيان عن سقوط جرحى في صفوف أنصار مرسي خلال هجوم مجهولين على مسيرة منددة بالاستفتاء على الدستور المعدل، بحي "العمرانية" في مدينة الجيزة، غرب القاهرة، ولم يتبين على الفور عدد المصابين أو طبيعة الإصابة.

كما اضطر المتظاهرون للفرار إلى الشوارع الجانبية، قبل أن يعيدوا تنظيم صفوفهم مرة ثانية.

وتكرر المشهد في حي إمبابة، غربي القاهرة، حيث ألقت قوات الأمن القبض على 6 من المتظاهرين، وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين، بحسب شهود عيان.

وشيع المئات من أنصار الرئيس المنتخب مرسي، بعد ظهر اليوم، جثمان، عمر أسامة، الذي سقط قتيلا أمس خلال الاشتباكات التي شهدتها جامعة القاهرة (غرب القاهرة)، بين قوات الأمن وطلاب محتجين.

وردد المشاركون في تشييع الجثمان، بحي شبرا، شمالي القاهرة، هتافات مناهضة للسلطات الحالية، مطالبين بالقصاص.

وأضرم طلاب محتجون النار في حاويات القمامة بمقر السكن الجامعي لجامعة القاهرة، غرب العاصمة؛ للتقليل من تأثير قنابل الغاز المسيل للدموع، التي وصلت إلى السكن الجامعي، خلال تفريق مسيرات بالشارع المواجه.

وفي مدينة الفيوم، جنوب غربي القاهرة، قالت مصادر بـ"التحالف" وشهود عيان إن شخصا يدعى "إسلام عبد العزيز" قتل خلال اشتباكات بين الأمن وأنصار مرسي بالمدينة ، وهو ما أكدته وزارة الصحة.

فيما  اعتقلت قوات الأمن 17 من المحتجين، بحسب مصدر أمني، مضيفا أنه كان بحوزة المقبوض عليهم أسلحة نارية وزجاجات حارقة.

وفي الإسكندرية، شمال، اندلعت مواجهات بين مسيرات لأنصار مرسي من جهة، وقوات الأمن ومجهولين من جهة أخرى، في منطقتي السيوف وبرج العرب، شرقي وغربي المدينة، ما تسبب في سقوط ضحايا لم يتبين عددهم على الفور.

وفرقت قوات الأمن مسيرات أخرى بمناطق المنتزه، الدخيلة، الورديان، غربي المدينة.

وقال ناصر العبد، مدير مباحث الاسكندرية، في تصريحات صحفية، إن قوات الأمن ضبطت 15 من المشاركين في المظاهرات "وبحوزتهم أسلحة ومنشورات ضد الجيش والشرطة".

واعتقلت أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية، دلتا النيل، 12 من المشاركين في مسيرادات رافضة للاستفتاء على الدستور المعدل، بمنطقة "ابوزعبل" بالمحافظة، وفق شهود عيان، وشهدت عدة مدن بمحافظة كفر الشيخ، دلتا النيل، مسيرات داعمة لمرسي.

كما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق محتجين داعمين لمرسي في بني سويف، وسط البلاد، كانوا ينددون بالاستفتاء علي الدستور المعدل، وسقط العشرات منهم جراء إصابتهم بالاختناق، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض على 7 منهم، وفق شهود عيان.

وتكرر المشهد في محافظة المنيا، وسط البلاد، حيث ألقت قوات الأمن القبض على العشرات في مسيرات بمدينة بني مزار، وقرية "دلجا"، خلال مسيرات داعمة لمرسي، فيما قال شهود عيان إن حالة من الكر والفر تسود القرية، التي يتهم سكانها قوات الأمن باستخدام "القوة المفرطة" ضدهم لموقفهم الداعم لمرسي. 

وشهدت محافظتا السويس، والإسماعيلية، شمال شرق، إطلاق قوات الأمن لقنابل الغاز على مسيرات لأنصار مرسي، وسادت حالة من الكر والفر بين الجانبين، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشاركين في المسيرات.

وأعلنت وزارة الصحة، في بيان لها، إعن سقوط قتيلين، أحدهما بالقاهرة (لم تحدد مكان مقتله بدقة)، والثاني في الفيوم، جنوب غربي القاهرة، فيما قالت إن المستشفيات التابعة للوزارة استقبلت 10 مصابين بجروح مختلفة، لم تحددها، مشيرة إلى أن المصابين توزعوا بين القاهرة والجيزة (غربي القاهرة)، الفيوم (جنوب غربي القاهرة)، بورسعيد (شمال)، المنيا (وسط).

واليوم هو بداية الأسبوع الـ 30 من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، التي بدأت في 28 يونيو/ حزيران الماضي، واليوم الـ 204 منذ ذلك التاريخ، والـ 199 منذ عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، والـ 156على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب الماضي.
التعليقات (0)