سياسة عربية

البشير: روسيا صديقة ونحن كأمريكا لا نعترف بالمحكمة الجنائية

لولا أن الاتهامات ظالمة لما خرج المواطنون لاستقبالنا بهذه الأعداد الضخمة ـ سبوتنيك
لولا أن الاتهامات ظالمة لما خرج المواطنون لاستقبالنا بهذه الأعداد الضخمة ـ سبوتنيك
أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، نجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه في وقف الصراعات المجتمعية والخصومات السياسية والنزاعات المسلحة، داعيا الحركات المسلحة إلى العودة إلى المفاوضات.

وكان لافتا في الحوار الذي أجراه عمر البشير مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، تفاديه التعليق على الثورة السورية ومصير الأسد، كما تحاشى الحديث عن عمليات التحالف العربي في اليمن.

واعتبر أن اعتراض بلده على تعيين أبو الغيط على رأس جامعة الدول العربية، كان حرصا على "التوافق" بين الدول العربية، مشددا على أن المحكمة الجنائية الدولية مدعومة من الغرب ولن تقدم شيئا.

نحو حكومة الوفاق

قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، إن الدعوة للحوار الوطني كانت لوقف الصراعات المجتمعية والخصومات السياسية والنزاعات المسلحة، كي تستطيع جميع مكونات الدولة المساهمة في استمكال مسيرة البناء والنهضة.

وتابع البشير: "ما لم تقتنع جميع أو أغلب مكونات الساحة بضرورة تقديم المصالح العامة على المصالح الحزبية والقبلية، فلن يتحقق السلام المجتمعي الذي هو البوابة الرئيسية لاستكمال مسيرة المشروعات التي ستحقق الرفاهية للمواطنيين".

وأضاف رئيس السودان: "لقد استجابت كثير من الحركات المسلحة واقتنعت بهذه الرؤية الوطنية الجامعة، وانضمت لركب المتحاورين في المبادرة الحوار الوطني، خصوصا أننا فتحنا الدعوة لجميع الحركات المسلحة وما زالت دعوتنا مفتوحة لتجمع جميع الناس حول المصالح الوطنية المشتركة".

وأوضح: "يوازي هذا الحوار مع الأحزاب والمليشيات الراغبة في السلام، حوار آخر مع مكونات المجتمع المدني والتي تبدي آراءها في جميع قضايا البلاد في الاقتصاد والهوية والسلام وشؤون الحكم وكذلك العلاقات الخارجية".

وسجل البشير: "نحن نعول على وعي المواطنين بقضاياهم وعدم السماح لرافضي الحوار بالمتاجرة بقضايا المواطنين، لذا فالضامن الأول لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هو المواطن نفسه ثم تأتي إرادة الدولة وتجاوب مؤسساتها، ويضمن ذلك في دستور جديد للبلاد".

ودعا البشير الحركات المسلحة للقطع مع الخارج، حيث قال: "نحن نرغب في أن تقطع الحركات المسلحة ارتباطها بالجهات الأجنبية التي لا تريد السلام للسودان، علما بأنه مسمى الحركة الشعبية نفسه مرتبط بدولة جارة ولم يتغير مسماها ولا ارتباطها بها".

وتمنى البشير "أن تعود جميع الحركات المسلحة لطاولة المفاوضات دون الاشتراطات المسبقة التي تعيق تقدم التفاوض، وحاليا هناك اهتمام عال من طرف الاتحاد الأفريقي بهذه القضية للضغط من أجل تحقيق السلام".

وهدد الرئيس "في حال إصرار قطاع الشمال والحركات المسحلة الأخيرة على مواصلة الخراب والإضرار بقضايا الوطن"، باللجوء إلى "مجلس السلم والأمن الأفريقي وجامعة الدول العربية كي يتم فرض الأمن في المنطقة، فالسلام الإقليمي لا يتجزأ، وينبغي القضاء على بؤر الإرهاب المسلح في جميع دول المنطقة، كيلا يحدث فراغ أمني يستغله الإرهابيون في زيادة معاناة شعوب المنطقة والعالم".

روسيا والعالم العربي

وأعلن البشير أن بلاده "تعول على العلاقات مع روسيا والتي لم تشهد أي توترات في مسيرتها الطويلة"، وسجل: "نعتقد أن رؤيتنا السياسية في منطقة الشرق الأوسط يجب أن تستصحب روسيا كدولة عظمى لها مصالحها المشتركة معنا في المرحلة المقبلة، فروسيا كانت سندا لأفريقيا والعالم العربي خلال التحديات المثيرة التي واجهتها في الماضي ولن تتغير في المستقبل".

جنوب السودان

وقال عمر البشير إن قرار حكومته اعتبار مواطني جنوب السودان "أجانب" في السودان، جاء بسبب خروقات أمنية حدثت من الجانب الآخر.

وشدد: "لكن حدثت خروقات أمنية من الجانب الآخر تطلبت البدء في إجراءات لفرض الانضباط وذلك بسبب عدم التزام جوبا بشرط عدم إيواء الجماعات المتمردة، وعدم تسليحها ومساندة خروجها على الحكومة، ولكننا سوف نسعى على الرغم من ذلك للاستمرار في حل الخلافات مع جوبا بعون الاتحاد الأفريقي، وأي جهد للمصالحات مثل الذي قدمته موسكو من قبل".

وقال: "نسعى دوما لعلاقات مع دول الجوار، وفي رؤيتنا أنها يجب أن تكون علاقات استراتيجية لصالح شعوب دول المنطقة، وسعينا لفتح الحدود مع دولة الجنوب لتسهيل عبور البضائع والبشر، وتسهيلا لحياة مواطني البلدين في مناطق التماس الحدودية".

داعش

وعن داعش قال البشير: "السودان يقوم بعمل احتياطاته تأمينا للحدود خصوصا الغربية، لمنع استغلال الحركات الإرهابية لحالة الفراغ الأمني الموجود في بعض المناطق الحدودية لدول الجوار، حيث إن الحركات المسحلة تنشط في المناطق نفسها وتقوم بنقل السلاح بين الدول بصورة غير مشروعة".

وتابع: "ملف الإرهاب هو شأن إقليمي ودولي، وليس له دين وليس له جنسية محددة وليس شأنا يخص دولة واحدة، ولذلك تحدث التحالفات بين الدول كي تحافظ على الأمن ومواطنيها".

وأكد أن "المنطقة بعد فراغها من حل مشكلة التمرد في اليمن، نحن نشارك في قوة شرق أفريقيا التابعة للاتحاد الأفريقي ويمكن الاستعانة بها للقضاء على الإرهاب".

وأضاف: "لا نستبعد أن تقوم دول غير عربية تريد الحفاظ على مصالحها في المنطقة بالمساهمة في حفظ السلام والأمن الدوليين".

وعن ما رؤيته لتسوية القضية في سوريا رفض البشير الإجابة وأعلن: "لا توجد إجابة".

كما كرر الإجابة نفسها بخصوص اليمن حين قال: "لا توجد إجابة"، حول هل وقف عمليات التحالف في اليمن.

ليبيا والأسلحة

وبخصوص الاتهامات حول تجارة السلاح إلى ليبيا قال: "حدودنا ممتدة مع دول الجوار، ولا يمكن للدول الكبيرة أن تسيطر سيطرة كاملة على حدودها، والذي يحدث حاليا هو التهريب للسلاح من ليبيا المضطربة أمنيا إلى السودان، وهذا ما تستغله الحركات المسحلة والإرهابية في جانبي البلدين".

وتابع: "حقيقة الأمر أن السلاح يتدفق من ليبيا لتغذية الجماعات الإرهابية، ونحن اتفقنا مع دولة تشاد ودولة أفريقيا الوسطى على إقامة قوات مشتركة لمناهضة تدفق السلاح ولمنع التهريب والهجرة غير الشرعية".  

اللاجئون

 وبخصوص اللاجئين، قال البشير إن "السودان بلد كبير يستقبل ملايين اللاجئين من دول الجوار ويؤويهم على أرضه لسنوات، معظم من يلجأ منهم إلى دول الغرب، يذكر أنه من السودان، أما شؤون العمل الإنساني فلدينا لها مفوضية تنظم أعمالها".

وسجل أن "للسودان استراتيجية واضحة في التعامل مع الهجرة غير الشرعية وخاصة تلك التي ارتبطت بتهريب البشر.

واعتبر أن اعتراض السودان على اختيار أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية، ليس اعتراضا على شخص أبو الغيط، بل على اختيار الأمين العام بأغلبية الرأي، وهذا يخالف ميثاق الجامعة العربية الذي ينص على توافق الجميع عند اختيار الأمين العام، علما بأن دولا أخرى هي التي اعترضت على أبو الغيط، أما السودان فقد رأى ضرورة إقناعها كي يتحقق التوافق العربي رغمًا عن التحفظات.

الجنائية الدولية

وسجل أنه رغم قرار محكمة الجنايات الدولية: "لم نتوقف أبدا عن السفر ونقوم بتلبية أي دولة تدعونا لزيارتها، ونقوم بزيارة الدول التي تعترف بهذه المحكمة والتي لا تعترف بها".

وأضاف: "نحن في السودان مثلنا مثل أمريكا لا نعترف بهذه المحكمة الانتقائية، والتي عليها زيارة دول كثيرة في العالم ابتداء من الدول التي مارست الاستعمار والاحتلال وارتكبت مجازر مع مواطني أفريقيا ودول العالم الثالث والعراق وغيرها".

وشدد على أن "هذه المحكمة ومن يمولونها لهم أجندة سياسية واضحة من الحملات الدعائية التي ترونها، ولكنها زادت التفاف المواطنين حولنا، ولعلك أنت الآن في دارفور، ورأيت حشود المواطنين التي تستقبل رئيس السودان بحفاوة وأبهرتكم، ولولا أن الاتهامات ظالمة لما خرج المواطنون لاستقبالنا بهذه الأعداد الضخمة".

وناشد "الإعلام أن يكون صادقا في نقل الصورة الحقيقة لبلادنا، وألا يكون مثل الإعلام المكثف الذي تابعتموه وهو يتهم العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل حتى صدق العالم كله هذه الأكاذيب، وانتهى الأمر باحتلال العراق وتدميره".
0
التعليقات (0)